متابعات دارفور: السودان
اعتبرت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني أن أي حديث عن “هدنة إنسانية” في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على الأحياء السكنية والمستشفيات والمرافق المدنية يمثل “تجميلًا للعنف” ومحاولة لإعادة تموضع المعتدي تحت لافتة السلام.
وقالت القوة المشتركة، في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي يوم السبت 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، إنها تتابع بقلق بالغ ما يُطرح من مبادرات لوقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية، بينما تتواصل – بحسب البيان – جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الدعم السريع ومرتزقتها، وآخرها المجازر المروعة بمدينة الفاشر التي أودت بحياة آلاف المدنيين الأبرياء.
وأكد البيان أن قوات الدعم السريع ما تزال تسيطر على المستشفيات والأحياء السكنية والمرافق المدنية وترتكب انتهاكات واسعة بحق السكان، مشددًا على أن الحديث عن تهدئة في ظل هذا الواقع لا يُعد سوى محاولة لتجميل العنف وتثبيت احتلال المدن.
وأضافت القوة المشتركة أن “الهدنة الحقيقية لا تُبنى على التصريحات، بل تبدأ بانسحاب القوات المعتدية وضمان حماية المدنيين ومحاسبة الجناة”. وأوضحت أن توثيق الجرائم، وحماية المدنيين، وتأمين عودة النازحين بأمان هي الأسس الوحيدة لأي عملية سلام ذات مصداقية.
وحذرت القوة المشتركة – التي تضم حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وقوات عضو مجلس السيادة عبد الله يحيى – من تجاهل الحقائق الميدانية عند الحديث عن الهدنة، مؤكدة أن ذلك قد يؤدي إلى كارثة جديدة.
ودعت المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية إزاء ما يجري في دارفور، لا سيما في مدينة الفاشر التي قالت إنها “تعيش تحت اجتياح المليشيا والمرتزقة”، مع انقطاع الاتصالات وتفاقم معاناة المدنيين.
كما طالب البيان بمحاسبة الدول والجهات التي تواصل تمويل وتسليح قوات الدعم السريع رغم وضوح حجم الجرائم المرتكبة، مؤكدًا التزام القوة المشتركة بدعم الشعب السوداني في معركته من أجل الكرامة والعدالة ووحدة البلاد.








