حميدتي يتمسك بالدفاع عن مواقعه بدارفور وسط قلق عميق إزاء هجوم وشيك علي الفاشر

متابعات دارفور : الفاشر

اندلعت اشتباكات عنيفة مساء أمس شرق مدينة الفاشر بين الجيش والدعم السريع، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة جراء المعارك العسكرية.

وتصاعدت أعمدة الدخان في الفاشر نتيجة القصف المتبادل بين الجيش والدعم السريع، و تدوين مدفعي علي احياء الوفاق و المصانع مما تسبب في حرق عدد من المنازل.

يأتي هذا بعدما عبّر مجلس الأمن الدولي السبت، عن قلقه العميق إزاء هجوم وشيك تعتزم قوات الدعم السريع والفصائل المتحالفة معها شنه على مدينة الفاشر والتي يعيش بها مئات الآلاف ممن فروا من العنف في مناطق أخرى بالسودان.

وعبر المجلس في بيان عن القلق إزاء تصاعد التوتر و العمليات العسكرية حول الفاشر.

ودعا البيان الجيش وقوات الدعم السريع لوقف حشد القوات واتخاذ خطوات لخفض تصعيد الوضع “والالتزام بواجباتهما التي يفرضها القانون الإنساني الدولي”.

من جهتها قالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامنثا باور إن هجوم قوات الدعم السريع المحتمل على مدينة الفاشر سيفاقم الوضع الإنساني “الكارثي” بالفعل في السودان.

وأضافت عبر حسابها على منصة إكس أن الهجوم “سيؤدي على الأرجح لارتكاب فظائع ضد المدنيين في دارفور”.

وكان الأمم المتحدة قد حذّرت الجمعة من “عواقب وخيمة” على المدنيين في مدينة الفاشر في ظل مؤشرات على هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على المدينة الوحيدة التي ما زالت خارج سيطرتها في الإقليم المضطرب.

وقالت الأمم المتحدة في بيان إن التقارير تفيد بأن قوات الدعم السريع تطوق الفاشر، مما يشير إلى احتمال شن هجوم وشيك على المدينة، مضيفة “الهجوم على المدينة سيكون له عواقب وخيمة على السكان المدنيين، وهذا التصعيد في حدة التوترات يأتي في منطقة على شفا المجاعة بالفعل”.

نزوح نحو 70 ألف شخص

و كشف مسؤول في حكومة ولاية شمال دارفور، الأحد، عن نزوح أكثر من 70 ألف شخص جراء الاشتباكات الأخيرة بالفاشر بين الجيش السوداني والحركات المسلحة الموالية له وقوات الدعم السريع.

وقال إن عدد الأسر التي نزحت إلى القطاع الغربي في مناطق قولو وشقرة وأبو دقيس ومخيم زمزم للنازحين بلغت 13825 أسرة بينما وصل العدد الكلي للفارين من القتال حوالي 73883 شخصا.

واضاف المسؤول أن الحصر ما زال مستمرا في بعض التجمعات، وأقر بوجود تحديات تواجه هؤلاء النازحين تحتاج إلى التدخل العاجل تتمثل في خدمات المياه وإصحاح البيئة والصحة والتغذية ومواد الإيواء والحماية وطالب المنظمات الإنسانية بالتدخل السريع لإنقاذ النازحين.

يذكر أن تقارير صحفية أفادت بتعرض قرى في الريف الغربي للفاشر لهجمات ذات طابع إثني على يد قوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها ما ادى إلى موجة نزوح واسعة.

واشتكي المسؤول من زيادة اسعار الأدوية الأساسية حيث يتم شراؤها من السوق السوداء التي تأتي من دول الجوار مثل جنوب السودان وتشاد بأسعار باهظة.

وناشد طرفا الحرب بتحكيم صوت العقل من خلال فتح المسارات الإنسانية لإدخال الإغاثة والأدوية لأهل الفاشر في أقرب وقت لإنقاذهم من الموت بسبب الجوع – حسب تعبيره -.

تحشيد لمعركة كبري

يحشد كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هذه الأيام جنودهما في ولاية شمال دارفور للسيطرة على مدينة الفاشر عاصمة الولاية، استمراراً لصراعهما العسكري الذي دخل عامه الثاني، منتصف الشهر الحالي، وسط تحذيرات دولية من تبعات كارثية للمعركة المتوقعة في المدينة، والتي تمثل العاصمة السياسية والإدارية لإقليم دارفور غربي السودان.

بالمقابل أعلنت الحركات المسلحة الموالية للجيش في الإقليم انضمامها الكامل لمعركة الفاشر المرتقبة ضد الدعم السريع، والتي تحاصر المدينة مع حشد من المليشيات المتحالفة معها، فيما اقتحمت بالفعل عدداً من القرى حولها وسط غارات جوية ينفذها الجيش لمنعها من التقدم.

السافانا يدعو الجيش والحركات المسلحة لتسليم الفاشر قبل اجتياحها

و طالب علي رزق الله الشهير بـ”السافنا” قائد ميداني بارز في قوات الدعم السريع الأحد، الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة في شمال دارفور بالتسليم قبل اجتياح قواتهم للفاشر عاصمة الولاية.

ومنذ أسابيع بدأت الدعم السريع في حشد آلاف المقاتلين بعضهم ينتمي إلى مليشيات القبائل العربية، وتمركزوا في أطراف الفاشر تمهيدا لاقتحامها.

وبالمقابل عزز الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه تواجدهم العسكري الكثيف حول عدد كبير من أحياء المدينة المكتظة بضحايا الحروب.

وقال ”السافنا” إن “مهاجمة الفاشر وأي مدينة أخرى بها حاميات للفلول هي هدف مشروع لقواتهم، وأن على الجيش والحركات المسلحة التي تناصرهم التسليم والبحث عن الحلول السلمية قبل اجتياح المدينة”.

وانتقد السافنا بشدة الدعوات الدولية التي تطالب بوقف الهجوم الذي ترتب له الدعم السريع، وقال إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتجاهلان الجرائم التي يرتكبها الجيش عن طريق القصف الجوي للفاشر ومدن أخرى في الإقليم وتدميره للمنازل والمستشفيات ومحطات المياه والتسبب في نفوق الماشية المملوكة للمواطنين.

وتعد الفاشر المدينة الوحيدة في إقليم دارفور غير خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، التي تمكنت خلال الأشهر الماضية من السيطرة الكاملة على ولايات جنوب ووسط وشرق وغرب دارفور.

ونفى منع وصول القوافل التجارية والمساعدات الإنسانية إلى عاصمة شمال دارفور، وأوضح أن قواتهم تعترض فقط المتحركات التابعة للحركات المسلحة المتورطة في نقل الإمداد العسكري للجيش المحاصر في الفاشر.

واتهم رزق الله الحركات المسلحة بنهب المساعدات الإنسانية ونقلها إلى مدن الطينة وامبرو وكرنوي في الحدود مع دولة تشاد.

وقال إن قواتهم سهلت وصول عدد كبير من القوافل التجارية القادمة من ليبيا وتأمين وصولها من مدينة المالحة حتى محطة مليط الجمركية والتي أوضح بأن قواتهم أعادت تشغيلها وتسليمها إلى لجنة مكونة من سكان المنطقة.

وكشف عن ترتيبات تجريها الدعم السريع لإطلاق سراح عدد من منسوبي الحركات المسلحة جرى أسرهم عقب استلام مليط بالتنسيق مع الإدارات الأهلية وذويهم.

وتابع “هؤلاء هم أبناء دارفور، وتجمعنا قضية واحدة. هم أطفال قصر وسنسلمهم لأسرهم”.

وخلال الشهر الجاري سيطرت قوات الدعم السريع على بلدة مليط نحو 56 كلم شمال الفاشر بعد أن تمكنت من إبعاد الحركات المسلحة التي كانت تتولى مسؤولية تأمين المدينة ذات الموقع الاستراتيجي.

حميدتي يتمسك بالدفاع عن مواقعه بدارفور

و أكد قائد قوات الدعم السريع في السودان، الفريق الأول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الأحد، للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، أن قواته ستواصل الدفاع عن نفسها في كافة الجبهات، في إشارة إلى تمسكه بالدفاع عن مواقع سيطرته وإحكام قبضته على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وبحث حميدتي في اتصال هاتفي مع لعمامرة تطورات الأوضاع في السودان والظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها الشعب السوداني وفق بيان نشره قائد قوات الدعم السريع على منصة إكس مساء الأحد.

وتتهم قوات الدعم السريع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتجاهل الجرائم التي يرتكبها الجيش عن طريق القصف الجوي للفاشر ومدن أخرى في الإقليم وتدميره للمنازل والمستشفيات ومحطات المياه والتسبب في نفوق الماشية المملوكة للمواطنين.

ويقيم بمدينة الفاشر حوالي (800) ألف شخص، العديد منهم نازحون بسبب الصراع المحتدم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتُتهم القوات المسلحة بإطلاق البراميل المتفجرة التي تصيب المدنيين.

وتعد الفاشر المدينة الوحيدة التي تقع تحت سيطرة الجيش والذي تحالف مؤخرًا مع حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وهو وزير المالية في الحكومة القائمة بمدينة بورتسودان العاصمة الإدارية، كما انضمت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو حاكم إقليم دارفور إلى المجموعات المسلحة المتحالفة مع القوات المسلحة، وحذر مناوي الأسبوع الماضي من اتجاه الدعم السريع إلى إنشاء دولة جديدة في غرب السودان.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد