متابعات دارفور: انعام النور
أصبحت مناجم الذهب في السودان نقمة بعدما كانت نعمة على الدولة نتيجة للصراعات والتناحر على السلطة ، يُعَدّ السودان أحد أهم منتجي المعدن النفيس في القارة السمراء والثالث عشر بين البلدان المنتجة للذهب في العالم. تغيرت طبيعة الصراع الدائر حالياً في السودان ليتحول الى السعي للسيطرة على المعدن الأصفر مهددا بنشوب حروب أهلية في البلاد.
يأتي ذلك في ظل مطامع دول رأسمالية للعبث بالسودان والاستيلاء على ثرواته الطبيعية من الذهب وغيره ويُعتبَر هذا المعدن عنصراً أساسياً من صادرات البلاد، إلا أن مناجمه تحوطها صراعات طاحنة ومستمرة تتعلق بالتهريب ، ولم يتضح حتّى الآن الأثر الذي ستتركه على عمليات الإنتاج والتصدير.
اعتبر مراقبون للشأن السوداني بأن الذهب الذي يزخر به هذا البلد هو من بين أسباب الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع كما أوضحوا أن شركات أجنبية منها الصينية والروسية تستورد هذا المعدن النفيس الذي ينتج منه السودان أكثر من 100 طن سنويا لا يذهب منه سوى 30 طنا إلى خزينة الدولة، هذا وحذّر دبلوماسي أمريكي من أن “من لديه الذهب لا بد أن يواصل الحرب” مستبعدا نهاية المعارك إن لم تُجفف مصادر تمويل المتحاربين.
وبالنسبة إلى دور الذهب في الأزمة التي وقعت بين الحليفين العسكريين السابقين البرهان وحميدتي، وأهمية الذهب فيما يحدث اليوم، أن الحرب الجارية في السودان كشفت عن مسألة مدى أهمية الذهب والتنقيب و الذهب هو أصلا من الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع والخلاف الذي وقع بينهما.
“من لديه الذهب لابد أن يواصل الحرب”
من جهته أوضح الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي أبو بكر الديب بأن ثروات الشعب السوداني تستغل في الصراع الدائر حاليا بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقال الديب: “السودان من أهم منتجي الذهب في القارة الأفريقية والثالث عشر بين البلدان المنتجة للذهب في العالم. يحاول طرفا الصراع السيطرة على المعدن الأصفر، ما جعل السودان واحدا من أكثر البلدان فقرا على الرغم من أنه يعوم على بحر من الثروات وتصل احتياطيات من الذهب إلى 1550 طنا. كما توفر صناعة الذهب في السودان موارد هائلة وثروة يتم تهريبها إلى الخارج لينفق منها على الحرب الأهلية”.
“ثروات السودان تستغل في حرب البرهان وحميدتي”
تدير عائلة حميدتي جزءا كبيرا من مناجم الذهب في السودان، ثالث أكبر منتج للمعدن الأصفر في أفريقيا، وبالتالي فحميدتي “يستطيع أن يدفع رواتب (عناصر الميليشيالت) يمكن لكثيرين في أفريقيا جنوب الصحراء مجاراته فيها”، حسبما قال الباحث أندريا كريغ من “كينغز كولدج” في لندن، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
تسمح عائدات الذهب بتمويل الميليشيات التي تشكل الاستعانة بها منذ عقود نشاطا مربحا في السودان. فقد لجأت الخرطوم إلى الميليشيات من قبل إما لتوكل لهم قمع الأقليات الإثنية وحركات التمرد المسلحة أو لإرسالهم للمشاركة في حروب في الخارج، تضيف وكالة الأنباءئ الفرنسية. واليوم، باتت قوات الدعم السريع لا تتوانى في نشر مقاطع فيديو على المنصات لمقاتلين في تشاد أو النيجر يعلنون دعمهم لها.
بدوره، قال البرهان إن “مرتزقة جاؤوا من تشاد و(جمهورية) أفريقيا الوسطى والنيجر” يقاتلون مع قوات الدعم السريع وأكد الجيش أخيرا أنه قتل “قناصا أجنبيا”.
الأمر نفسه أورده موفد الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتيس فقد صرح أن “عدد المرتزقة الذين جاؤوا من مالي وتشاد والنيجر بدعم من قوات الدعم السريع لا يستهان به”.
كنز جبل عام التنقيب العشوائي و التهريب
مئات الأفارقة جاءوا من أنحاء السودان، ومن تشاد وليبيا، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وإريتريا، ونيجيريا والنيجر -وآخرون من خارج القارة- إلى جبل عامر بحثاً عن ذهبه؛ هذا المعدن النفيس الذي تقدر احتياطاته بمليارات الدولارات، والذي يهرب بمختلف الطرق إلى الخارج، تاركاً وراءه مئات القتلى بين حروب العصابات، والعمل الشاق البخس الثمن، وآلاف المشردين بلا مأوى.
ووفقاً لتقارير الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن عام 2012، بلغ عدد القتلى بفعل مناجم الذهب أكثر من ضعف عدد القتلى في الصراع بين الجيش والمتمردين والقبائل المتصارعة في دارفور.
يقع جبل عامر في منطقة السريف بني حسين جنوب غربي دارفور على بعد نحو 971 كيلومتراً غرب الخرطوم، وفيه مساحة للتعدين تبلغ نحو 20 كيلومتراً مربعاً وأكثر من 10,000 منطقة للتنقيب، وهو محطة رئيسية في الصراع على موارد السودان.
تسكن هذه المنطقة قبيلتان عربيتيان هما الرزيقات وبني حسين دخلت هاتان القبيلتان في حرب دامية عند اكتشاف الذهب في جبل عامر عام 2012 ومع زحف الكثيرين من غير السودانيين نحو المنطقة، التحمت القبيلتان معاً بوساطة من الجيش لمحاولة صد الغرباء وهجماتهم على سكان المنطقة.
في الواقع، كان النشاط السائد للتعدين في تلك المنطقة ضيق النطاق (أفراد أو مجموعات صغيرة من الحرفيين). وبحسب العديد من الإحصاءات، إذا ما أضفنا إنتاج التعدين ضيق النطاق والحرفي إلى الإنتاج الرسمي، فإن السودان كان عام 2016 أكبر منتج للذهب في القارة بعد جنوب أفريقيا وغانا، وثاني أكبر مصدر إلى الإمارات العربية المتحدة بأسعار أقل بكثير من متوسط سعر الذهب السنوي، وأيضاً أقل بكثير من الحد الأدنى لسعر الذهب.
ومع تفاقم الصراع، سيطرت قوات الدعم السريع – بقيادة حميدتي على كامل المنطقة، وراحت تعمل على استخراج الذهب بكثافة، الأمر الذي جعل التنقيب المرتبط بالعصابات المسلحة هو الشكل السائد للتنقيب في المنطقة.
و للدعم السريع ذراع استثمارية هي شركة الجنيد ومن خلال الذهب ونشاط المرتزقة المعتمد رسمياً، أصبحت شركة الجنيد تكتلاً واسعاً تتعدد مجالاته من التعدين والحديد والصلب إلى الاستثمار والنقل.
ويشير الكثير من التقارير إلى أنّ شركة الجنيد كانت تبيع الذهب لشركة روسيلا الإماراتية، وأن المعاملات المالية كانت تجري عبر مصرف أبو ظبي الأول. ويوضح تقرير مجلس الأمن الدولي [1] عن السودان أن نحو 48 طناً من ذهب دارفور هُرب إلى الإمارات خلال الفترة الممتدة بين عامي 2010-2014.
أعلنت وزارة الطاقة والتعدين السودانية في آذار/مارس الماضي استئناف عمليات إنتاج الذهب من جبل عامر جاء ذلك بعد انسحاب شركة الجنيد من مربع التنقيب عن الذهب فيه. في الواقع، كانت قوات الدعم السريع قد بدأت لتوها بترتيبات لتسليم مناطق تعدين الذهب في جبل عامر، لكن لم يتم الإعلان عن أي شيء رسمياً.
“حرب خفية على الكنز المدفون”
يرى أبو بكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي بأن “لدى روسيا والقوى الغربية الكبرى مصالح سياسية واقتصادية وأمنية كبيرة في السودان. تخشى روسيا مثلا من أن يؤثر الصراع الحالي على التصديق على الاتفاقية بين موسكو والخرطوم، بشأن إنشاء مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان والذي يخطط له لكي يصبح قاعدة أو مركز لوجستي مهم للبحرية الروسية، لأنها تتيح إمكانية الوصول المباشر إلى جمهورية أفريقيا الوسطى غير الساحلية ومنطقة الصحراء والساحل حيث تعمل شركات التعدين الروسية. كما أن السودان يمثل الكنز المدفون للدول الكبرى فهو يعني 200 مليون فدان من الأراضي الزراعية الخصبة و11 نهر جاري و102 مليون رأس ماشية و400 مليار متر مكعب أمطار سنوية و1.4 مليون طن من اليورانيوم و6.8 مليار برميل من النفط و85 مليار متر مكعب من الغاز.
ويضيف الديب بأن السودان يحتل المركز الثاني في إنتاج الذهب على مستوى القارة الأفريقية إذ يبلغ إنتاجه السنوي أكثر من 90 مليون طن بقيمة تصل لخمسة مليارات دولار. وقد عرف أيضا بسلة غذاء العالم. أيضا تتعدد موارده من فضة ونحاس وغير ذلك بالتوازي مع موقع جيوسياسي حيث يعتبر البوابة للقرن الأفريقي. لذلك، فهنالك حرب خفية بين روسيا والصين من ناحية والغرب أي أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون على السيطرة والتواجد في دول أفريقية عديدة من بينها السودان وليبيا وأفريقيا الوسطى وموزمبيق ومالي. هو صراع مصالح ونفوذ وطمع في ثروات هذه البلدان كلها بالإضافة إلى تركيا التي تسعى لإيجاد مكان لها في السودان لتنطلق منه نحو بقية أفريقيا”.
وحسب الديب فإن “موسكو تسعى لاستكمال قواعدها العسكرية في البحر الأحمر وتقوية نفوذها في القارة الأفريقية ومشاركة ثروات السودان كاليورانيوم والذهب وموارد الطاقة والإمكانات الزراعية الهائلة عبر تواجدها العسكري هناك. قبيل اندلاع المعارك في السودان زار محمد حمدان دقلو (حميدتي) موسكو على رأس وفد رفيع في زيارة استغرقت 8 أيام لتكون الأطول لمسؤول سوداني كبير إلى روسيا الطامحة لنفوذ أكبر في السودان، وهي التي حافظت على كونها مصدر السلاح الرئيسي للجيش السوداني خلال حكم البشير. هناك تواجد عسكري روسي في أفريقيا الوسطى المجاورة للسودان وتتطلع روسيا إلى بناء قاعدة في الساحل السوداني المطل على البحر الأحمر لزيادة تأثيرها في القرن الأفريقي وتوسيع حضورها في مضيق باب المندب. بالطبع تخشى الولايات المتحدة الأمريكية من تزايد النفوذ الروسي أو الصيني في السودان وهي ترى في احتمال سيطرتهما عليه ليس مجرد تحذير من تهديد محتمل لمصالحها في المنطقة فحسب، بل مؤشر يدفعها إلى إعادة تقييمها لمصلحتها في السودان. لهذا السبب قام مسؤولون عسكريون أمريكيون كبار بزيارة السودان خلال الفترة القليلة الماضية”.
“شركات دولية تستحوذ على الذهب السوداني”
كما قال أبو بكر الديب إن “ذهب السودان يتميز بمعدلات تركيز عالية جدا إذ يحتوي كل طن من الخام المستخرج على 100 غرام من الذهب. هناك جهات دولية تعمل على سرقة ثروات السودان في غيبة من القانون الدولي”. وأوضح بأن الشركات العاملة في مجال التنقيب عن الذهب في السودان والبالغ عددها 423 شركة، “تستحوذ على حوالي 300 كلم مربع من أماكن الامتياز، عدا عما يتم إنتاجه بشكل غير رسمي”.
كما لفت الديب إلى أن “البنك المركزي السوداني أصدر في مارس/آذار 2022 تعميما لبنوك البلاد بحظر تصدير الذهب من الجهات الحكومية والأجانب الأفراد والشركات، وقصر عمليات التصدير على الشركات التي لديها امتياز عمل في مجال التعدين فقط، بل وقصر دور البنك المركزي في سوق الذهب على عمليات الشراء لبناء الاحتياطيات فقط”.
من جانبه، قال الرداد إن “السودان ينتج أكثر من 100 طن سنويا من الذهب يذهب منه فقط 30 طنا إلى خزينة الدولة فيما يتم تقاسم الباقي بين الرجلين القويين في البلاد، عبر خمس أو أكثر من خمس شركات تعمل في مجال التنقيب عن الذهب، تتبع هذه الشركات للصين، روسيا، إيطاليا، ودول أخرى. لكن الملفت للنظر هو أن روسيا تعمل عبر خطين متوازيين: شركات روسية تتبع للحكومة وأخرى تتبع لشركة فاغنر، ويبدو أن الأخيرة هي أحد أسباب الخلاف أيضا، يؤيد هذه الفرضية كون غالبية هذا الذهب يتم نقله بعد استخراجه إلى روسيا، وأيضا إلى الإمارات العربية المتحدة التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع السودان سواء مع الجيش أو قوات الدعم السريع”.
شبح فاغنر.. و”شركة خاصة لإمبراطورية حميدتي”
يساند فاغنر أيضا قوات الدعم السريع، حتى أن السودان بات بمثابة قاعدة خلفية أخرى لهم في المنطقة وكذلك مصدرا لتمويل المجموعة شبه العسكرية الروسية. فقد وقّعت مناجم الذهب التابعة لعائلة حميدتي عقودا مع شركات تعمل كواجهات لرئيس فاغنر يفغيني بريغوجين، وفق وزارة الخزانة الأمريكية.
في هذا الشأن، قال ألكس دوفال الخبير في الشؤون السودانية إن “المال والقتال قابلان للتبادل في السوق السياسية السودانية”. مضيفا أن “حميدتي يتاجر في الاثنين”. وهو يعتبر أن “قوات الدعم السريع باتت الآن شركة خاصة للمرتزقة عابرة للحدود وشركة لاستخراج وبيع الذهب والذراع المسلحة للإمبراطورية التجارية لحميدتي”. وفي حال ربح حميدتي الحرب “ستصبح الدولة السودانية فرعا لهذه الشركة العابرة للحدود” حسب نفس المصدر.
ويملك حميدتي ورقة اقتصادية قوية، إذ تدير قواته، وفق مركز أبحاث المجلس الأوروبي حول العلاقات الخارجية، العديد من مناجم الذهب في البلاد.
وتؤكد الولايات المتحدة أن قوات “فاغنر” وهي الذراع المسلح لروسيا في دول أفريقية عديدة، وتعمل في السودان التي تتواجد فيها منذ 2017 مع قوات الدعم السريع في تلك المناجم للاستحواذ على مواردها. و”كانت قوات فاغنر تعمل في السودان بعيدا عن الأضواء في لأن حاجة البلاد إلى مساعدة أمنية كانت أقل مما هي عليه في مالي أو جمهورية أفريقيا الوسطى” حسب المؤرخ الفرنسي والباحث في معهد العلوم السياسية بباريس رولان مارشال.
“مقبلون على حرب الممرات والمضائق”
من جانبه، أثار محمد الألفي الخبير في الاقتصاد السياسي موضوعا لافتا يتعلق بما أطلق عليه “حرب الممرات والمضائق” بين القوى الدولية الكبرى، وهو يقول في هذا الشأن: “تريد روسيا أن يكون لها قاعدة عسكرية بحرية تضمن لها وجودا في المياه الدافئة أي منطقتي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، المليئة بالثروات والكنوز والمواد الخام. كما أنها تسعى لمنع أمريكا من السيطرة على مداخل البحار والمحيطات. نحن مقبلون على حرب الممرات والمضائق وحرب المياه. روسيا تريد أن تكون متواجدة في المنطقة التي تضم مضيق باب المندب المعبر إلى البحر الأحمر ومن ثم المتوسط. وهي تريد أن تكون لها قاعدة في بورتسودان حتى لا تسمح للولايات المتحدة بالسيطرة على هذه المنطقة البحرية والمضائق والتي تتواجد فيها أصلا أغلب القوى الكبرى. هذا جزء من صراع النفوذ الحالي في العالم وهو معلن حتى في الاستراتيجية التي تحدث عنها بوتين مؤخرا. كما أن الصين موافقة على التحركات الروسية والهدف المشترك هو تشكيل العالم الجديد من عدة أقطاب”.
يضيف الألفي: “تصر روسيا وتضغط بصورة كبيرة حاليا لأن الولايات المتحدة تخطط لمزيد من الانتشار في البحر الأحمر حيث أرسلت فعلا بعض القوات الخاصة البرية والقطع البحرية تحت مسمى الإجلاء، لكنها تخطط لإبقائها، وقد رأينا تواصل بلينكن وحميدتي الذي دعا إثرها إلى التدخل الدولي. الولايات المتحدة تدعم حميدتي وهناك أخطار من انفصال إقليم دافور الغني والذي يمتد على مساحة مليون كلم مربع غنية بخام البترول واليورانيوم والغاز ومناجم كبيرة لاستخراج الذهب، ما سيسمح أيضا بتوسيع نفوذ حميدتي حتى مناجم الذهب في تشاد وأفريقيا الوسطى”. كما حذر الخبير في الاقتصاد السياسي من أن “ملف السودان قريب جدا مما يحدث في أوكرانيا. نحن مقبلون على صراع نفوذ دولي ينبئ بنشوب صراعات أكبر قد تخمد لفترة لكنها ستشتعل مجددا. المنطقة تتحضر لأمر كبير وسنرى تجمعا كبيرا لميليشيات مسلحة ما سيشكل مخاطر كبيرة على السودان ودول أخرى هي خصوصا ليبيا وتشاد ومصر والسعودية وحتى جيبوتي وإرتيريا”.
خارطة الذهب
يقول الخبير في قطاع التعدين والمناهض لتهريب الذهب السوداني، علاء الدين فيصل، إن قوات الدعم السريع قبل الحرب بفترة قليلة وضعت خططها وفق خارطة إنتاج الذهب الواقعة تحت سيطرتها لذلك فإن أي منجم للمعدن الأصفر في إقليم دارفور وغرب كردفان سيكون تحت سيطرة قوات دقلو في ظل احتماء الجيش بالعاصمة السودانية.
ويوضح فيصل، أن قوات الدعم السريع عندما تركز على عملياتها العسكرية ضد الجيش تضع في الاعتبار وضع “مناجم الذهب” خلف ظهرها لتمويل القتال الذي قد يستغرق سنوات أو إقناع الدول الحليفة بتمويلها بضمان الذهب.
يرى فيصل، أن جزء من أسباب حرب السودان يعود إلى “لعنة الذهب” وسباق الأطراف العسكرية للاستحواذ على المعدن الأصفر الذي بشكل أكبر إيرادات السودان منذ 2015 وزاد النشاط التعديني منذ هيمنة الجنرالات على السلطة الانتقالية ومن ضمن الأجندة السياسية حينما يتواصل العسكريين مع زعماء بعض الدول مثل روسيا ومصر والإمارات وهي ثلاثة دول لديها نفوذ على الطرفين المتحاربين.