متابعات دارفور: وكالات
أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الثلاثاء، تشكيل حكومة موازية في السودان ، تزامنا مع دخول الحرب عامها الثالث بعد أن خلفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين و اللاجئين ، ودفعت مناطق عدة إلى حافة المجاعة.
وفي بيان على تلغرام، أشار دقلو إلى قيام “حكومة السلام والوحدة”، واصفا إياها بـ”تحالف مدني واسع يمثل الوجه الحقيقي للسودان”، مضيفا أن حكومته ستوفر “الخدمات الأساسية” بما فيها التعليم والصحة والعدالة، بالإضافة إلى إصدار وثائق هوية جديدة وعملة مختلفة.
وتعد هذه الخطوة تحديا جديدا مع تصاعد ضغوط دولية لمنع انقسام البلاد. إذ دعا 15 بلدا والاتحادان الأوروبي والإفريقي، خلال مؤتمر في لندن الثلاثاء، إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار. وأكدوا على ضرورة الحيلولة دون تفكك السودان.
ويأتي ذلك فيما تتهم الأمم المتحدة الأطراف المتحاربة بالضلوع في هجمات مدمرة، بينها هجومٌ شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم في شمال دارفور خلف 400 قتيل و400 ألف نازح في أسبوع واحد.
ويدور النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعدما اندلعت شرارته في 15 نيسان/أبريل 2023.
وسرعان ما تحولت الخرطوم لمدينة أشباح، وسط انتهاكات واتهامات متبادلة بالقصف العشوائي والعنف الجنسي والإبادة الجماعية.
ورغم الجهود التي تبذلها جهات دولية، يظل الوضع الإنساني في السودان بالغ التدهور، حيث نزح أكثر من 13 مليون شخص، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
أمريكا تندد بهجمات قوات الدعم السريع
ونددت الولايات المتحدة، الثلاثاء، بهجمات شنتها قوات الدعم السريع على مدنيين شمال دارفور، ودعت إلى محاسبة جميع أطراف الصراع في السودان حال انتهاكهم القانون الإنساني الدولي.
وجاء ذلك على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، التي أبدت انزعاجا شديدا إزاء التقارير الواردة حول استهداف مدنيين وعاملي إغاثة في مخيمي زمزم وأبو شوك، مضيفة “يتعين على الأطراف المتحاربة احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، وخضوعها للمساءلة.
وحثت الإدارة الأمريكية الطرفين على وقف القتال والتفاوض نحو اتفاق سلام دائم، دون أن توضح إن كانت تجري حاليا أي جهود دبلوماسية مباشرة.
كما لم تعلق حول ما إذا كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب تتبنى التقييم الذي توصلت إليه سلفها إدارة جو بايدن بشأن ارتكاب قوات الدعم السريع وميليشيات حليفة لها جريمة الإبادة الجماعية.
الدول السبع تدعو لوقف فوري لإطلاق النار
وفي الأثناء، شددت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (جي7)، الثلاثاء، على ضرورة وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان.
وجاء في بيان مشترك لوزراء خارجية الدول السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة) إضافة إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: “نحض القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الانخراط جديا وبناء في مفاوضات تنهي النزاع”.
وحث البيان جميع الأطراف الخارجية على وقف أي دعم يؤجج الصراع. كما ندد بـ”استمرار المعارك والفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.
وعبر الوزراء عن بالغ قلقهم حيال ما وصفوه بـ”أكبر أزمة إنسانية في العالم”، مسلطين الضوء على معاناة النساء والأطفال وارتفاع وتيرة النزوح والعنف، بما في ذلك انتهاكات ذات طابع جنسي أو عنصري.
وجدد البيان تنديد المجموعة بالهجمات التي تستهدف مخيمات النازحين والعاملين في الحقل الإنساني، مطالبا بتسهيل وصول المساعدات وضمان سلامة الأفراد والهيئات الإغاثية. وأعرب الوزراء عن رفضهم “استخدام التجويع وسيلة للحرب”، مؤكدين تمسكهم بـ”سيادة السودان ووحدة أراضيه”.
وفي ختام البيان، تعهدت دول المجموعة السبع بمواصلة جهودها الدبلوماسية بحثا عن حل شامل للأزمة السودانية.