متابعات دارفور : ود مدني
أكد المقدم الفاتح قرشي، المتحدث العسكري الرسمي باسم قوات الدعم السريع، اليوم (الثلاثاء)، أن «الدعم السريع» ينتشر حاليا في شرق وغرب مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان، ولا وجود لقوات الجيش بها.
وقال قرشي «اليوم تم الاستيلاء وتحرير الفرقة الأولى مشاة لمدينة ود مدني بولاية الجزيرة من قبل قواتنا قوات الدعم السريع، والآن قواتنا تنتشر في المدينة شرقا وغربا، ولا وجود للعدو بها، وهو ما يعني أن المدينة أصبحت بالكامل تحت أيدينا».
ومضى قائلا: «الاشتباكات توقفت بشكل كامل داخل المدينة، ولا وجود لقوات الجيش السوداني بها».
لكنه أضاف أن هناك بعض المواقع في ولاية الجزيرة لم تنتشر فيها قوات الدعم السريع بعد، ولكن «الآن قواتنا توجد فيها بصورة كبيرة، والوضع بها تحت السيطرة وآمن».
وأكد أن قوات الدعم السريع ستعمل على تأمين مدينة ود مدني وتأمين المدنيين، وتدعوهم للعودة إلى منازلهم ومواقعهم.
وقال: «الفرقة الأولى مشاة في ود مدني هي هدف مشروع لقواتنا بعد ما جاء على لسان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن هذه الفرقة دعمت قوات الجيش في الخرطوم بعدد 40 ألف مقاتل، وستكون نواة لتحرير الخرطوم».
وأردف قائلا إن الدعم السريع هاجم هذه الفرقة «دفاعا عن النفس» بعدما سيطر عليها الإسلاميون وحزب المؤتمر الوطني، الذي كان يحكم السودان في عهد الرئيس السابق عمر حسن البشير، حتى إنه لم يكن للجيش «أي قرار في هذه الفرق والمواقع العسكرية» على حد قوله.
ولاية الجزيرة
من جانبه، أكد مصطفى إبراهيم، عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، أن وقوع مدينة ود مدني في أيدي «الدعم السريع» يعني سيطرة «الدعم» على كامل ولاية الجزيرة ، وقال إن جميع من في الولاية أصبحوا الآن تحت حماية قوات الدعم.
وأضاف في حديثه ، اليوم (الثلاثاء)، «سيطرتنا على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، تعني أن الولاية بالكامل في أيدي قواتنا كنا نسيطر على 50 في المائة من ولاية الجزيرة، وتم ضم هذا الجزء إلى ولاية الخرطوم منذ فترة»، إذ إنهما متجاورتان.
ومضى قائلا: «بمجرد ما تمت السيطرة على ولاية الجزيرة ، وضعنا كل قواتنا لحماية المدنيين وحماية المواقع الاستراتيجية وحماية مؤسسات الدولة والمنظمات الأممية؛ وكل المدنيين الآن تحت حماية قوات الدعم السريع حتى لا يتضرروا من عمليات القصف الكثيرة».
وأشار إبراهيم إلى أن سيطرة «الدعم السريع» على ولاية الجزيرة «لا تعني أنها تسيطر على الوضع المدني في الولاية، لكنها تريد أن تخلّص ولاية الجزيرة من فلول المتطرفين المتشددين الذين يديرون المعركة مع الجيش في الولاية؛ لذلك سوف نعلن (رسميا) لاحقا سيطرتنا الكاملة على ولاية الجزيرة، وستعود الخدمات إليها كما كانت ويمارِس المواطن حياته الطبيعية كما كان في السابق».
الوضع الإنساني
اتهم إبراهيم قوات الجيش وموالين لها بنهب أسواق ود مدني، «ولكن بمجرد دخولنا المدينة وضعنا أيدينا على ما تبقى من أسواق وما تبقى من متاجر».
وأضاف: «أنشأنا طرقا آمنة للمواطنين الذين يريدون الخروج من مدينة ود مدني. وهناك عودة عكسية إلى ولاية الخرطوم من بعض المواطنين الذين هاجروا من قبل، وقد أمَّنا لهم السبل كافة التي تتيح لهم الوصول إلى مواقعهم».
وأعلن عضو المكتب الاستشاري لقائد «الدعم السريع» استعداد «الدعم» لتقديم أي مساعدات إنسانية والتعاون مع المنظمات الإنسانية التي تطلب مساعدة «حتى يضطلعوا بدورهم تجاه العمليات الإنسانية في ولاية الجزيرة».
وأكد أن المستشفيات الكبرى والوحدات الصحية لم تتأثر بالعمليات العسكرية، كما لم يتضرر أي مواطن بسبب تلك العمليات.
ونفى إبراهيم أن تكون قوات الدعم السريع «ارتكبت انتهاكات أو مخالفات أو جرائم ضد الإنسانية»، واتهم قوات الجيش بارتكاب «جرائم» ضد المواطنين، قائلا: «كل المناطق التي سيطر عليها الدعم السريع تعرضت لقطع الاتصالات تماما وتوقفت عنها المساعدات الإنسانية. كذلك الأدوية المنقذة للحياة لا تأتي إليها».
وأضاف أن طيران القوات المسلحة السودانية «يضرب المناطق الآمنة التي عاد السكان إليها بعد تحريرها من قبضة الجيش كولاية جنوب دارفور، وقد تم ضرب مدينة نيالا مرتين، وولاية شمال دارفور في الاتجاه الجنوبي والشمال الغربي».
وقال: «الآن يخططون لإبادة المواطنين في هذه المدن، رغم أنها لا تشهد صراعا حاليا ولا نسمع صوت طلقة واحدة».