متابعات دارفور : الجزيرة
تصاعدت موجات فرار السكان من مدينة ودمدني، مع تجدد الإشتباكات العنيفة والقصف الجوي والمدفعي بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» لليوم الثاني على التوالي ، وتدافع آلاف المواطنين حاملين ما خف من متاع إلى الطرقات لمغادرة المدينة نحو مدن الولاية الوسطية، وإلى البلدات الصغيرة في الأرياف.
و أعلنت قوات الدعم السريع استيلاءها على رئاسة اللواء الأول مشاه ود مدني ، صباح اليوم ، إلى جانب معسكر الإحتياطي المركزي كوبري حنتوب من ناحية الشرق ونشرت فيديوهات تظهر قواتها داخل مقر الفرقة .
بينما لم تصدر القوات المسلحة السودانية ، بيان او تفاصيل بشأن المعركة حتي الان .
الآلاف من المرضى يواجهون مصير مجهول
بينما يواجه مئات الآلاف من المرضى ممن نزحوا من مختلف ولايات السودان، بما في ذلك جرحى ومصابين الحرب والمرضى بأقسام العناية المركزة، يواجهون الآن مصيراً مجهولاً بسبب نقص الدعم الصحي والموارد الطبية ونزوح الأطباء والكوادر الصحية الى خارج مدينة ود مدني .
و في الاثناء وجهت اللجنة التمهيدية لنقـــابة أطبــاء الســـودان نداء لإنقاذ 251 طفل و 91 من الأمهات البديلات العاملات في دار الايتام المايقوما الذين تم ترحيلهم من الخرطوم الي مدني واصبحوا الان في مرمي النيران .
وحذرت اللجنة في بيان من اتساع رقعة الحرب لمدينة ود مدني ، وقال البيان ان اتقال القتال الي مدني يضع البلاد في واحدة من اكبر الكوارث الإنسانية ، قائلا ان مدينة ود مدني أصبحت ملاذا امنا لمرضي القلب والسرطان ، والكلي ، والحالات الطبية المستعصية
وقالت اللجنة في بيان ان أغلب المستشفيات في مدني خاوية اليوم وغير قادرة على تقديم الخدمات الطبية اللازمة حيث تم احتلال مستشفى الجزيرة للطوارئ والاصابات و خرجه عن الخدمة ، و اعلن بيان الاطباء عن أغلق مركز مدني لأمراض وجراحة القلب بعد أن اصبح مباشرة في مرمى نيران الاشتباكات العسكرية ، و اكد البيان ان الامور ازدادت تعقيدا في المدينة بإغلاق الصيدليات ونقل الأدوية التجارية خارج ود مدني.
إنقطاع التيار الكهربائي واغلاق للاسواق والافران
في السياق تواصل نزوح الاف الاسر الى الولايات المجاورة سنار والقضارف وكسلا او الى الاحياء الاخري داخل مدينة ود مدني مع انعدام في المواصلات الداخلية ، وارتفاع في أسعار التذاكر .
وتشهد احياء مدينة ود مدني الداخلية خالة من الذعر والخوف مع انتشار امني كثيف لعدد من القوات التي تقوم بعمليات التفتيش ، ونصب عدد من الارتكازات داخل المدينة .
وقال الصحفي محمد مصطفى الياس من مدينة ود مدني الاحد ان انقطاع التيار الكهربائي ادي لاغلاق الافران ما تسبب في ازمة خبز حادة في مدني ، و وصف الأوضاع بمدينة مدني بانها اشبه ساحة الحرب حيث خلت شوارعها الرئيسية من الماره ، والمركبات ، مع استمرار اغلاق الأسواق لليوم الثالث من الهجوم على شرق مدني.
حظر تجوال وطواريء في (6) ولايات
اعلنت (5) ولايات بما فيها ولاية الجزيرة حالة الطواريء وحظر التجوال من المساء وحتي الصباح وشملت الولايات نهر النيل والقضارف وسنار والنيل الابيض والشمالية بعد هجوم قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة واعلن في هذا الخصوص الاحد والي سنار توفيق محمد علي فرض حالة الطوارئ بالولاية وحظر التجوال من الساعة الخامسة مساءا وحتى الساعة السابعة صباحا اعتبارا من يوم الأحد واعلن والي سنار عن تكوين خلية أمنية بالولاية لتنفيذ مهام خاصة ، ومصادرة العربات والدراجات غير المرخصة.
الفرار الى سنار المجاورة
الى ذلك استقبلت ولاية سنار المجاورة لولاية الجزيرة اعداد كبيرة من الفارين من القتال الدائر شرق ود مدني بولاية الجزيرة.
وقال ناشطون من سنار إن النازحين الجدد توافدوا بأعداد كبيرة من مدني على مختلف المركبات وتوزعوا على كافة مدن ومناطق محليات الولاية، فيما عبر بعضهم الى ولاية النيل الأزرق ، و اشاروا الى ارتفاع كبير في أسعار الادوية والمعدات الطبية منذ السبت إضافة الى ظهور صفوف طويلة للمركبات امام محطات الوقود.
من جهته قال أحد أعضاء لجان المقاومة في سنار إن الواقع في ولاية سنار استقبلت أعداد كبيرة من النازحين وأصلا لم يتوقف سيل النازحين عن الولاية لكن ربما كانت أمس أكبر موجة بسبب الحرب.
وقال إنَّ الولاية متمثلة في لجان المقاومة والقوة المنضوية تحت لواء الميثاق الثورية لتأسيس سلطة الشعب، أنخرطت في مبادرات مجتمعية وشعبية عديدة متمثلة في دور الإيواء وسنار بيتك، بجنب كل القرى والمدن والقرى الصغيرة في ولاية سنار أصدرت بيانات واضحة أعلنت ترحيبها بكل نازحي هذه “الحرب اللعينة”.
واعتبر عضو لجان المقاومة أن هنالك بعض المعوقات التي ظهرت واتهم الوالي في التسبب في صنع هذه الأزمة ، و قال إنَّ مكتب الوالي أصدر قرارًا بإيقاف العمل في كل محطات الوقود ما أدى إلى انعاش السوق الاسود للوقود مع ارتفاع خيالي لأسعار المواصلات والتي اصبحت غير متوفرة أصلا.
حركة النزوح الى ولاية القضارف
في السياق استقبلت ولاية القضارف الاف الفارين من مدينة ومدنى عقب هجوم الدعم السريع على الولاية يوم الجمعة وأفاد شهود مسافرون يوم الاحد إن حركة النزوح الى ولاية القضارف بدأت منذ يوم الجمعة على متن السيارات الخاصة والبصات والشاحنات عبر الطريق الشرقي للنيل الازرق.
وأوضحوا إن حركة النزوح استمرت لليوم الثاني الاحد عن طريق ولاية سنار غرب النيل الأزرق ومنها الى مدينة الحواتة بولاية القضارف وذلك بعد اغلاق كبرى حنتوب.
الى ذلك نقل عضو من قواعد لجان المقاومة، الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب مشاهد مآساوية ومحزنة في ولاية الجزيرة ، و قال إنَّ مواطني ولاية الجزيرة والنازحين إليها يعيشون في ظروف إنسانية ومعيشية صعبة نتيجة لآثار”الحرب اللعينة” التي أذاقتهم مر الحياة، واتهم طرفي الصراع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التسبب في هذا الدمار و بإهانة الشعب السسوداني.
واتهم من أطلق عليهم بتجار الحروب “الأزمات” باستغلال الوضع ورفع أسعار التذاكر الداخلية ولبقية الولايات الأخرى ، و قال إن الانتقال من محطة إلى أخرى من نفس الحي تكلف مبلغ 5 ألف جنيه للفرد، أما سعر تذكرة السفر من مدني إلى سنار سنار ارتفعت من 7 ألف إلى 50 ألف، من مدني إلى ربك ارتفعت من سعر 12 ألف إلى 100 ألف جنيه، أما التذكرة إلى بورتسودات فقد وصلت إلى 800 ألف جنيه.
وقال برغم ما ذكره فإن الناس وما زال يعانون وأن كثير منهم على أرصفة الشوارع يملأون الطرقات، وغير قادرين على توفير احتياجاتهم الضرورية من السلع الاستهلاكية اليومين، مشيرًا إلى إغلاق معظم المحلات التجارية فاقم من معاناة الناس، وقال إنَّ الناس اصفوا في طوابير طويلة أمام المخابز لشراء الخبز والأفران التي تعمل عددها قليل.
عرمان :اعتقالات مدني تمت على أساس اثني وجغرافي
وفي سياق ردود الفعل على الهجوم على الجزيرة قال ياسر عرمان رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري ان حملة الاعتقالات جرت في مدني تمت على أساس اثني وجغرافي .
وقال عرمان مغردا على منصة اكس تويتر سابقا ان هذه الاعتقالات التي يشرف عليها الفلول واجهزتهم بمدنية ود مدني هي محاولة من الفلول لانحراف هذه الحرب حتى تكون حرب إثنية ومجتمعية وجغرافية، وهو أمر مرفوض ويجب مقاومته وادانته من كل الشعب السوداني في الداخل والخارج.
وكانت مشاهد فيدو اظهرت معتقلين من اثنيات واعراق جغرافية محددة جري اعتقالهم من قبل الجيش والاجهزة الامنية في مدني بتهمة دعم ومناصرة الدعم السريع .
واكد عرمان في تعليقه ان هذه الحرب حتي الان بين جيشين ويجب ان لا نسمح بانزلاقها إلى منزلق إثني وعرقي فتلك جريمة أكبر من جريمة الحرب نفسها في حق بلادنا.
أهمية مدينة “ودمدني”
تقع مدينة “ودمدني” في وسط السودان، وتمثل حلقة وصل بين جميع ولايات البلاد فهي تعد المركز الرئيس لربط ولايات “النيل الأبيض وكردفان ودارفور غربًا، وسنار والنيل الأزرق جنوبًا، والقضارف وكسلا وبورتسودان شرقًا، ونهر النيل والشمالية والخرطوم شمالًا”.
وتضم المدينة أكبر مستودعات للوقود بعد الخرطوم تعمل على تغذية وسط وغرب السودان، بعد خروج مستودعات ولاية الخرطوم عن الخدمة نتيجة الحرب المشتعلة هناك.
كما تحتضن مدينة ودمدني مقر قيادة الفرقة الأولى التابعة للجيش، والتي تقع أسفل جسر “حنتوب” و التي أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة عليها صباح اليوم الاثنين .
ورجح مصدر عسكري أن تكون عملية “ودمدني” تمويهًا لعملية أخرى في مكان مختلف، رغم أهمية المدينة من ناحية إستراتيجية لطرفي القتال حسب قوله.
وقال “رغم أن قوات الدعم السريع قد تستهدف الوصول إلى مستودعات الوقود بود مدني لتأمين خط إمداد لها، بعد تدمير مخازن الوقود بمصفاة الجيلي شمال الخرطوم، فإن هدفها الرئيسي سيظل داخل الخرطوم التي لم تُحسم بعد” ، و توقع المصدر أن توسع قوات الدعم السريع عملياتها العسكرية خلال الأيام المقبلة في العاصمة الخرطوم بهدف إسقاط مقرات الجيش في “سلاح المهندسين، ووادي سيدنا” بمدينة أم درمان.
أهمية المدينة استراتيجيآ لطرفي القتال
من جهته، قال المحلل العسكري اللواء المتقاعد عبد الغني عبد الفراج، إن “مدينة ودمدني لها أهمية إستراتيجية بالنسبة للجيش السوداني، فهي تعتبر المدينة الإقتصادية الأولى في البلاد، وقلب السودان النابض”.
وأشار إلى أن المنطقة تضم مشروع الجزيرة الزراعي الذي يمثل رافدًا اقتصاديًّا للبلاد، كما تضم الكثير من المصانع، ويوجد بها العديد من الجسور الرابطة بين مناطق السودان المختلفة ، و أضاف “هناك منطقة المناقل الصناعية وهي امتداد لمشروع الجزيرة، وتضم الكثير من المصانع وقد انتقل إليها العديد من رجال المال والأعمال بعد تدمير البنية الاقتصادية بالعاصمة الخرطوم”.
وتابع “مدينة ودمدني تعتبر قلب السودان النابض لذا فالأمر يتطلب الدفاع المستميت عنها وعدم التفريط فيها من قبل الجيش السوداني” ، و أشار إلى أن كل المشروعات الاقتصادية التي تحظى بها ولاية الجزيرة باتت اليوم عرضة للتدمير بعد انتقال الصراع العسكري إلى أراضيها.
ويرى اللواء عبد الفراج أن نقل قوات الدعم السريع للعمليات العسكرية إلى ودمدني، هو في إطار تشتيت الجهود، ودفع الجيش لسحب قوات من الخرطوم لإسناد الجزيرة، وذلك لتخفيف الضغط عليها بعد الضربات التي نفذتها القوات المسلحة ضدها في عدد من المواقع بالعاصمة.
ووصف ما يجري من عمليات عسكرية في ودمدني بـ”الإنتحار من قبل قوات الدعم السريع، الذي سيفقِدها الكثير من الإمدادات، لأنها تحارب في أرض طبيعتها كاشفة أمام غارات طيران الجيش” وفق قوله.
الأهمية العسكرية
من جهته يرى المحلل العسكري علي ميرغني، أن أهمية مدينة ودمدني تكمن فقط في الناحية الاقتصادية، لأنها تمثل نقطة ربط بين ولايات المختلفة في الشمال والجنوب والغرب والشرق.
وقال ميرغني إن “ودمدني” أصبحت نقطة محورية لربط ولايات شمال السودان بعد انقطاع طريق “شريان الشمال” الذي يبدأ من ولاية الخرطوم وخرج عن الخدمة بسبب الحرب.
وأضاف أنه “من ناحية عسكرية لا توجد أهمية كبرى لمدينة ودمدني تجبر قوات الدعم السريع على تحمل الخسائر التي قد تتعرض لها خلال هذه المعارك، من حيث العدة والعتاد”.
و يتفق ميرغني مع الرأي القائل إن “الهدف ليس ودمدني نفسها، لكنها جزء من خطة أكبر، لأن السيطرة على المدينة ستضيف على قوات الدعم السريع أعباء أكبر من الفوائد التي يمكن أن تحققها”، مشيرًا إلى أن السيطرة على المدينة تتطلب توفير الخدمات التي أصبحت تقدمها بعد خروج ولاية الخرطوم، وهي أعباء ليست في أولويات الدعم السريع في الوقت الحالي”.
قلق اممي
و أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان، فرار نحو 15 ألف شخص من مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيزرة، وذلك خلال يومي “الجمعة والسبت” جراء المعارك العسكرية الطاحنة التي تشهدها المنطقة.
و اندلع القتال صباح 15 ديسمبر/كانون الأول بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في ضواحي ود مدني الواقعة في ولاية الجزيرة على بعد 136 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة الخرطوم.
و أكد المكتب في بيان أنه “تم الإبلاغ عن غارات جوية في 15 و16 ديسمبر/كانون الأول في الأجزاء الغربية والشمالية والشرقية من ود مدني وعلى مقربة من قرية الشرفة بركات شمال المدينة، كما وسمع دوي إطلاق نار متقطع يومي 15 و16 ديسمبر/كانون الأول في مناطق مختلفة من ود مدني، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة، وسط تزايد الذعر بين المدنيين في البلدة وشوهد الناس يغادرون سيرا على الأقدام”.
و وفقاً لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فقد نزح ما يقرب من 14,000 – 15,000 شخص من محلية مدني الكبرى. وقد لجأ السكان المتضررون إلى الأحياء الواقعة غرب مدينة ود مدني، بالإضافة إلى مواقع أخرى في الجزيرة، وباتجاه ولايتي سنار والقضارف. وقد حدث النزوح أيضًا إلى ولاية القضارف مع وصول حوالي 1,500 نازح إلى محلية الفاو، وحوالي 3,000 نازح في مدينة القضارف وحوالي 250 نازح في محلية الرهد.
و لا تزال المحلات التجارية والأسواق مغلقة منذ 15 ديسمبر في ود مدني. إغلاق جسر حنتوب بد مدني بشكل جزئي من قبل القوات المسلحة السودانية كإجراء أمني.
وأعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ وفرضت حظر التجول في ود مدني (من الساعة 1800 إلى الساعة 0600) اعتبارًا من 15 ديسمبر 2023 وحتى إشعار آخر.
و كانت ود مدني بمثابة مركز للعمليات الإنسانية منذ اندلاع القتال في أبريل من هذا العام بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وقلصت المنظمات الإنسانية وجودها في ود مدني بسبب الوضع الأمني. وقد انتقل الموظفون إلى الدول المجاورة ليكونوا في وضع يسمح لهم بالعودة لمعالجة الأعباء الإنسانية المتزايدة بمجرد أن يسمح الوضع بذلك. تم تعليق جميع البعثات الميدانية الإنسانية داخل ولاية الجزيرة ومنها اعتبارًا من 15 ديسمبر وحتى إشعار آخر.
و يعيش ما يقدر بنحو 5.9 مليون شخص في ولاية الجزيرة، سلة غذاء السودان، ويعيش 700 ألف شخص في ود مدني. ويحتاج أكثر من 270 ألف شخص في المدينة إلى المساعدة الإنسانية. منذ 15 أبريل، فر ما يقرب من 500 ألف شخص إلى ولاية الجزيرة، 86400 منهم في ود مدني. يعاني حوالي 1.9 مليون شخص من أزمة (IPC 3) ومستويات أعلى من الأمن الغذائي في الولاية مع 179,000 في مدني بين أكتوبر 2023 وفبراير 2024، وفقًا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC). هناك 57 منظمة إنسانية تعمل في الولاية، بما في ذلك 25 منظمة غير حكومية دولية و21 منظمة غير حكومية وست وكالات تابعة للأمم المتحدة. وحتى الآن هذا العام، تمكنت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى 730,000 شخص في الولاية من خلال المساعدات الغذائية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وغيرها من التدخلات الإنسانية.