متابعات دارفور: السودان
قالت شبكة إعلاميات، الخميس، إن 40% من الصحفيات في السودان تعرضن لأكثر من نوع من أنواع العنف منذ اندلاع الحرب، في ظل تدهور غير مسبوق لبيئة العمل الصحفي وارتفاع مستوى المخاطر.
ووفقاً للتقرير الصادر بمناسبة حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، فقد قُتل 17 صحفياً منذ بدء النزاع، بينما واجهت الصحفيات أشكالاً متعددة من الانتهاكات شملت العنف الجسدي، والتحرش، والاعتداء الجنسي، والتهديد الشخصي، إضافة إلى العنف الرقمي.
وأوضحت الشبكة أن 40% من الصحفيات تعرضن لاعتداءات متعددة، وأن صحفيتين قُتلتا خلال الحرب. كما وثّق التقرير تعرض 6 صحفيات للعنف الجسدي والتحرش، وحالة واحدة للاعتداء الجنسي، إلى جانب 26 صحفية تلقين تهديدات مباشرة، فيما تعرضت 54% من الصحفيات للعنف الرقمي.
وأشار التقرير إلى أن الصحفيات واجهن التشريد، والمنع من السفر، وحرمانهن من الحصول على الأوراق الثبوتية، إضافة إلى التنمر وإشانة السمعة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتهديدات الإلكترونية وحملات التشهير المنظمة.
وكشف التقرير عن تراجع كبير في مشاركة الصحفيات بالعمل الميداني، خصوصاً في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، ما أدى إلى تقييد دورهن المهني.
وبيّن التقرير أن 52% من الصحفيات ما زلن داخل السودان، بينما غادرت 48% إلى دول أخرى. وإجمالاً، نزحت 32% من الصحفيات داخل البلاد، بينما أصبحت 48% لاجئات في دول الجوار أو خارج الإقليم. كما لا تزال 20% في مناطقهن الأصلية رغم المخاطر المحيطة.
كما أظهر التقرير تدهوراً حاداً في سوق العمل الصحفي، إذ أفادت 56% من الصحفيات بفقدان الوظيفة أو انخفاض الدخل بشكل مؤثر، بسبب استغلال ظروف الحرب في خفض الرواتب وأجور المواد الصحفية.
وانتقدت الشبكة الفجوة الكبيرة في التدريب المهني، كاشفة أن 72% من الصحفيات لم يتلقين أي تدريب متخصص في تغطية الأزمات أو السلامة المهنية خلال الحرب.
وطالبت شبكة إعلاميات بضرورة توفير فرص عمل عادلة، وتعزيز القدرات في مجالات الحماية والسلامة، وتوفير بيئة مهنية آمنة، إلى جانب تطوير سياسات مؤسسية تضمن حماية الصحفيات وتكافؤ الفرص.
وأكد التقرير أن الصحفية السودانية تكافح اليوم ليس فقط لنقل الحقيقة، بل من أجل بقائها الشخصي والمهني في ظل تراجع الدعم المالي والنفسي واستمرار النزاع.
