“التسليح الشعبي” ملايش جديدة في السودان

متابعات دارفور : الخرطوم

تتزايد حالات الاستنفار والتسليح الشعبي في السودان لمواجهة تمدد قوات الدعم السريع في مناطق واسعة خارج العاصمة الخرطوم وهو ما يخشى معه تحول الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع الى حرب أهلية.

و هناك دعوات متزايدة في ولايات شمالية للاستنفار ومؤازرة القوات المسلحة، كما أعلنت كيانات أهلية في شرق البلاد الاستعداد لمواجهة الدعم السريع بالتعاون مع الجيش، فيما خرجت حشود كبيرة من قبيلة الكواهلة في ولاية النيل الأبيض الاثنين معلنة الاستعداد للتصدي للدعم السريع.

والاثنين جدد الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل تأكيد موقفه الداعم و المساند للقوات المسلحة السودانية في ما اسماها معركة الكرامة ،حاثا على دعمها و مساندتها.

وناشد في بيان “كافة اعضائه و ابناء الطرق الصوفية و الادارات الاهلية التي دعمت الحزب عبر التاريخ ان يكونوا في مقدمة المتطوعين للاستجابة لنداء الدفاع عن الوطن و للحفاظ علي المدنيين . و ان يكون نشاط المتطوعين فقط للدفاع كل في ولايته” .

وتتهم قوى الحرية والتغيير ومنظمات مجتمع مدني عناصر النظام السابق وموالين له بالوقوف خلف الحملة والدعوة لتحويل الحرب إلى مواجهات قبلية.

وقال عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير علاء الدين نقد لـ «سودان تربيون»، إن هناك حملة منظمة وقوية للتسليح والتجييش تدور حالياً.

وذكر أن هناك لاعباً جديداً في حرب السودان وهو تنظيم الأخوان المسلمين العالمي وقيادته لحملات منظمة لتجييش وتسليح المجتمع المدني السوداني.

وافاد إن تلك الحملة يقودها التنظيم من تركيا ودولاً خليجية وأوروبية على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونوه نقد، إلى أن هذه الحملة تدعو للتحشيد والتسليح للسودانيين خاصة في الشمالية والشرق، قائلاً: ” يجب تفويت هذه الفرصة عليهم’.

ورأى في ذات الأثناء، إن المراحل الثلاثة التي رصفها النظام البائد للحرب بغية العودة للحكم فشلت جميعها بداية بحسم الحرب في ساعات وأيام والمرحلة الثانية تدمير البنى التحتية، وثالث المراحل حالة اللا سلم واللا حرب.

وأردف: “كل تلك المراحل فشلت وتحولوا الان للمرحلة الرابعة هي الحرب الأهلية عبر التحشيد والتجييش والتسليح”.

وأقر نقد، بوجود انتهاكات لكنه أكد أن للحملة أهداف أخرى لاحتوائها على نزعة أثنية وقبلية وجهوية قوية للغاية تتسق بين ما يجري على وسائل الاعلام والأرض.

وتدور نقاشات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي بين دعاة وقف الحرب والمطالبين بتسليح الأهالي في الولايات المختلفة لمواجهة قوات الدعم السريع.

وتقود جهات سياسية في ولايات عديدة حملات منظمة لدفع المسؤولين بتلك الولايات لتسليح المواطنين بحجة حماية مناطقهم ضد هجمات الدعم السريع.

واتهم متطوعون الثلاثاء، قوات الدعم السريع باستباحة عدد كبير من قرى شمال وغرب ولاية سنار بعد توغل عناصرها من ولاية الجزيرة.

ومنذ أن بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها على كامل ولاية الجزيرة، تمددت الى تابعة لولاية سنار المتاخمة حيث اشتبكت مع الجيش في مصنع سكر سنار الواقع غرب المدينة، فيما قصف الطيران الحربي التابع للجيش تحركات لقوات الدعم السريع في الحدود مع ولاية الجزيرة.

وقال بيان أصدره تجمع شباب سنار وهي مجموعة متطوعة نشطت في إسناد الفارين من النزاع العسكري ” إن “قوات الدعم السريع اجتاحت العديد من القرى التي تقع في غرب سنار والشمال الغربي لمدينة سنار وجنوب ولاية الجزيرة”.

ونوه الى انها اقتحمت المنازل ونهبت ممتلكات المواطنين وأثارت الرعب والخوف، واشار الى أن القرى التي تعرض سكانها للنهب هي عمارة الشيخ هجو وفارس وبعض البلدات يجري حصرهم.

وتحدث البيان عن تبادل القصف المدفعي، بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من قرى غرب سنار ما أوقع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين.

وتشهد سنار التي استضافت أعداد كبيرة من الفارين من ولاية الجزيرة حالة من الهلع والخوف بعد انتقال الصراع إلى ولاية الجزيرة وهو ما أدى الى إغلاق الأسواق وبعض المستشفيات فيما غادر عدد كبير من المواطنين المدينة.

نهب وتنكيل

وقال حاكم ولاية نهر النيل محمد البدوي، أمام آلاف من مواطني مدينة شندي الأحد الماضي، إنهم سيدربون الشباب على حمل السلاح، وتعهد قائد سلاح المدفعية اللواء محمد الأمين بأنه سيفتح مخازن الأسلحة لتوزيعها على المتطوعين.

وفي لقاء بمدينة سواكن الساحلية، أعلن حاكم ولاية البحر الأحمر مصطفى محمد نور تدشين “المقاومة الشعبية المسلحة”، الاثنين، وأكد جاهزية مواطني ولايته للدفاع عن منطقتهم.

من جانبه، قال زعيم قبائل البجا في شرق السودان محمد الأمين ترك أمام آلاف من رجال القبيلة إن زمن المفاوضات مع الدعم السريع انتهى، وإنهم جاهزون لحمل السلاح لدحر “التمرد، وسيكون الشرق مقبرتهم إذا حاولوا مهاجمته” على حد تعبيره.

وعكست مواقع التواصل الاجتماعي التي ينشط فيها بعض شباب المناطق التي “استباحتها” قوات الدعم السريع، روايات عن “انتهاكات واسعة في عشرات القرى بولاية الجزيرة، ونهب ممتلكات المواطنين من سيارات وذهب وأموال، وقتل من دافعوا عن ممتلكاتهم وعوائلهم”، كما تحدثت هذه المواقع عن “اختطاف أطفال، وطلبت فدية مقابل الإفراج عنهم”.

من جهته، قال عثمان عبد الله من منطقة أم دقرسي – أن هذه القوات “نكلت بالشباب والأطفال، وجلدتهم أمام آبائهم لإرغامهم على تسليم مفاتيح سياراتهم وحلي نسائهم وأموالهم، مما أدى إلى حمل مواطني المنطقة السلاح الناري والأبيض، واستطاعوا قتل 7 من عناصر الدعم السريع التي قتلت بدورها 5 منهم”.

كما ذكر إسماعيل الطاهر من منطقة “أربجي” أن القوات اقتحمتها الأحد الماضي، و”نهبت سياراتهم ومنازلهم، وأطلقت الرصاص على بعض المواطنين، وأنهم استنجدوا بقائدها أبو عاقلة كيكل في ود مدني، والذي أتى إليهم واعتذر عن ممارسات قواته وتعهد بمحاسبتهم”.

ويضيف الطاهر أن عشرات من عناصر قوات الدعم السريع عادت، الاثنين، و”نفذت عمليات انتقامية واعتقلت مواطنين وعذبت آخرين، وحققت معهم بسبب تقديم شكوى إلى كيكل ضدهم، ونهب المسلحون مقتنيات وسيارات أخرى”.

حشد شعبي في ولاية النيل الابيض يعلن التسليح لمواجهة الدعم السريع

اعتراف وتحذير

من جهته، قال رئيس دائرة الفكر والثقافة بالدعم السريع حافظ الزين الموجود في ود مدني، إن القائد الثاني لهذه القوات عبدالرحيم دقلو أمر بتوقيع عقوبات مشددة على المنفلتين من قواته الذين يعتدون على المواطنين وحقوقهم.

وأوضح أن “لجنة مكافحة الظواهر السالبة” في الدعم السريع خصصت 100 مركبة قتالية لملاحقة هؤلاء، واستعادت منهم 10 شاحنات و100 سيارة نُهبت من منطقة “فداسي” وسلمتها لأصحابها، وتم القبض على 100 من عناصرهم الذين اعتدوا على المواطنين، ونهبوا ممتلكاتهم، وتوقيف 400 من اللصوص.

وبخصوص “المقاومة الشعبية المسلحة”، أدانت قوات الدعم السريع -في بيان الأحد الماضي- ما وصفته بـ”تسليح المدنيين” من قِبل استخبارات الجيش السوداني .

وأضافت أن أنصار الرئيس المعزول عمر البشير في حزب المؤتمر المدني يسعون إلى تسليح المدنيين “بهدف تفكيك البلاد وتقسيمها من جديد، قواتنا لن تسمح بتنفيذ هذا المخطط”.

في السياق، أدان حزب المؤتمر السوداني الفاعل في “تحالف قوى الحرية والتغيير” ما وصفها بـ”الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين بولاية الجزيرة”، وحملها المسؤولية الكاملة، وطالبها بالتوقف الفوري عن الولوج فيها.

وشدد الحزب على رفضه القاطع لدفع المواطنين للانخراط في الحرب عبر زيادة التحشيد العسكري، ورأى أن ذلك سيسهم في إطالة أمد الصراع، وسيؤدي إلى احتمال تحوله لحرب أهلية، ويفتح الباب للفوضى الشاملة وخطر التقسيم.

وكان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان اتهم “تحالف قوى الحرية والتغيير” -ضمنا- بأنه “ذراع سياسية للدعم السريع”.

مخاوف مشروعة

من ناحيته، يرى الباحث السياسي منتصر عبد الله، أن المقاومة الشعبية بدأت منذ شهور الحرب الأولى في يونيو/حزيران الماضي في ولاية غرب دارفور عندما حمل مئات الشباب من قبيلة “المساليت” السلاح بعد اتهام قوات الدعم السريع ومليشيا متحالفة معها، بقتل آلاف من أبناء القبيلة في “جرائم” اعتبرتها منظمات حقوقية “إبادة جماعية”.

وفي حديثه يوضح الباحث أن قبيلة حمر في ولاية غرب كردفان سلّحت في يوليو/تموز الماضي 5 آلاف من شبابها، ومنعت قوات الدعم من مهاجمة مدينة النهود معقل القبيلة وقرى ومناطقهم الأخرى.

ويعزو عبد الله سبب حمل المواطنين السلاح إلى قناعتهم بأن قواتهم المسلحة بعد 8 أشهر من الحرب “غير قادرة على تحقيق نصر حاسم على الدعم السريع، ولم تستطع حمايتهم من الانتهاكات والقتل ونهب أموالهم وممتلكاتهم”.

ويحذر عبد الله من أن انتشار السلاح بلا ضوابط ستكون له تداعيات خطيرة مستقبلا، ودعا الجيش إلى استخدام المتطوعين وجنود الاحتياط لأنهم أكثر تدريبا وتأهيلا على استخدام السلاح، ويمكن جمعه منهم بعد وقف الحرب.

ويؤكد أنه “في ظل الإستقطاب وتفشي خطاب الكراهية، فإن حمل السلاح بلا ضوابط مشدّدة يمكن أن يدفع البلاد لحرب أهلية”.

شباب السودان يرفضون لقاء حميدتي والبرهان ويطالبون بالتسليح

و أعلن رئيس الاستنفار والتعبئة بكتلة شباب السودان إسماعيل احمد دعمهم للقوات المسلحة السودانية في حربها ضد الدعم السريع وأكد شروعهم في التعبئة والاستنفار من أجل دحر التمرد وحماية السودان من اي مستعمر .

وقال في مخاطبته تدشين اعلان المقاومة الشعبية بمدينة سواكن بولاية البحر الأحمر أنهم خلف القائد العام للقوات المسلحة وقياداته العسكرية ونقول لهم امضوا للأمام ونحن معكم ونريد أن نعمل على تسليح كل شاب في السودان لحماية الوطن والعرض من الدعم السريع وتابع قائلا (ماتحرموا الشباب من الدفتع عن الوطن والشهادة في سبيل الدفاع عن الدين والوطن ) .

وابدى اعجابه بوطنية وشجاعة الناظر ترك من خلال مواقفه القوية تجاه الوطن وان اعلان المقاومة الشعبية للدفاع عن السيادة الوطنية خير دليل على قوة وشجاعة هذا الرجل الذي يستحق وسام النيلين من الطبقة الأولى فور حسم التمرد ان شاءالله واشاد بقدرة ومهارات القوات المسلحة السودانية في ضد المؤامرة الدولية والإقليمية التي تحاك ضد السودان .

وأعلن رفضهم كشباب اللقاء المرتقب بين حميدتي والبرهان مؤكدا ان الوقت غير مناسب لهذا اللقاء في ظل التشريد والنهب والسرقة لممتلكات المواطنين العزل فيجب إنهاء التمرد أول وتحرير السودان من الدعم السريع ثم التفكير بعد ذلك في التفاوض.

مؤتمر البجا يرفض الاستنفار

و ناشد مؤتمر البجاء مواطني شرق السودان لرفض و مقاطعة حملات التحشيد والاستنفار، ووجه اتهامات لمن وصفهم برموز النظام البائد بالدعوة لها بهدف إشعال نيران الحرب ، واعتبر أنها تشكل تهديدا لأمن اقليم شرق السودان، واعتبر أن تلك الدعوات المنادية بحمل السلاح تعطي المبررات لتمدد الحرب شرقا.

ودعا المجتمع الدولي والإقليمي لممارسة مزيد من الضغوط علي طرفي النزاع من جل الوقف الفوري للحرب و معالجة الاوضاع الانسانية الحرجة.

كما دعا لعقد مصالحات مجتمعية حقيقية تشمل كل مكونات شرق السودان وذلك من اجل تحقيق الاستقرار في الاقليم.

ووجه المكتب القيادي أعضائه لبذل المزيد من الجهد ودعم كل الأنشطة عبر تحالفات الحزب السياسية المتمثلة، في الجبهة الثورية والحرية و التغيير وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم )، الساعية لوقف الحرب واستعادة التحول الديمقراطي، كما وجه بالاتصال والتشبيك مع المنظمات العاملة في مجال السلم الدولي والمجتمعي.

وكان البرهان أعلن في يونيو/حزيران الماضي التعبئة العامة والاستنفار، ودعا الشباب القادرين على حمل السلاح إلى التوجه إلى أقرب وحدة عسكرية.

وقُدر عدد المواطنين الذين تدربوا في الولايات خلال الأشهر الماضية بأكثر من 400 ألف، لكن عدد من انخرطوا في القتال إلى جانب الجيش، محدود.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد