جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن السودان

متابعات دارفور: جنيف

يعقد مجلس الأمن بعد ظهر اليوم جلسة إحاطة مفتوحة ومشاورات مغلقة بشأن السودان كما يبحث المجلس مسودة بيان بشأن التطورات في الفاشر.

قال موقع تقرير مجلس الأمن إن الاجتماع كان مقررًا مسبقًا في أوائل نوفمبر، وفقًا للقرار 2715 الصادر في 1 ديسمبر 2023، والذي دعا إلى إحاطة المجلس كل 120 يومًا حول جهود الأمم المتحدة لدعم السودان في مسيرته نحو السلام والاستقرار.

إلا أن المملكة المتحدة (المسؤولة عن الملف)، والدنمارك، وأعضاء مجموعة “A3 Plus” (الجزائر، وسيراليون، والصومال، وغيانا) طلبوا تقديم موعد الاجتماع نظرًا للوضع المتردي في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

ومن المتوقع أن يقدم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، ومساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام، مارثا أما أكيا بوبي، إحاطتين في الجلسة العلنية.
كما يُتوقع أن يُقدّم المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمضان لعمامرة، إحاطةً للأعضاء عبر الفيديو في المشاورات المغلقة، بينما قد يشارك فليتشر في الجلسة المغلقة أيضًا.

مسودة بيان

وأشار التقرير إلى أن مجلس الأمن ينظر حاليًا في مسودة بيانٍ صحفي اقترحتها المملكة المتحدة وأعضاء مجموعة الدول الثلاث زائد واحد، تُعبّر عن قلق أعضاء المجلس إزاء العنف في الفاشر ومحيطها، وذلك في إطار إجراءات الصمت حتى صباح الغد.

وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت خلال الأسبوع الجاري على مدينة الفاشر، منهيةً بذلك حصارًا دام 18 شهرًا، وبذلك أحكمت سيطرتها على آخر معاقل القوات المسلحة السودانية في إقليم دارفور.

وقد تحمّل السكان المدنيون وطأة الحصار، حيث استُهدفت المستشفيات والمدارس والمساجد ومخيمات النازحين داخليًا بشكل عشوائي، كما أُبلغ عن حالات مجاعة في المدينة.

وفي بيانٍ صحفي صدر في 27 أكتوبر، وصف مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان التقارير عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة للمدنيين الذين حاولوا الفرار من الفاشر، مشيرًا إلى مؤشرات على وجود دوافع عرقية وراء عمليات القتل.
كما أشار البيان إلى تقارير عن مقتل أشخاص لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية، من بينهم رجال عُزّل اتُّهموا بأنهم مقاتلون في القوات المسلحة السودانية.

وفي بيانٍ صدر في 24 أكتوبر عقب زيارةٍ إلى السودان، قال نائب المدير التنفيذي لليونيسف، تيد شيبان، إن 130 ألف طفل في الفاشر “محاصرون ومنقطعون عن الطعام والماء والرعاية الصحية”، مضيفًا أن النساء والأطفال الذين تمكنوا من الفرار من الحصار واجهوا مضايقات وهجمات.

كما وصف شيبان الأوضاع في أجزاء أخرى من البلاد، حيث لا يزال الأطفال يواجهون سوء التغذية والعنف والأمراض مثل الكوليرا، مؤكدًا أن “السودان يُمثّل أكبر أزمة إنسانية في العالم”.

خطورة الأزمة في السودان

ومن المتوقع أن تؤكد جلسة مجلس الأمن على خطورة الأزمة في السودان، مُرددةً بذلك المخاوف التي أعرب عنها الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجهات دولية رئيسية أخرى في الأيام الأخيرة.

ومن المُرجّح أن يُدين مقدّمو الإحاطات وأعضاء المجلس آثار القتال في الفاشر على السكان المدنيين، بما في ذلك التقارير عن عمليات الإعدام بإجراءات موجزة، كما يُتوقّع منهم حثّ الأطراف على السماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى الفاشر، وكذلك إلى المناطق الأخرى المتضررة من النزاع في السودان.

وسيدعو الأعضاء جميع الأطراف إلى الالتزام بمسؤولياتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بحماية المدنيين.

مخاوف

وقد تُثار خلال الجلسة مخاوف بشأن التهديد الذي أطلقه قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، في 21 أكتوبر، حين هدّد باستهداف طائرات أو طائرات مسيّرة من دولٍ مجاورة تعتقد قواته أنها تدعم القوات المسلحة السودانية.

ورغم أن دقلو لم يُحدّد الدول التي كان يشير إليها، فقد اتهمت قوات الدعم السريع وأنصارها عدة دول في المنطقة بدعم الجيش السوداني.

جاء هذا البيان في اليوم نفسه الذي أفادت فيه التقارير بشنّ قوات الدعم السريع هجمات بطائرات مسيّرة على العاصمة الخرطوم، بما في ذلك مناطق قريبة من المطار الدولي، وذلك قبل يوم واحد من الموعد المقرر لاستئناف الرحلات الداخلية لأول مرة منذ اندلاع القتال في أبريل 2023.
وأفادت التقارير باستمرار هذه الهجمات خلال الأيام التالية.

الحاجة إلى وقف إطلاق النار

من المرجّح أيضًا أن يُعيد أعضاء المجلس التأكيد على الحاجة المُلحّة لوقف إطلاق النار، وفي هذا الصدد، قد يكونون حريصين على الاستماع إلى إحاطة رمضان لعمامرة بشأن جهود الوساطة لإنهاء الصراع، والتي لم تُحقق حتى الآن أي اختراقات ذات مغزى.

وقد أطلقت جهات إقليمية ودولية مبادرات متعددة، وأحيانًا متداخلة، منذ بدء الصراع في عام 2023، مما زاد من تعقيد آفاق عملية سلام موحّدة.

كما قد يستفسر بعض الأعضاء عن تجدد الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقفٍ للأعمال العدائية، خاصة بعد التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تحركات دبلوماسية أميركية جديدة في هذا الشأن.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد