متابعات دارفور: نيالا
أقر قائد “قوات الدعم السريع” في السودان، محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، يوم الأربعاء بوقوع “تجاوزات” من قبل قواته أثناء اقتحام مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، مؤكداً أنه شكل لجان تحقيق وصلت المدينة بالفعل للبدء في التحقيق.
وفي مقطع فيديو نشره عبر منصة تلغرام، قال حميدتي: “أرى حدوث تجاوزات في الفاشر، ومن هنا أعلن عن تشكيل لجان تحقيق. هذه اللجان وصلت إلى المدينة وستباشر عملها”، مؤكداً أن التحقيق والمحاسبة ستكون فورية لأي جندي أو ضابط ارتكب أي تجاوز بحق المدنيين.
وتأتي هذه التصريحات في ظل اتهامات واسعة من السلطات السودانية ومنظمات دولية وأممية لقوات الدعم السريع بارتكاب “مجازر وانتهاكات إنسانية” ضد المدنيين في الفاشر، تشمل “إعدامات ميدانية”، واعتقالات، وتهجير سكان المدينة، وذلك خلال اقتحامها الذي بدأ الأحد بعد حصار دام أكثر من عام، وهو ما كانت قوات الدعم السريع تنفيه في البداية.
وقبل ذلك، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مساء الاثنين انسحاب الجيش من الفاشر، قائلاً إن هذه الخطوة تهدف إلى تجنيب المدينة مزيداً من “التدمير والقتل الممنهج” على يد قوات الدعم السريع.
وفي إفادة رسمية لمفوضية “العون الإنساني” السودانية، أعلنت أن القوات قتلت أكثر من 2000 شخص خلال دخولها الفاشر، فيما أكدت شبكة أطباء السودان (أهلية) أن جميع المرضى في مستشفيات المدينة تم تصفيتهم على يد قوات الدعم السريع.
ورغم ذلك، ادعى حميدتي في الفيديو أن “لجان التحقيق القانونية ستباشر عملها فوراً، وسيتم الإعلان عن النتائج مباشرة، كما سيتم السماح بحرية حركة المدنيين داخل المدينة ومراجعة أوضاع المحتجزين لإطلاق سراحهم”. وأضاف أنه يتوقع عودة السكان إلى بيوتهم رغم وجود عوائق، مثل الألغام ومخلفات الحرب، مشدداً على ضرورة عودة من لديهم بيوت في الفاشر.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية يوم الثلاثاء أن نحو 7,455 شخصاً نزحوا من الفاشر خلال يوم واحد نتيجة هجمات قوات الدعم السريع، ليصل إجمالي النازحين خلال ثلاثة أيام إلى 33,485 شخصاً، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأشار حميدتي إلى أنه “يتأسف لما حل بالمدينة، لكن الحرب فرضت علينا خيارات محدودة، والقرار الآن أن تتواجد القوات خارج الفاشر بعد تأمين المدينة وإزالة العوائق”، في حين لم يصدر تعليق فوري من السلطات السودانية على هذه التصريحات.
وتأتي هذه التطورات بعد إدانات واسعة من دول ومنظمات عربية وإسلامية وأممية للانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، مع مطالبات بتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة، ودعوات لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية عاجلة.
وتشهد السودان حرباً مستمرة بين الجيش و”قوات الدعم السريع” منذ 15 أبريل/نيسان 2023، رغم جهود الوساطات الإقليمية والدولية لإنهائها، وأسفرت الحرب عن معاناة إنسانية هائلة شملت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ وفق تقارير أممية ومحلية، بينما أشارت دراسة جامعية أمريكية إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى حوالي 130 ألف شخص.








