متابات دارفور: طويلة
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نزوح أكثر من 100 ألف شخص من مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها خلال أسبوعين فقط من سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، في وقت دعا وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم محمد إبراهيم إلى وقف الحرب وفتح المسارات الإنسانية والصحية، خصوصاً في إقليم دارفور وكردفان.
سوء تغذية حاد في طويلة
وفي اليوم الثالث من زيارته الميدانية لدارفور، وصل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إلى منطقة طويلة بشمال دارفور حيث تفقد أوضاع النازحين الفارين من الفاشر. وقال فليتشر في تغريدة على منصة “إكس”:
“في طويلة اليوم، قضيت وقتًا مع أمهات ومقدمي رعاية لأطفال ونساء يعانون من سوء تغذية حاد، والذين عانوا من أفظع فظائع حصار الفاشر… لقد فشل العالم في حمايتهم، ويجب ألا نخذلهم مجددًا.”
رحلة هروب محفوفة بالمخاطر
وقالت المتحدثة باسم المفوضية، يوجين بيون، إن العدد الفعلي للنازحين الفارين من الفاشر قد يكون أكبر بكثير من الرقم المُعلن، مشيرة إلى أن كثيرين ما زالوا في طريق النزوح، بينما ما يزال آخرون عالقين داخل المدينة.
وأوضحت أن معظم النازحين الذين وصلوا إلى طويلة — على بُعد 50 كيلومتراً من الفاشر — يحاولون الابتعاد أكثر عن إقليم دارفور، مضيفةً أنهم يتجهون إلى مناطق بعيدة تبعد آلاف الكيلومترات، ما يعرضهم لمخاطر كبيرة بسبب نقص الطعام والماء خلال الرحلات الطويلة.
10 ملايين نازح منذ اندلاع الحرب
وفي السياق، قال وزير الصحة الاتحادي هيثم عثمان إن عدد النازحين خلال العامين الأولين من الحرب تجاوز 10 ملايين شخص. وأشار إلى أن 70–80% من النازحين تم استقبالهم في الولايات الشرقية والشمالية والوسطى، لكن “الانتهاكات الكبيرة جداً في الفاشر” تسببت في زيادة أعداد النازحين من شمال دارفور وغرب كردفان.
وكشف الوزير عن وجود 40 ألف أسرة معظمها من النساء والأطفال في أكبر معسكرات شمال كردفان، بعد نزوحها من غرب كردفان ومدينتَي الفاشر وبارا.
الناجون من الفاشر
وخلال زيارته لمناطق طويلة وجبل مرة، بعد تفقده الجنينة وزالنجي في غرب ووسط دارفور، قال فليتشر في تغريدة أخرى على “إكس”:
“بعد أيام من السفر، وصلنا أخيراً ورأينا الموقع الهائل الذي يأوي الناجين من الفاشر.”
مطالبات بوجود أممي في مناطق عبدالواحد
ومن جهتها، قالت السلطة المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور إن وفداً منها برئاسة مجيب الرحمن محمد الزبير، رئيس الإدارة المدنية، التقى فليتشر وسلمه خطاباً يتضمن احتياجات النازحين والمجتمع المضيف.
وطلب الوفد من الأمم المتحدة فتح مكاتب لها في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحركة، وفق بيان صادر عن “السلطة المدنية – دائرة طويلة”.








