الدعم السريع : اتفقنا على 99% من وقف العدائيات ثم تراجع الجيش

متابعات دارفور : الخرطوم

اتهم أحد أعضاء وفد قوات «الدعم السريع» إلى «منبر جدة»، الجيشَ بعدم الجدية في التفاوض، وأنه تراجع في «اللحظة الأخيرة»، عن توقيع اتفاق لوقف العدائيات، وبعد أن شرعت الوساطة السعودية – الأميركية في إعداد ترتيبات التوقيع. وفي تلك الأثناء، قال نشطاء إن طيران الجيش السوداني قصف تجمعات لقوات «الدعم السريع» بالقرب من مدينة سنار جنوب ود مدني؛ للحيلولة دون انتشارها جنوباً.

وقال فارس النور مستشار محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات «الدعم السريع»، وعضو وفده المفاوض: «الغريب أن الوفد الآخر، (يقصد وفد الجيش المفاوض) ، رغم أنه كان مهزوماً في الميدان ، فإنه دأب على عرقلة التفاوض، وكان واضحاً أنه أتى من مراكز قرار متعددة» .

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان

وتعد تصريحات النور الأولى من نوعها، وتكشف كواليس التفاوض، بعد أن كانت الوساطة السعودية – الأميركية تضرب عليها سياجاً منيعاً من السرية والتكتم؛ حرصاً على إتمامها بنجاح.

وقال النور، إن وفده حمل إلى جدة أجندة «تهدف لإسكات الرصاص فوراً، ثم بدء حوار سياسي بين السودانيين، من أجل الوصول لحل شامل، وتكوين حكومة مدنية، إضافة إلى الاتفاق على تأسيس جيش مهني قومي واحد، يحمي الدستور، ويحفظ على حدود الوطن» .

محمد حمدان دقلو قائد قوات «الدعم السريع»

وأوضح في «نص استقالة» تقدّم بها من «الدعم السريع»، أنه «تمّ في الجولة الأخيرة من التفاوض التوصل إلى اتفاقات تطال 99 في المائة من مسوّدة اتفاق وقف العدائيات، وأن الوساطة شرعت في الترتيب للتوقيع، ثم تفاجأت بتراجع وفد الجيش عمّا تم الاتفاق عليه، وبصورة كانت صادمة». ووصف تراجع الجيش بأنه «مدهش، استناداً إلى مقدراته». وقال: «المذهل أن الجيش ليست له قدرة على الحرب، وليست لديه إرادة للسلام».

وتساءل النور: «هذا أمر محير ومربك في الوقت ذاته… لماذا الرغبة في استمرار الحرب رغم الهزيمة؟!، فالتكلفة العالية لهذه الحرب اللعينة وقعت على المواطن البسيط، لذلك الأولوية الوحيدة والمهمة العاجلة هي إيقاف الحرب».

وشدد على أهمية «بناء رأي عام يضغط في اتجاه وقف الحرب»، وإزاء صناعة هذا الرأي العام فإنه يتقدم باستقالته «من أجل أن يكون متجرداً في دعم أولوية إنهاء الحرب».

وأوضح القيادي البارز في «الدعم السريع» أنه سيعمل بعد استقالته على «تخفيف آثار الحرب، بما في ذلك المساعدة في العثور على المفقودين، ومعرفة أماكنهم، وإطلاق سراحهم، وتوفير الدعم المادي للذين شردتهم الحرب، فضلاً عن المساعدة على إيقاف الحرب بأسرع ما يكون، وإعلاء صوت السلام».

الحرب المتواصلة في السودان طالت مواقع مدنية عدة

من جهة أخرى، قال نشطاء (الأحد)، إن الطيران الحربي للجيش السوداني، قصف تجمعاً لقوات «الدعم السريع» بالقرب من مدينة سنار؛ لإعاقة تقدمها، وسط مخاوف من استيلائها على الولاية الثانية بعد الجزيرة، الأمر الذي آثار حالة من الذعر بين المواطنين و«النازحين»، في حين سحب التجار بضائعهم من المتاجر، وانتشرت قوات أمنية كثيفة في مناطق واسعة من المدينة.

و «تزداد المخاوف من تمدد قوات الدعم السريع، نحو ولايات سنار والنيل الأزرق جنوب شرقي البلاد، والقضارف وكسلا في الشرق، والنيل الأبيض جنوباً، بعد سيطرتها كلياً على ولاية الجزيرة بوسط البلاد».

وقال شهود عيان إن «قوات الدعم السريع كانت قد توغلت في مناطق قريبة من مدينة سنار حاضرة ولاية سنار، ووضعت ارتكازاتها (نقاط تفتيش) في منطقة الحاج عبد الله، ومنطقة ود الحداد شرق سنار»، في حين أكد متطوعون أطلقوا على أنفسهم اسم «شباب سنار»، أن «الطيران الحربي التابع للجيش قصف تجمعاً لقوات (الدعم السريع) ، قريباً من مصنع سكر سنار، بغرب الولاية، في حين دارت اشتباكات في قرى تابعة لمحلية ود الحداد جنوب ولاية الجزيرة، ثم انتقلت قوات (الدعم السريع) لتتموضع في مصنع السكر».

وتستضيف سنار (نحو 100 كيلومتر جنوب ود مدني) أعداداً كبيرة من النازحين من ولاية الجزيرة، وتحوّلت بعض مدارسها إلى مراكز إيواء، في حين اكتظت أسواقها بعدد آخر من النازحين، ويستغلها النازحون إلى شرق البلاد طريقاً بديلةً إلى القضارف وكسلا وبورتسودان.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد