غرب دارفور : محاولة طمث أثار جرائم الإباده الجماعية من الدعم السريع و حلفائه (1_5)

تقرير : متابعات دارفور الجنينة

شهدت مدينة الجنينه غربي السودان استقراراً نسبيآ مع تلفتات أمنيه استهدفت المواطنين بمنازلهم بشكل مباشر و السيطرة علي جزء كبير من أحياء المدينة من قبل قوات الدعم السريع و القبائل المتحالفة معها.
ويعمل التجاني كرشوم والي غرب دارفور المكلف من عشيرته جاهدآ علي إقامة فعاليات و مبادرات بمساندة قوات الدعم السريع و الإدارات الأهلية من القبائل العربية لطمث أثار الجرائم التي ارتكبتها في الجنينة منذ أبريل .
و كشف مواطن من الجنينة فضل حجب إسمه أن إقامة فعاليات في الجنينة في ظل الحصار من قوات الدعم السريع يعد تضليل للرأي العام المحلي و الإقليمي ، و أضاف ان قوات الدعم السريع لا زالت تسيطرعلي معظم احياء مدينة الجنينة بعد أن تم إستباحتها بالكامل ، وأعرب ان قوات الدعم السريع و القبائل المساندة لها ارتكبت جرائم ضد الإنسانية و ابادة جماعية وتطهير العرقي مؤكدآ ان الانتهاكات التي ارتكبت ضد سكان مدينة الجنينة يعد من أخطر و أبشع أنواع جرائم الحرب المتمثلة في القتل و الاغتصاب و الحرق و النهب و التهجير القصري للمواطنين والتمثيل بجثث المواطنين و الفيديو الذي تم تداوله للتمثل بجثة والي غرب دارفور خميس أبكر خير دليل علي ذالك.
و كشف “احمد عبدالله ” انه تفاجاء بعد عودته من منطقة أدري التشادية ليتفقد منزله الذي تم حرقه كاملآ بحي التضامن تفاجأ بسيطرة الدعم السريع علي الحي وكان علي اي مواطن استخراج تصريح من الدعم السريع يسمح لحامله بدخول منزله وتفقده بعد دفع قيمة رمزية لهم و قال تم هدم عدد كبير من المنازل بعد نهبها و حرقها ونهب الابواب و الشبابيك والزنك .
وتستمر الاوضاع سوءا بعد عودة بعض المرافق الخدميه كالتيار الكهربائي وشبكة الاتصالات وبعض الوحدات الصحيه الا ان هناك مخاوف من تجدد الاشتباكات علي خلفية التصريحات الأخيره للسلطان سعد عبدالرحمن يدالذي تحدث فيه عن استنفار ابناء المساليت للقتال ضد الدعم السريع والمليشيات المساندة لها .
لم تقتصر الانتهاكات علي مدينة الجنينه فقط وانما لاحقت هذه الانتهاكات اللاجئين بدولة تشاد خصوصا لاجئو المعسكرات الدائمه في المنطقه الحدوديه مستري معسكر( ميجي).

ملاحقة أمنية:

و يعيش اللاجئين أوضاع امنيه غاية في الخطوره وخصوصا المعسكرات الدائمه في الحدود بين السودان وتشاد حيث لا تتوفر قوه امنيه تعمل علي حماية المعسكرات خاصة معسكر (ميجي ) الذي يتعرض فيه اللاجئون للعنف والسلب والضرب من قبل جماعات مسلحة متحالفة مع الدعم السريع تقود دراجات ناريه وحسب راصد لمتابعات دارفور فإن هذه المجموعات تأتي في منتصف الليل بالقرب من المعسكر يقودون دراجات ناريه يتركونها علي مسافه من المعسكر ثم يدخلون بأسلحتهم و يعملون علي ضرب اللاجئين .
في 19 من اغسطس الماضي تعرضت اربعه امرأة للضرب ومحاولات اغتصاب من قبل المليشيات المسلحه المسانده للدعم السريع.
وحسب مصادر من منطقه ادري فان الطريق الذي يربط بين منطقه ادري التشاديه ومدينة الجنينة تتمركز فيه مليشيات مسلحه تعمل علي القتل والسلب والنهب وحتي الاغتصاب للفارين حتي الان و تتمركز هذه المليشيات المسنوده من قوات الدعم السريع بمناطق ( اديكونق –مرا جربي – بابنوسه – شكري ) كما ان هناك مناطق اخري ترتكز فيها علي طول الطريق بين الجنينه ومنطقه ادري التشاديه. و علي صعيد متصل في يومي 13 و 12 من شهر سبتمبر المنصرم حدث هجوم مضاد علي قرية انجيمي و راح ضحية الهجوم خمس من افراد اسره واحده من قبيلة الرزيقات وكانت هذه ردة فعل للانتهاكات التي تمت قبلها بخمس ايام علي بعض الفتيات وقتل امرأة حامل بالقرب من معسكر ( ميجي ) .
تصاعدت وتيرة تفاقم الأوضاع الأمنية للاجئين بين منطقة ادري و الجنينة بسبب عدم وجود تأمين للمعسكرات الدائمه وسهولة الحركه حيث لا تزال المهددات الامنيه مستمره والقتل والانتهاك علي اساس العرق مستمر وبحسب “صالح يعقوب ” ان هناك تهديدات تصل لفاعلين المجتمع المدني الذين لجؤو الي تشاد عبر وسائل التواصل الإجتماعي و ان اي محاولة لدخولهم الاراضي السودانيه سوف تتم تصفيتهم و أوضح أن الجماعات المسلحة لديهم اشخاص يجمعون معلومات من داخل منطقه ادري والمعسكرات الدائمه عن حركة الناشطين والفاعلين .
الجدير بالذكر ان بعض الفاعلين والناشطين يقيمون بمعسكرات ( فرشنا _ كونقر _ ابوتانقي ) ويتوفر فيها الأمن نسبيآ اما الذين يقيمون بمعسكر ( ميجي ) الذي يبعد عن الاراضي السودانية ب 3 كيلومترات يتعرض اللاجئون فيه للانتهاكات و تهديدات أمنية بشكل منتظم مما يعطي مؤشر لإحتمال تجدد الحرب والمعارك مره اخري بغرب دارفور .

هجمات في مناطق مختلفة:

بحسب “هيومن رايتس ووتش” إن بيانات الأقمار الصناعية أظهرت دمارآ هائلا جراء الحرائق في بلدة سربا بولاية غرب دارفور ، أواخر يوليو 2023 هذه سابع قرية أو بلدة تتعرض للدمار أو الحرق بالكامل في غرب دارفور منذ أبريل.
وقالت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية لـ هيومن رايتس ووتش: “على العالم ألا يقف مكتوف الأيدي بينما تُحرَق مدينة تلو الأخرى في غرب دارفور عن بكرة أبيها ويفرُّ عشرات آلاف المدنيين للنجاة بأرواحهم و على الحكومة الأمريكية أن تقرن القول بالفعل وتضمن أن مجلس الأمن، بعد طول انتظار، يعمل لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع”.
منذ اندلاع النزاع في العاصمة السودانية الخرطوم بين القوات المسلحة السودانية و”قوات الدعم السريع” في 15 أبريل، امتد النزاع أيضا إلى ولاية غرب دارفور و تكررت الهجمات المتعمدة على المدنيين، ومعظمها كان من قبل قوات الدعم السريع و المليشيات المتحالفة معها، والتي استهدفت سكان المدينة .
و في أعقاب هجمات واسعة النطاق على بلدة مستري في أواخر مايو وعلى عاصمة الولاية، الجنينة، من أواخر أبريل حتى منتصف يونيو، انحسر العنف في هذه البلدات مع تهجير عدد كبير من سكان المدينة إلا أن الهجمات استمرت على البلدات والقرى الأخرى في الولاية بلا هوادة.
كما أظهرت بيانات الكشف عن الحرائق التي قدمها “نظام معلومات الحرائق لإدارة الموارد” التابع لوكالة “ناسا” حرائق نشطة فوق سربا في 27 يوليو و28 يوليو وقد تأثرت كل منطقة سكنية في البلدة، كما يتضح من صور الأقمار الصناعية العالية الدقة الملتقطة في 29 يوليو والتي استعرضتها هيومن رايتس ووتش.
يشير تحليل هيومن رايتس ووتش إلى أن هذا يرفع إجمالي عدد البلدات والقرى التي أُحرِقت في ولاية غرب دارفور منذ أبريل إلى سبعة: (هبيلة كناري، ومجمري، ومستري، ومولي، ومورني، وجوكور، وسربا) هذا بالإضافة إلى إضرام النيران في عشرات المواقع التي تأوي النازحين وبعض الأحياء في الجنينة، عاصمة الولاية. أفاد “مختبر البحوث الإنسانية” في “جامعة ييل” في 2 أغسطس/آب أنه تم تدمير ما لا يقل عن 27 بلدة ومدينة في ولايات دارفور الخمس.

قابلت هيومن رايتس ووتش ستة ناجين من هجمات قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها على مورني، في محلية كرينك بغرب دارفور، في منتصف يونيو/حزيران، بعد الضغط على السكان لتسليم الأسلحة التي تعتقد قوات الدعم السريع أنها موجودة هناك هاجمت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها مورني، فقتلت السكان أثناء فرارهم وارتكبت جرائم نهب وقتل على نطاق واسع ثم أحرق المهاجمون المدينة في 27 يونيو.
لم تجبر أعمال النهب والتدمير التي صاحبت الهجمات في غرب دارفور السكان على الفرار فحسب، بل حرمتهم أيضا من الموارد التي تعينهم على البقاء على قيد الحياة.
أفادت الأمم المتحدة في 23 يوليو أن أكثر من 17 ألف شخص قد نزحوا من مورني في 2 أغسطس/آب، أفاد “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” أن أكثر من 60٪ من الأشخاص في غرب دارفور يواجهون أزمات أو مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي.
كما تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى أربعة من سكان قرية السيسي، بمحلية كرينك، قالوا إنهم واجهوا مضايقات وتهديدات متزايدة من قوات الدعم السريع في أعقاب الهجمات في الجنينة في منتصف يونيو/.
في حين أن دارفور مدرجة أصلا على جدول أعمال مجلس الأمن، إلا أن المجلس لم يعالج القضية بشكل فعال تشمل الأسبابُ المعوقاتِ من بعض أعضائه، الذين يفضلون أن تُعطى الأولوية للجهود الإقليمية والثنائية لوقف إطلاق النار، وهو نهج لم يفعل شيئا يذكر لوقف الدمار والانتهاكات.
قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد مؤخرا في مقابلة إعلامية: “يتحمل مجلس الأمن مسؤولية العمل على قضايا السلام والأمن في جميع أنحاء العالم ما يحدث في السودان يجب أن يكون على جدول أعماله”.
و يجب أن يبدأ أعضاء مجلس الأمن بتسمية الأطراف التي لا تحترم الحظر الحالي للأسلحة على دارفور وإدانتها علنا، وبتطبيق عقوبات محددة الهدف بحق المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة المستمرة، ومنها الاعتداءات الجنسية، وأولئك الذين يعرقلون الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء دارفور وعلى أعضاء مجلس الأمن أن يدعموا بشكل حثيث عمل “المحكمة الجنائية الدولية” في دارفور بعد إعلان المدعي العام أن مكتبه يحقق في الفظائع الأخيرة في دارفور.

تفاقم الأوضاع :

يعاني اللاجئين الهاربين من مدينة الجنينه الي دولة تشاد اوضاع انسانيه وامنيه بالغة التعقيد وبحسب مبارك اسحق من معسكر ادري المؤقت فإن اللاجئين يواجهون خطر شبه المجاعة بسبب عدم توفر المواد الغذائيه الكافية منذ نهاية شهر يوليو الماضي وغزارة الامطار وصولآ الي تردي الوضع الصحي بالمعسكر وانتشار امراض فتاكة كالكوليرا والاسهالات المائيه والملاريا والتايفويت بسبب تردي الوضع الصحي والتلوث البيئ بالمعسكر كما ان الخدمات الطبيه والعلاجيه شبه معدومه تماما , وبحسب تقرير منظمة اطباء بلا حدود ان اكثر من نصف لاجئي معسكر ادري الموقت يواجهون خطر المجاعه كما ان الاوضاع الانسانيه للاجئين بالمعسكرات الدائمه غاية في السوء حيث ذكر التقرير الاخير للمنظمه بان هنالك بعض اللاجئين ياكلون اوراق الاشجار والحشرات لعدم توفر المواد الغذائيه مع ندرة في التدخلات الانسانيه من قبل المنظمات العاملة في مجالي الصحه والغذاء .
وقالت لورا لو كاسترو، ممثلة المفوضية في تشاد: “إن الاحتياجات هائلة حقاً فيما يتعلق بالحماية ومواد المساعدة، ومن حيث المأوى والمياه ومرافق النظافة. وقد تم حتى الآن إنجاز الكثير من العمل، كبناء المآوي وحفر الآبار وإعادة تأهيلها، وتنظيم الخدمات الصحية، لكن الاحتياجات لا تزال هائلة”. وأضافت: “نحن بحاجة إلى الأموال لإنشاء مخيمات أخرى للاجئين لأنه لا يزال هناك 150,000 شخص في أدري ممن ينتظرون نقلهم إلى أماكن أخرى”.
وفي بيان مشترك هذا الأسبوع، دقت المفوضية ومنظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضع الصحي الناجم عن أزمة السودان. وكشفت عملية تفحص للاحتياجات أجريت مؤخراً في تشاد أن ما يقرب من 13 ألف طفل سوداني دون سن الخامسة يعانون من مستوى حاد من سوء التغذية.و تعمل المفوضية مع حكومة تشاد وشركائها لتلبية الاحتياجات الفورية للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم، لكن التمويل لم يكن كافياً للاستجابة للاحتياجات الطارئة المتزايدة أو لإتاحة الفرصة للتخطيط لحلول طويلة الأجل وبناء القدرة علي التحمل.

الجدير بالذكر ان غرب دارفور كانت بؤرة لدورات العنف ضد المجتمعات غير العربية منذ العام 2019 و سبق أن وثقت هيومن رايتس ووتش انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في محلية سربا ومنطقة مورني في سياق عمليات الرئيس السوداني السابق عمر البشير لمكافحة التمرد في دارفور منذ أوائل عام 2000.
و وصل أكثر من 300 ألف شخص إلى تشاد منذ أبريل ، كثير منهم من غرب دارفور و سجلت الأمم المتحدة اعتبارا من أواخر يوليو، انخفاضا كبيرا في أعداد النازحين الذين ما زالوا في غرب دارفور، “يُعزى ذلك بحسب التقارير إلى زيادة مستوى النازحين داخليا الذين عبروا إلى تشاد”.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد