تزايد موجات النزوح من كردفان إلى النيل الأبيض

متابعات دارفور: كردفان

أجبرت الحرب المشتعلة بضراوة في ولايتي شمال وغرب كردفان آلاف الأسر على الفرار إلى ولاية النيل الأبيض بحثاً عن الأمان. وقال ناشط مجتمعي في الولاية إن النازحين توزّعوا على أربع محليات هي كوستي، تندلتي، الدويم، وأم رمتا، موضحاً أن قرب تندلتي والدويم من حدود كردفان جعل معظم الأسر تتجه إليهما، خاصة لوجود أقارب ومعارف هناك.

حوجة ماسة للمساعدات

أوضح الناشط أن حكومة الولاية أعلنت عدم قدرتها على إنشاء معسكرات جديدة لاستقبال النازحين، ما دفع الكثير من الأسر للإقامة داخل منازل المواطنين في مربعات سكنية بمدينة كوستي. وبيّن أنه التقى عدداً من تلك الأسر، إلا أن أغلبهم أبدوا تحفظاً عن الحديث بسبب الخوف والصدمة وتدهور أوضاعهم الأمنية والإنسانية.

وأشار إلى أن الأسر المقيمة وسط الأحياء لم تتلقَ أي مساعدات غذائية أو خدمات أساسية، وأن الدعم الوحيد يأتي من العائلات المستضيفة رغم ظروفها الاقتصادية القاسية. وأضاف أن التدخلات الإنسانية غالباً ما تُوجّه للمعسكرات الرسمية لسهولة الوصول إليها، بينما يبقى النازحون داخل الأحياء السكنية “خارج نطاق التغطية”.

نازحو جبل الدائر

من جانبه، قال إبراهيم خالد، ممثل منظمة كوستي للثقافة والتنمية، إن المنظمة تنفذ حالياً برنامجاً لإطعام نازحي جبل الدائر، يستهدف 119 أسرة تشمل جميع الفئات مع التركيز على الأطفال، باعتبارهم الأكثر ضعفاً. وأكد أن النقص الحاد في الغذاء أدى إلى اتساع فجوة الاحتياجات الإنسانية وظهور أمراض متعددة وسط النازحين.

وضع هش وتدخلات عاجلة

وأضاف خالد أن أعداد النازحين كبيرة للغاية وتتجاوز قدرات الحكومة والمنظمات العاملة، مشيراً إلى أن أغلبهم فقدوا وسائل الإنتاج ومقومات العيش، ما جعل وضعهم هشاً ويتطلب استجابة عاجلة تشمل الغذاء والمأوى وتخفيف آثار النزوح.

دعم في الأبيض

وفي ولاية شمال كردفان، دشّنت غرفة طوارئ مدينة الأبيض برنامجاً لتوزيع السلال الغذائية ومواد الإيواء للنازحين القادمين من محلية بارا في مخيم خور طقت، حيث شمل الدعم 200 سلة غذائية إلى جانب مواد إيواء، ضمن جهود الطوارئ الرامية لمساندة المتضررين وتخفيف الأعباء المعيشية في ظل الظروف الإنسانية المتفاقمة.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد