متابعات دارفور
وسط حضور إقليمي ودولي لافت، تُعقد اليوم السبت، في جيبوتي قمة استثنائية، لرؤساء الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد»، لبحث إنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
قمة قالت عنها وزارة الخارجية الأمريكية، إن مبعوثها الخاص لشؤون القرن الافريقي مايك هامر سيحضرها، لإبداء دعم واشنطن للجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع في السودان، وتعزيز التحول الديمقراطي، والضغط من أجل وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق، ودعم العدالة والمساءلة لضحايا العنف.
وكانت «إيغاد»، قالت في بيان صادر عنها يوم الجمعة، إن الدورة الاستثنائية الحادية والأربعين لرؤساء ودول وحكومات الإيقاد ستعقد يوم السبت بجيبوتي.
وإيغاد أو الهيئة الحكومية للتنمية هي منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1969، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم كلا من إثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، والصومال، وإريتريا، والسودان، وجنوب السودان.
ويشارك في القمة التي يرأسها الرئيس الجيبوتي عمر غيلي، -كذلك- المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمضان لعمامرة، وممثلين عن السودان وجيبوتي وأوغندا وكينيا وإثيوبيا والصومال، وجامعة الدول العربية، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي لمنطقة القرن الأفريقي أنيت ويبر.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، اتفق في نوفمبر/تشرين الثاني على هامش زيارته جيبوتي، مع سكرتير «إيغاد» على عقد قمة طارئة لوضع خريطة طريق واضحة المعالم لإنهاء الأزمة في السودان.
ومن المرتقب، أن تناقش قمة إيغاد، الأزمة السودانية ودعم مفاوضات جدة، التي تعثرت الأسبوع الماضي، بحسب بيان سابق من الرئاسة الكينية، أشارت فيه إلى أن القمة ستناقش -كذلك- تشكيل آلية دولية موسعة، وتبني خطة تدمج بين رؤية منبر جدة ومقترحات «إيغاد».
وتعد القمة بمثابة إنهاء للقطيعة بين الجيش السوداني، و«إيغاد»، والتي تعثرت جهودها لوقف الحرب في السودان في يونيو/حزيران الماضي، إثر رفض الحكومة السودانية أن ترأس كينيا لجنة الإيغاد الرباعية الخاصة بالملف السوداني.
إلا أنها تأتي في توقيت «صعب»، إثر وصول المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى طريق مسدود لأن «أياً من طرفي النزاع ليس مستعداً للوفاء بالتزاماته»، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر.
ورعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية جولة محادثات في مدينة جدة في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي كانت الثانية بين طرفي النزاع بهدف وقف إطلاق النار، إلا أنها وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود. ولم تسفر محاولات الوساطة السابقة إلا عن هدن قصيرة، سرعان ما انتُهكت.
وذكرت مصادر سودانية مشاركة في المحادثات أن الطرفين اجتمعا الأسبوع الماضي، دون التوصل لاتفاق جديد بعد فشل تحقق أهداف الالتزام بنبرة هادئة والقبض على رجال البشير وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت المصادر إن ممثلي الجانبين، اللذين لم يجتمعوا وجها لوجه، ظلوا مختلفين بخصوص احتلال قوات الدعم السريع لمعظم أنحاء الخرطوم.
وذكروا أن الجيش يطالب قوات الدعم السريع بالانسحاب إلى قواعد معينة، ورفض اقتراحا مقابلا من القوات بمغادرة منازل المدنيين وإقامة نقاط تفتيش في أنحاء المدينة.
هل ستتمخض قمة «إيغاد» عن حلول؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني محمد الأسباط، في حديث سابق لـ«العين الإخبارية»، إن مساري جدة وإيغاد متكاملان، مشيرًا إلى أنه «إذا تم الضغط من الميسرين (السعودية وأمريكا) بالإضافة إلى موقف الإيغاد والاتحاد الأفريقي، وبعض الدول المؤثرة، فمن المتوقع أن نشهد قريبا وقف إطلاق نار قصير المدى وربما الترتيب لوقف طويل ودائم لإطلاق النار واستعادة الحوار السياسي وعودة الحياة الديمقراطية في البلاد».
بدوره، قال المحلل السياسي السوداني، الطاهر ساتي، إن عملية إيقاف الحرب بكل تفاصيلها وترتيباتها الأمنية والعسكرية والإنسانية من اختصاصات والتزامات منبر جدة، الوفود موجودة في هناك.
ورغم ذلك، إلا أنه قال إن «إيغاد إضافة إلى منبر جدة، وتحركها السياسي إيجابي»، مشيرًا إلى ضرورة توحيد المنابر، لكون تعددها، ليس من مصلحة الأزمة والقضية، ويساهم في إطالة أمد الحرب وصعوبة التوصل إلى حل سياسي وسلام عادل».
ومع أهمية القمة، إلا أنه «لا توجد ضمانات بأن تسفر عن خطوات حاسمة نحو تحقيق السلام»، بحسب وزير الإعلام السوداني السابق فيصل محمد صالح، الذي قال في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إنه «لا يستطيع أحد أن يقدم إجابة فيها نوع من الضمانات».