متابعات دارفور: الفاشر
شهدت مدينة الفاشر صباح اليوم الإثنين قصفًا مدفعيًا عنيفًا، تزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة جراء الحصار المفروض من قوات الدعم السريع، ما أدى إلى انعدام الغذاء وتفاقم معاناة مئات الآلاف من المدنيين.
وفي بيانٍ لتنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، أوضحت أن المدينة تعيش “واقعًا مأساويًا” نتيجة استمرار القصف واستهداف المدنيين، مؤكدة أن “الأرواح التي تُزهق يوميًا ليست أرقامًا، بل وصمة عار في جبين كل من تخلّى عن مسؤولياته أو صمت تجاه الجرائم الجارية”.
وحملت التنسيقية القيادة السياسية والعسكرية للدولة، وقيادات إقليم دارفور تحديدًا، المسؤولية الكاملة عن الانهيار الإنساني في المدينة، متهمة إياهم بالاكتفاء بالبيانات والمناشدات دون اتخاذ إجراءات عملية لحماية المدنيين.
من جانبه، وجّه الناشط محي الدين شوقار من تكية الفاشر نداءً عاجلًا لإنقاذ السكان من خطر المجاعة، مؤكدًا أن الوضع الإنساني “بلغ مرحلة كارثية وغير مسبوقة”، في ظل نفاد المواد الغذائية وارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بسبب الحصار المستمر.
وطالب شوقار، عبر صفحته على فيسبوك، بـرفع الحصار فورًا والسماح بمرور المساعدات الإنسانية دون قيود، إلى جانب تنفيذ عمليات إنزال جوي عاجلة للغذاء والدواء، مشيرًا إلى أن “كل تأخير في إيصال المساعدات يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين ويستوجب المساءلة القانونية والأخلاقية لمن يعرقلها”.
وتخضع مدينة الفاشر منذ عدة أشهر لحصار خانق من قوات الدعم السريع، أدى إلى انقطاع الإمدادات الأساسية وارتفاع معدلات الوفيات بين السكان، بينما تتصاعد العمليات العسكرية وسط تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة وكارثة إنسانية واسعة في الإقليم.