متابعات دارفور: الدلنج
شهدت مدينتا كادقلي والدلنج بولاية جنوب كردفان، الأحد، تصعيدًا عسكريًا عنيفًا عقب قصف مكثف نفذته الحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، بمساندة قوات الدعم السريع، باستخدام الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وسط المدنيين، وفق مصادر محلية.
وقالت المصادر إن قوات الحركة الشعبية المتمركزة شرقي كادقلي بدأت، منذ ساعات الصباح الأولى، في إطلاق كميات كبيرة من القذائف المدفعية، سقطت في سوق المدينة الكبير ومحيط قيادة الفرقة 14 مشاة وعدد من الأحياء الغربية، متسببة في خسائر بشرية بين المدنيين لم تُحصر أعدادها بعد.
ويأتي القصف في ظل تصاعد هجمات قوات الدعم السريع بالطائرات المسيّرة على مدن جنوب كردفان خلال الفترة الماضية، كان أعنفها ثلاث هجمات متزامنة استهدفت روضة أطفال ومستشفى في منطقة كلوقي، وأسفرت عن مقتل 121 شخصًا وإصابة 71 آخرين، معظمهم من الأطفال، إضافة إلى اتهام القوات، السبت، بتنفيذ هجوم على قاعدة تابعة للأمم المتحدة في كادقلي أدى إلى مقتل 6 جنود من الكتيبة البنغلاديشية.
وبحسب شهود عيان، تشهد مدينة كادقلي إجراءات أمنية مشددة وحملة اعتقالات واسعة طالت ناشطين وتجارًا بدعوى التخابر مع الحركة الشعبية وقوات الدعم السريع، إلى جانب انتشار كثيف للدوريات العسكرية في الشوارع، وسط موجة نزوح متزايدة للسكان نتيجة التدهور الحاد في الأوضاع الأمنية.
وأشار الشهود إلى أن المدنيين يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى مناطق آمنة بسبب الحصار المفروض على المدينة من قبل الحركة الشعبية، وما يصاحبه من انتهاكات بحق الفارين شرقًا. ويضطر كثيرون إلى النزوح نحو مدينة الدلنج، ثم محاولة العبور إلى مدينة الأبيض عبر طرق تمر بمناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع، في رحلة محفوفة بالمخاطر تتخللها أعمال قتل ونهب واعتقال، بحسب إفادات جمعتها “سودان تربيون”.
وأفادت المصادر بتوقف جميع المصارف في كادقلي عن العمل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ما أدى إلى شح حاد في السيولة النقدية وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، بالتزامن مع انقطاع الإمدادات الغذائية والدوائية بعد قطع طرق الإمداد الرئيسية من المناطق الزراعية المحيطة بالمدينة.
وأكدت أن الحركة الشعبية – شمال قطعت الطرق القادمة من سوق النعام على الحدود مع جنوب السودان، عقب سيطرتها على منطقة “أم عدارة” في يونيو الماضي، فيما أدى تحكم قوات الدعم السريع في الطرق المؤدية من شمال كردفان إلى تفاقم أزمة الغذاء والدواء في عموم جنوب كردفان.
هجمات على الدلنج
وفي مدينة الدلنج، شنّت طائرات مسيّرة يُعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع هجمات استهدفت مستشفى السلاح الطبي وقيادة اللواء 54، إلى جانب مواقع مدنية قرب سوق المدينة، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.
وقالت مصادر محلية إن سلطات الدلنج فرضت إجراءات أمنية مشددة شملت حظر إطلاق الأعيرة النارية داخل الأحياء، ومنع تواجد العسكريين في الأسواق وأماكن تجمع المدنيين، إلى جانب تقييد الوصول إلى الإنترنت بعد إغلاق المقاهي التي تقدم خدمات الإنترنت الفضائي “ستارلينك”، مع الإبقاء على مركز واحد داخل السوق تحت رقابة أمنية لاستلام التحويلات المالية القادمة من خارج المدينة.
ويأتي القصف الجوي على الدلنج في وقت تواصل فيه قوات الدعم السريع حشد وتعزيز قواتها في مناطق الدبيبات والحمادي وهبيلا، وسط مؤشرات، بحسب مصادر عسكرية، على نية شن هجوم بري واسع على المدينة خلال الفترة المقبلة.








