إعداد: محرروا الموقع
متابعات دافور
أكملت الحرب في السودان شهرها السادس، في ظل عجز الطرفين عن حسم المعركة وسط إستمرار معاناة كبيرة للمدنيين، و اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 إبريل/نيسان الماضي، وخلف حتى الآن ما يقارب 13آلاف قتيل في صفوف المدنيين وإصابة الآلاف منهم بجراح مختلفة، ولم يعلن أي من الطرفين عدد قتلاه حتى الآن.
وشارك الطيران الحربي في الهجوم على معسكرين لقوات الدعم السريع في الخرطوم، وسط استمرار الاشتباكات بين الطرفين اللذين تبادلا الاتهامات ببدء القتال و تسببت الحرب في نزوح أكثر من 5 ملايين شخص من الخرطوم ومدن أخرى إلى مناطق أكثر أمناً، فيما اختار نحو 700 ألف منهم اللجوء إلى دول الجوار مصر وإثيوبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
فيما امتدت نيران المعارك إلى 10 ولايات سودانية، من بين 18 ولاية، وهي الولاية الشمالية، أربع ولايات في إقليم دارفور، ثلاث في كردفان، ولاية الجزيرة وولاية الخرطوم، وتعتبر العاصمة الخرطوم المركز الرئيسي للحرب وتشهد معارك يومية منذ بدء المواجهات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وسلاح الطيران، الذي كان في بداية الحرب حكراً على الجيش لكن ما لبث الدعم السريع أن حصل على طائرات مسيرة وبدأ باستخدامها في الهجوم على مواقع تابعة للجيش.
الوضع على الأرض :
تسيطر قوات الدعم السريع حالياً على نسبة أكبر من ولاية الخرطوم حيث استولت على عدد من المواقع العسكرية الخاصة بالجيش كما تحاصر، منذ أشهر، أهم مواقع للجيش (مثل القيادته العامه بالخرطوم وسلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوب بالخرطوم ومصفاة الجيلي ) بالاضافه الي مواقع حيويه اخري بالخرطوم بحري وتمتلك زمام المبادرة في الهجوم على مواقع أخرى( مثل سلاح المهندسين في أم درمان والإشارة في مدينة الخرطوم بحري)، وتهاجم بنسبة أقل قاعدة وادي سيدنا العسكرية، حيث القوة الضاربة للجيش.
ويتحرك “الدعم السريع” بحرية في نطاق العاصمة التي توسعت عملياته فيها، وكانت آخر الأماكن التي استولي عليها “الدعم السريع” مدينة العيلفون، تبعد عن وسط الخرطوم ما يقارب 20 كم، وحاولت القوات التحرك نحو أم ضوبان ومدينة العيدج بولاية الجزيرة لكنها لم تبق فيها.
وبينما ترجح كافة السيطرة على الأرض في الخرطوم لقوات الدعم السريع، يسيطر الجيش تماماً على الأجواء، حيث تنفذ طائراته بشكل يومي غارات ضد “الدعم السريع” داخل الخرطوم وخارجها، تصل إلى الأبيض ونيالا غرب البلاد.
ويرى مراقبون أن الجيش يرمي من خلال القصف الجوي المكثف إلى تقليل حجم القوة البشرية لـ”الدعم السريع” قبل الدخول معها في معركة فاصلة لتعديل موازين القوى، التي ترجح لصالح القوات المسلحة، حيث أظهرت قوات الدعم السريع خلال فترة الحرب قوة عددية فاقت الجيش بمراحل، واتهم الجيش في أكثر من مرة “الدعم السريع” بإستجلاب مقاتلين مرتزقة من مالي والنيجر وتشاد وهو ما تنفيه الدعم السريع.
وفي خارج الخرطوم سيطر الدعم السريع على ولاية غرب دارفور بعد معارك عنيفة في يونيو/حزيران الماضي أسفرت عن مقتل والي الولاية،خميس عبد الله أبكر، وما لا يقل عن خمسة آلاف شخص غالبيتهم من قبائل مختلفه البرقو ، البرنو، التاما، الهوسا ، الارتقا، القبائل العربيه، والمساليت التي يزيد عدد قتلاهم أضعاف القبائل الاخري وصنفت كثير من المنظمات الحقوقية والمحلية والعالمية ما جرى في غرب دارفور الولاية المتاخمة للحدود مع تشاد، بأنه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بحق مجموعة المساليت والذي تناست فيه المكونات الاخري ما يستوجب تقديم المسؤولين عنها داخل قوات الدعم السريع لجريمة حرب مكتملة الأركان.
وفي ولاية جنوب دارفور استمر القتال العنيف في مدينة نيالا مركز الولاية، ولاذ مئات الآلاف من السكان بالفرار عقب مقتل المئات منهم بالقصف المدفعي المتواصل، واقتسم الطرفان السيطرة على المدينة، التي عاشت حالة شلل تام لأسابيع طويلة، وتطور الصراع ليشمل محليات مثل كأس، ام دافوق، رهيد البردي وكبم حيث لا تزال المعارك مستمرة بين قبيلتي السلامات والبني هلبه التي زجت بهم الاستخبارات العسكريه للحرب بالانابة عن طرفي الصراع مما ادي الي نزوح أكثر من الفي اسره الي محلية رهيد البردي وبعض القري النائية بمحلية كبم كما تستمر الاشتباكات والمعارك في ولايتى وسط وشمال دارفور حيث تم محاصرة معسكر حصاحيصا بوسط دارفور لاكثر من اسبوعين مما خلف مزيد ا من القتلي وسط نازحي المعسكر.
أما في ولاية شمال كردفان، غرباً، فقد تعرضت جل مدنها الكبرى لهجمات من “الدعم السريع”، ومنها عاصمة الولاية، مدينة الأبيض، التي يحاصرها “الدعم السريع” منذ أشهر عبر ثلاثة محاور، ويعاني المدنيون من القصف المدفعي وسقوط المقذوفات على منازلهم وتدني ظروف الحياة بصورة عامة.
وفي الولاية الشمالية، انطلقت الشرارات الأولى للحرب من قاعدة مروي العسكرية الجوية التي سيطر عليها الدعم لأيام قبل أن يستعيدها الجيش، ونعمت بعدها الولاية بالأمان، أما ولاية الجزيرة فقد استولى الجيش على منطقة الباقير وما حولها من مناطق مجاورة للخرطوم، ويتحرك بحرية حتى مدينة المسيد وداخل الأجزاء الشمالية لمشروع الجزيرة.
في بقية الولايات، مثل نهر النيل والقضارف وكسلا وسنار والبحر الأحمر وغيرها، حيث يبسط الجيش سيطرته التامة، واتخذت الحكومة منذ مايو/أيار الماضي من مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، عاصمة إدارية مؤقته للبلاد وانتقل اليها رئيس مجلس السيادة قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، والوزراء وكبار موظفي الدولة، في حين تفكر السلطات في جعل مدينة ود مدني، وسط، عاصمة اقتصادية وهي واحدة من أهم المدن التي لجأ إليها سكان العاصمة الخرطوم.
لماذا لم يحسم الجيش المعركة؟
بعد دخول الشهر السابع على الحرب فشل كلا الطرفين بحسم المعركة ما يفتح المجال للتوقعات والتكهنات بإطالة أمد الحرب لفترة أطول، ويبقى السؤال: لماذا لم ينجح الجيش في الحسم رغم تاريخه الممتد لعقود وخبرته الطويلة في الحروب الداخلية؟
ويرى اللواء متقاعد دكتور محمد خليل الصائم، أستاذ الدراسات الاستراتيجية، أن الجيش “لم يفشل بل حقق نجاحاً غير مسبوق في إدارة المعركة التي بدأت بتفوق قوات الدعم السريع من خلال سيطرتها على مواقع ونقاط استراتيجية كانت موجودة فيها أصلاً، كما كان عدد قوات الدعم يفوق عدد قوات الجيش بنسبة كبيرة، حيث تملك قوات الدعم السريع نحو 60 ألف مقاتل وكل قوات الجيش في الخرطوم لم تتعدَّ 3 آلاف، ورغم ذلك صمد الجيش بشكل أبهر المراقبين العسكريين، ومنيت قوات الدعم بخسائر كبيرة، كما أقر بذلك قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حينما كشف عن مقتل 4800 من قواته في يوم واحد”.
ويضيف الصائم أن “قوات الدعم السريع حددت هدفها من الحرب بالقبض على البرهان واستلام السلطة لتنفيذ الاتفاق الإطاري، الموقع في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وها هي قواتها تفشل في هدفها بعد نصف عام من الزمان”، مبيناً أن “الجيش دمر حتى الآن ما بين 80 إلى 90 بالمائة من قوة الدعم السريع ولم يتبق إلا القليل، ولم يهتم الجيش كثيراً بمسألة السيطرة على الأرض”.
من جهته، يرى اللواء متقاعد محمد خليل ان تعاون أعداد كبيرة من المواطنين مع الدعم السريع، خاصة الشباب وصغار السن، بعد اغرائهم بالمال، هو أحد أسباب تأخير حسم الجيش. بالإضافة لتسرع بعض مؤيدي الجيش في وسائط التواصل الإجتماعي في نشر تحركات الجيش دون حس أمني”، مشيراً إلى أن “لا أحد يمكنه التنبؤ بموعد نهاية المعارك بعد دخولها الشهر السابع وأن كل شيء متروك للظروف”، وأوضح أن “المطلوب من الجيش في الفترة المقبلة شن هجوم في وقت واحد على كل المحاور والاتجاهات على مواقع العدو، بما يمنعه من الحصول على إمداد من بقية الحبهات”.
لماذا فشل الدعم السريع؟
اذا كان الجيش أخفق بحسم المعركة فما أسباب فشل قوات الدعم السريع في حسمها وتحقيق هدفها المعلن في القبض على قائد الجيش “وبقية فلول النظام البائد” وتحقيق الديمقراطية وتسليم السلطة للمدنيين (كما أعلنت)؟.
يقول اللواء متقاعد صلاح الدين عيساوي عن أسباب فشل الدعم السريع، إن “الدعم السريع، وطوال الفترة السابقة، لم تتحدث عن حسم معركة بل تقاتل بسبب مهاجمة مقارها”، مضيفاً أن “قوات الدعم السريع أثبتت خلال 6 أشهر للمجتمع الدولي والإقليمي أنها جيش مواز لا يمكن تجاوزه وتجاوز طلباته”.
وأوضح عيساوي أن قوات الدعم السريع شلت كل قدرات الجيش وأضعفته وفرضت كلمتها على الأرض سواء في الخرطوم أو بالولايات الأخرى، وأن أكبر دليل على الانتصار هو هروب قائد الجيش من أرض المعركة، وذهابه إلى بورتسودان ونيته تشكيل حكومته من هناك. ودليل آخر هو الحصار المستمر الذي يفرضه الدعم السريع على القيادة العامة للجيش وسلاح المدرعات ومقار عسكرية أخرى”.
وأشار عيساوي إلى أن دخول قوات مصرية في الحرب لجانب الجيش ووجود خبراء أوكرانيين في قاعدة وادي سيدنا سيعقد أكثر واقع الحرب في السودان: مؤكداً أن الحرب سوف تطول إن لم يتخل البرهان عن الإسلامين من رموز النظام البائد الذين يحركون القرارات، أو ينقلب الجيش على البرهان او ينتهي كل شيء بالجلوس على طاولة التفاوض
*الدعم السريع انتهاكات مستمرة…
لم تتوقف انتهاكات قوات الدعم السريع في الأشهر الستة المنصرمة، ولم يعد ذلك مجرد اتهامات مع تأكيد الهاربين من المناطق التي وقعت تحت سيطرعليها الدعم السريع، تلك الانتهاكات التي شملت: القتل والنهب والاغتصاب وطرد المدنيين من منازلهم وتصفية الجرحى.
ولا ينكر اللواء عيساوي، وقوع تلك الانتهاكات، لكنه يرى أن تصرفات الجيش بتدمير معسكرات الدعم السريع عبر الطيران هو الذي حول المعركة إلى داخل الأحياء، مبدياً استغرابه من تركيز الغالبية على انتهاكات الدعم بينما يتجاوز الانتهاكات المماثلة التي يرتكبها الجيش. لكن اللواء الصائم ينفي بشكل قاطع ارتكاب الجيش لانتهاكات ويقول أن المهمة الوحيدة التي يركز عليها الدعم السريع هى الحرب ضد المواطن التي بلغت مداه الجمعة الماضي بقصف المصلين أثناء صلاة الجمعة مما أدى الي مقتل 23 من المصلين.
دور المجتمع الإقليمي والدولي بعد اندلاع الحرب؟
سارعت أكثر من جهة خارجية، مثل الاتحاد الافريقي والهيئة الحكومية للتنمية “ايغاد” ومصر، للتوسط لانهاء الحرب، ونجحت أولاً مبادرة إيغاد في تنفيذ أول هدنة خلال الأسبوع الثاني من الحرب لكنها لم تصمد طويلاً، وتدخلت الولايات المتحدة الأميركية والسعودية بمبادرة أشمل تقدمت خطوات عملية لكنها تعرضت لانتكاسة مفاجئة بانسحاب الجيش من التفاوض متهماً الدعم السريع بعدم الالتزام بالاتفاقيات الأولية التي قضت بخروجه من منازل المدنيين وكافة المراكز المدنية.
وقامت عدد من الدول بإرسال مساعدات إنسانية لدعم المتضررين من الحرب، كما تحركت واشنطن بشكل أحادي وأصدرت عقوبات بحظر الدخول للولايات المتحدة وتجميد الأصول بحق كل من عبد الرحيم دقلو، قائد ثاني في قوات الدعم السريع، وعلي أحمد كرتي، القيادي البارز في نظام البشير، بحجة دورهما في إشعال الحرب، وهددت واشنطن بمزيد من العقوبات.
كما هدد الاتحاد الأوربي باتخاذ قرارات مماثلة وتحرك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي حيث أجاز مشروع قرار يتم بموجبه تشكيل لجنة تحقيق دولية حول انتهاكات الحرب، مع إمكانية عرض نتائج التحقيق على مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية. جاء ذالك عقب مشاركة البرهان في اجتماعات الجمعيه العامه للأمم المتحدة سبتمبر المنصرم .
وعلى صعيد متصل ، ظلت دولة الإمارات ويوغندا وجنوب السودان محل اتهام من قبل مؤيدي الجيش بدعم قوات الدعم السريع وامدادها بالأسلحة، يقابله اتهام لمصر بدعم الجيش وامداده بالسلاح والخبراء والمسيرات، بينما ظلت الدول تؤكدان عدم انحيازهما لأي طرف ورغبتهما في الحل السلمي.
ويقول اللواء محمد خليل إن تعدد المبادرات الإقليمية والدولية لم يكن فيه شئ من الإنصاف للجيش الذي لا يمكن مساواته بقوات الدعم السريع حسب رأية وذلك مافعلته الايغاد”، وينوه إلى وجود “دول ساندت الدعم السريع بالمال والعتاد، خصوصاً وأن الدعم السريع يسيطر على ثروات السودان وبالتالي تريد تلك الدول استمرار مصالحها مع الدعم السريع بينما يتهم الصائم الدول الغربية بالسعي نحو إدانة الجيش ظلماً وبهتاناً، كما اتهم المجتمع الدولي بالتقاعس عن تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين. بالمقابل يقول عيساوي إن رفض سلطة البرهان لتكوين لجنة تحقيق دولية دليل على عدم رغبة طرف في الوصول للحقيقة.
زاوية أخرى:
تبقى هناك أطراف سودانية أخرى بعيدة عن الإنخراط المباشر بالحرب تقول أنها تسعى لإيقاف الحرب وتحقيق السلام مثل قوى إعلان الحرية والتغيير، التي تتهم النظام السابق بإشعال الحرب والعمل على استمرارها.
ويقول محمد الفكي سليمان، العضو السابق بمجلس السيادة، إن “الحرب خلال ست أشهر قتلت الآلاف وشردت سبعة ملايين سوداني داخلياً ومئات الآلاف إلى دول الجوار، وهي أكبر عملية نزوح في تاريخ الدولة السودانية” وأضاف سليمان في تويته له إنه على صعيد المنظومة الأمنية “حدث دمار ممنهج للقوات وبنيتها القتالية، سواء للجيش او الدعم السريع، وإعادة العمل عليها لتشكيل جيش واحد أصبح يحتاج جهداً مضاعفاً على ما كان عليه قبل الحرب”.
مشيراً إلى أنه وبعد ستة أشهر دون حسم “يعود الناس للصوت الذي قال منذ الطلقة الأولى إن هذه الحرب أسبابها سياسية وحلها على طاولة التفاوض، ولكن هذا الخطاب لم يلق آذاناً صاغية من طرفي القتال” ولكن حالياً، يضيف سليمان “أصبح الناس أكثر ميلاً لفرض خطاب السلم، وهو ما قاد للحديث عن الجبهة المدنية التي تتكون من طيف وَاسع من الفاعلين السودانيين في لجان المقاومة والمجتمع المدني والنقابات والأحزاب السياسية والحركات المسلحة”.
ويقول أسامة حسون، القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، إن الحرب “شردت ودمرت وارتُكب فيها جرائم حرب من نهب وقتل واغتصاب وتدمير لكافة أساسيات الحياة واستهداف المدنين والأخطر فيها خطاب العنصرية والقبلية ما يشكل خطراً علي وجود الدولة السودانية خاصة أنه ليس هناك منتصر في الحرب والخاسر الوطن”.
وشدد حسون على وجوب وقف الحرب على أن يكون هناك “توافق سياسي بين كل القوى السياسية والاتفاق علي فترة انتقالية يحدث فيها تحول ديمقراطي ومفاوضات مستقلة، على أن يحدث كل ذلك وفق إرادة سودانية من غير أي تأثيرات خارجية”.
بجانب تحركات خارجيه من قبل قوي اهلان الحريه والتغيير الكتله الديمقراطيه لاسمرا ومصر وجنوب قامت من خلالها بإصدار اعلان سياسي لم يري النور بعد . كما اتهم عضو مجلس السيادة السابق التعايشي في تويته له علي منصه اكس أن علي البرهان الرضوخ للامر الواقع والجلوس لطاولة المفاوضات دون شروط تساهم في مزيد من قتل المدنين . وبجانبه صرح وزير العدل السابق نصر الدين عبد الباري أن علي البرهان التعلم من تجربه اتخاذ القرارات الاحاديه وهذه نتائج انقلاب 25 أكتوبر الذي قاده ضد حكومه الفتره الانتقاليه.
صراع البرهان وحميدتي:
وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 أكتوبر 2021 إلا أن الصراع بينهما ظهر إلى العلن خلال الشهور الأخيرة، وأخذ في التصاعد.
وحذر الجيش السوداني، في مطلع أبريل في بيان، من أن البلاد تمر بـ”منعطف خطير” بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.
و في نفس الشهر تم تأجيل التوقيعُ على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.
وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية، وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم وكانت قوات الدعم السريع شُكلت في 2013 وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد، التي اعتمد عليها الرئيس السوداني السابق عمر البشير لقمع التمرد في إقليم دارفور.