مواكب احتجاجية بالجنينة تنصب كرشوم والياً لولاية غرب دارفور

متابعات دارفور : الجنينة

تظاهر مئآت المحتجين بمدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور أمس الاثنين رفضاَ لقرار وزير الحكم الاتحادي باعفاء والي ولاية غرب دارفور تجاني الطهر كرشوم من منصبه.

وشدد تجمع مبادرات أهل ولاية غرب دار في بيان ، على رفضهم لقرار وزارة الحكم الاتحادي بتعين امين حكومة واعفاء نائب والي الولاية، في وقت فوضوا فيه الأستاذ (التجاني الطاهر كرشوم)، والياً مكلفاً لولاية غرب دارفور، نظراً لجهوده في استقرار الولاية بلا دعم مركزي ولا عون مؤسسي، واستكمالاً لمسيرة نهضة الولاية المنكوبة.
ولفت البيان انتباه وزير الحكم الاتحادي إلى أن مثل هذه القرارات، تكون بمشورة أهل الولاية ، وحذر وزارة المالية الاتحادية بعدم التلاعب بمخصصات الولاية المالية ومرتبات الموظفين وتحويلها لدولة تشاد، لتفريغ الولاية من الموظفين، واستمرار إغلاق المؤسسات، بعد أن استقرت أحوال الولاية الامنية.
ودعا البيان الاجهزة العدلية والشرطية للعودة إلى الخدمة، وفتح النيابات إسهاماً في استقرار الولاية، ودعا الذين أجبروا على مفارقة ديارهم نتيجة أعمال العنف، أن يعودوا لديارهم وأعمالهم، مؤكداً أن دولة تشاد كانت خير معين لعودة اللاجئين بعد استقرار الولاية، وفتح الحدود لعبور منظمات الإغاثة، كما كانت سندا وملجأً لأهل الولاية الفارين من حرب الاختلاف، كما سماها البيان، مثمناً جهود قوات الدعم السريع في توفير الأمن، وتامين الموسم الزراعي، وخاطبها قائلاً:(أصبحتم القوة الرئيسية في ولاية غرب دارفور، ويقع عليكم العبء الأكبر في توفير الأمن).
وطالب البيان مجلس السيادة بالامتثال إلى صوت مواطني ولاية غرب دارفور، الذي أجمع على اختيار رجل قوي وأمين، في اشارة الى الأستاذ (تيجاني الطاهر كرشوم)،محذراً من أن أي محاولة لفرض رأي أو قرار، قد يعود بالولاية إلى سابق عهد تجاوزته بكل مرارة وفقد وألم.
وسلم مواطنو غرب دارفور مذكرة احتجاجية لمبادرة أهل الجنينة التي تضم نقابة الاطباء والائمة والدعاة والادارة الاهلية، من أجل تسليمها لمجلس السيادة.
وقال الأمير (أزهري احمد السنوسي) ممثل الإدارة الاهلية ان هذه الجماهير جاءت من أجل كرشوم ليس حباً فيه، وإنما لعدالته في الحكم وطالب الحكومة الاتحادية بمراجعة قرار الإعفاء، مؤكداً دعمه ومساندته لكرشوم ،”لأنه رجل السلام” وقال:”لابديل لكرشوم إلا كرشوم”. وخاطب المركز قائلا:(هل من قمتم بتعينه بمهام الوالي، يستطيع أن ياتي إلى الجنينة؟) وزاد:(نحن كإدارة أهلية مع قواعدنا ندعم كرشوم، وإذا كان المركز حريصاً على هذه الولاية، عليه الابقاء على كرشوم).
من جانبه وصف الناطق الرسمي باسم القبائل العربية الأمير (مسار عبد الرحمن)، الجماهير التي خرجت للشوارع، بأنها تشارك في حدث كبير، وأمر جلل، وأضاف:(غرب دارفور مرت بمأساة وظروف قاسية)، معرباً عن أمله في أن يعود النازحين واللاجئين، الذين أجبرتهم الحرب على المغادرة لمنازلهم.
وأشار (مسار) إلى أن كرشوم رفض بعد مقتل الوالي (خميس أبكر) ممارسة مهامه، لكن مواطني الولاية بقطاعاتهم المختلفة، أجبروا كرشوم على مواصلة مهامه في حُكم الولاية.
وأضاف:(لم تكن هنالك ولاية فيها مؤسسات تعمل، لكنه صبر وركز واجتهد، وقدم للولاية الكثير إلى أن خرجت إلى بر الأمان)، وتابع:(علمنا أن وزارة الحكم الاتحادي، عينت شخص غير معروف لمواطني الولاية، وكل هذه الحروب والدمار الذي تعرض له السودان، كان بسبب الاستعلاء في الحكم، وعدم الاعتراف بحقوق المواطن).
ولفت (مسار) النظر إلى ان غرب دارفور خرجت من حرب قبلية طاحنة، وحرب أخرى بين الجيش والدعم السريع، وقال إنه يجب على متخذي القرار النظر، الى وضعها ومأساتها، مبيناً أن كرشوم استطاع إعادة خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات، وفتح الأسواق، وحافظ على أرواح وممتلكات المواطنين. بينما ساهم حكام المركز في الحروب التي عاشتها غرب دارفور وزرعوا فيها الفتن.
وزاد:(إن شعب غرب دارفور منكوب، وهو خارج من حرب ومن ويلات، لذلك لا يستطيع مجابهة حرب أخرى، ولا ينفع في ذلك التحريض أو الفتن)، معتبراً إعفاء كرشوم، وتعيين أمين حكومة بمهام والي، تقف وراءه نوايا للتخريب والتفتيت.
وشارك في المواكب التي نظمها تجمع مبادرات أهل ولاية غرب دارفور بكافة المكونات الاجتماعية، وقيادات الإدارة الأهلية، بما فيهم قيادات طرفي الحرب الأهلية.

وتسلم كرشوم مهام والي غرب دارفور بعد مقتل الوالي السابق خميس عبدالله ابكر في الرابع عشر من شهر يونيو الماضي وكان يشغل قبل ذلك منصب نائب الوالي عن نصيب تجمع حركات تحرير السودان الذي يراسه الطاهر حجر ضمن حصة سلام جوبا.

وأدت حرب الـخامس عشر من ابريل بين الجيش وقوات الدعم السريع الى تعميق الانقسام القبلي بين سكان ولاية غرب دارفور التي لم تتعافَ من آثار الصراعات القبلية السابقة؛ وامتد الانقسام ازاء الموقف من ممثلي الحكومة ليشمل الوالي الراحل خميس ونائبه كرشوم اذ ينتمي الرجلان الى مجموعتين عرقيتين متنافرتين على الرغم من انتمائهما للحركات المسلحة. ومنذ اليوم الاول للحرب تتهم عرقية كرشوم الوالي الراحل خميس بموالاة الجيش فيما تتهم عرقية خميس بموالاة كرشوم قوات الدعم السريع.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد