معارك الجزيرة تجبر الالاف علي الفرار من مدني

متابعات دارفور : مدني

جبرت المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة عشرات الآلف على الفرار والنزوح إلى عدة ولايات مجاورة من بينها سنار وانيل الازرق والفضارف وكسلا .

وقدرت منظمة الهجرة الدولية أعدادهم مابين 14 ـ 15 ألف، في وقت تمددت فيه المواجهات وتبادل القصف بين الطرفين، وسط أنباء عن اجتياح الدعم السريع عاصمة الولاية، في غضون ذلك وسعت قوات الدعم السريع من عمليات العسكرية في عدة جبهات أخرى مع استمرار المعارك في العاصمة الخرطوم، وتمكنت قواتها من اجتياح مدينة الأضية بولاية غرب كردفان، بينما تدور اشتباكات مع الجيش السوداني في مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور.

وأبلغ شهود عيان من ولاية الجزيرة إن المواجهات بين الجيش والدعم السريع لم تتوقف منذ فجر الجمعة إلا لفترات قصيرة، مع استمرار سماع دوي اسلحة مختلفة ( ثقيلة و خفيفة) في منطقة الانقاذ و منطقة ابوحراز و طريق مدني الخرطوم الغربي.

إغلاق كبرى حنتوب


وأحكمت السلطات إغلاق كبرى حنتوب أمام السيارات مع السماح للمشاة وقد بدأت المواطنين يتقاطرون أفرادًا وجماعات عبر كبري حنتوب، بينما أغلق الجيش كبري رفاعة بالحاويات

وشوهدت اعداد ضحمة من المواطنيين وهم يحملون امتعتهم عبر كبرى حنتوب، وخلت دور الايواء التي كانت تحتضن النازحين من الخرطوم، واتجهت مجموعات كبيرة في طريقها إلى بقية قرى الجزيرة واستقبلت مدينة المناقل أعداد كبيرة من الفارين، تم إيوائهم في المدارس والمنازل الخالية، واتجه البعض إلى ولايات سنار، القضارف وكسلا.

في الاثناء نفذ الطيران الحربي التابع للجيش عدت طلعات وسط أنباء عن إخلاء جزئي لعدد من المواقع أبرزها معسكر للاحتياطي المركزي الذي يقع شرق الكبري لتمكين الطيران من قصف تجمعات قوات الدعم السريع

هلع وذعر:

وأصيب المدنيين بحالة هلع وذعر فور سماع أصوات المدافع ودوي الانفجارات وأخلوا دور الإيواء “المدارس”، وشوهدت مقطاع مرئية لمرضى منقولين على ظهر عربات مازالوا في حالة تلقي العلاج، في مشهد مآساوي أصاب الكثيرين بحالة من الاستياء. كما استغل الفارين ومعظمهم من الذين نزحوا من الخرطوم وبعض سكان مدني، عربات نقل ومواتر نص نقل “تكاتك”محملين بأمتعتهم رجال مسنين وأطفال وشباب ونساء يحملن أبناؤهم بعضهم حديثي ولادة، والبعض منهم يمشي راجلا، لايعلمون وجهتهم التي ذاهبون إليها سواء أنهم يبحثون مكاآمن يأوون إليه هربًا من المدافع والمقذوفات والقصف الجوي والمدفعي.

وتضاربت الانباء عن اجتياح قوات الدعم السريع عاصمة الولاية والدخول إلى أحياء المدينة، مع نشر بعض منسوبيا مقاطع مرئية على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد فيه اجتياحها للمدينة.

وشهدت الأحياء والضواحي الشرقية لمدينة ود مدني موجات نزوح عالية منذ صباح الجمعة بعد أن امتدت الاشتباكات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع إلى التخوم الشرقية لمدينة ودمدني، حيث دارت معارك في الشرفة وأبو حراز، وامتد تأثير القصف إلى قرية الغنوماب وأحياء الرياض وحنتوب.

‏وشهدت اسواق المدينة عمليات نهب واسعة استهدفت البنوك وشوهدت مقاطع لأفراد تابعين للدعم السريع ينهبون بنك الادخار، كما تم نهب محطات الوقود، كما وقعت حوادث نهب كبيرة من قبل متفلتين.

مشاهد مآساوية لنزوح الآلف:

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوتشا”: في بيان صحفي تحصل “راديو دبنقا” على نسخة منه، أنه تلقوا معلومات عن غارات جوية يوم الجمعة والسبت في الأجزاء الغربية والشمالية والشرقية من مدينة ود مدني، وعلى مقربة من قرية الشرفة بركات شمال المدينة.

وسمع دوي إطلاق نار متقطع في مناطق مختلفة من ود مدني. وأضاف البيان “لا تزال الاشتباكات مستمرة. وبحسب ما ورد يتزايد الذعر بين المدنيين في البلدة وشوهد الناس وهم يغادرون بالسيارات وعلى الأقدام. ولا يزال الوضع متوترا ولا يمكن التنبؤ به.

ووفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فقد نزح ما يقرب من 14,000 – 15,000 شخص من محلية مدني الكبرى. وقد لجأ السكان المتضررون إلى الأحياء الواقعة غرب مدينة ود مدني، بالإضافة إلى مواقع أخرى في الجزيرة، وباتجاه ولايتي سنار والقضارف. وقد حدث النزوح أيضًا إلى ولاية القضارف مع وصول حوالي 1,500 نازح إلى محلية الفاو، وحوالي 3,000 نازح في مدينة القضارف وحوالي 250 نازح في محلية الرهد..

وقال البيان لا تزال المحلات التجارية والأسواق مغلقة منذ الجمعة في ود مدني. مع إغلاق جسر حنتوب بود مدني بشكل جزئي من قبل القوات المسلحة السودانية كإجراء أمني..

وأورد البيان قرار السلطات المحلية عن إعلان حالة الطوارئ وفرضت حظر التجول في ود مدني (من الساعة 1800 إلى الساعة 0600) اعتبارًا من 15 ديسمبر 2023 وحتى إشعار آخر..

وأشار البيان إلى أن مدينة ود مدني كانت بمثابة مركز للعمليات الإنسانية منذ اندلاع القتال في أبريل من هذا العام بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وقلصت المنظمات الإنسانية وجودها في ود مدني بسبب الوضع الأمني. وقد انتقل الموظفون إلى الدول المجاورة ليكونوا في وضع يسمح لهم بالعودة لمعالجة الأعباء الإنسانية المتزايدة بمجرد أن يسمح الوضع بذلك. تم تعليق جميع البعثات الميدانية الإنسانية داخل ولاية الجزيرة ومنها اعتبارًا من 15 ديسمبر وحتى إشعار آخر.

المتحدثة بإسم “اوتشا” : عواقب انسانية محتملة من القتال بالجزيرة

من جهتها عبرت المتحدثة بإسم منسقية الامم المتحدة للسؤون الانسانية في السودان “اوتشا” صوفيا كارلوسن عبرت عن قلقها الزائد إزاء هذا التصعيد من طرفي الصراع، وقالت صوفيا كارلوسن في تصريح لـ”راديو دبنقا”: بعد 8 أشهر من الحرب، يجب أن ينتهي هذا الآن.” “نشعر بالقلق إزاء العواقب الإنسانية المحتملة لمزيد من انتشار القتال في ولاية الجزيرة” . وادي الهجوم على ولاية الجزيرة الى تعليق عمل جميع البعثات الميدانية الإنسانية للامم المتحدة داخل ولاية الجزيرة ومنها اعتبارًا من يوم الجمعة وحتى إشعار آخر.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد