الفاشر: سلافة محمد احمد
شهدت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور استقرارا أمنيا طيلة فترة الحرب التي امتدت لأكثر من سبعة أشهر، الأمر الذي جعل مواطني ولايات دارفور الأخرى والخرطوم اللجوء إليها لإسقرار الاوضاع فيها ، ولكن سرعان ما تحولت الي منطقة اشتباك بين الجيش و الدعم السريع استخدموا فيها الأسلحة الخفيفة و الثقيلة .
و حلق الطيران الحربي في سماء الفاشر، صباح الخميس لليوم الثاني ، وشن قصفا جوياً على أهداف بالمدينة مع تعالي أصوات المضادات الأرضية.
و عاشت مدينة الفاشر خلال الأسبوع الحالي معارك ضارية بين الجيش و الدعم السريع و خلفت القذائف تدميرا شاملا لمنازل المواطنين وتحولها إلى انقاض و العشرات من القتلي و الجرحي وسط المدنين ، كما انهارت مساعي لجان الوساطة الأهلية والمجتمعية في الحفاظ على استقرار المدينة وأمنها في أوقات سابقة وبلغ الإحتقان حده الأقصى في انتظار انفجار بركان المعارك الذي انطلقت شرارته بالفعل.
شهدت أحياء شمال وشرق الفاشر حركة نزوح كبيرة للمواطنين في أعقاب تبادل إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع، بجانب القصف الجوي بطائرات الأنتنوف على إرتكازات الدعم السريع، مما تسبب في تدمير عدداً من منازل المواطنين.
و شهدت مدينة الفاشر صباح اليوم هدوءً حذر بعد الإشتباكات التي دارت بين الجيش والدعم السريع و يتخوف سكان الفاشر من تجدد الصارع لا سيما بعد تصاعد وتيرة المعارك بين الطرفين.
الوالي يناشد
في الأثناء، ناشد نمر محمد عبدالرحمن، والي شمال دارفور، طرفي الصراع إمهال المواطنين ومنحهم الفرصة لمغادرة المدينة ومناطق الاشتباكات المحتملة إلى أماكن آمنة حفاظاً على أرواحهم قبل خوض الاشتباكات.
وأعرب في رسالة صوتية من مقر وجوده في جوبا، عاصمة جنوب السودان، عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في مدينة الفاشر التي نزح إليها الناس من عدد من المدن والولايات بحثاً عن الأمن.
وطالب الوالي، المواطنين بالابتعاد عن المقار والمرافق العسكرية، شاكراً لجنة وقف إطلاق النار الدائم والحركات المسلحة التي عملت بجهد وتفانٍ لتجنيب المدينة الاقتتال.
وكانت لجنة للوساطة والحكماء بالفاشر ظلت طوال الستة أشهر الماضية تتولى إدارة الأزمة بالتوسط بين طرفي الصراع لتجنيب المدينة المعارك لكن يبدو أن جهودها ارتطمت بواقع الصدام الحتمي هذه المرة.
الحاكم يطالب
غير أن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أكد أنه على تواصل مع جميع الأطراف لتفادي الحرب في مدينة الفاشر، عاصمة الإقليم المكتظة بالنزوح الكبير من مدن نيالا، وكتم، وطويلة، وكبكابية والجنينة وغيرها، فضلاً عن أنها باتت الشريان الوحيد لتغذية كل دافور.
وطالب مناوي في تغريدة على حسابه في منصة “إكس”، قوات “الدعم السريع”، بتفادي الهجوم على مدينتي الفاشر والجنينة “التي يوجد في كل شبر منها نازح”، أو أنها “نالت جزاءً لا تستحقه من القتل والتشريد”، مضيفاً “طالما المفاوضات جارية في جدة عليكم التركيز على التفاوض”.
وتستضيف الفاشر أعدادًا كبيرة من الفارين من العنف الذي شهدته ولايتي جنوب وغرب دارفور، علاوة على انها تأوي آلاف النازحين من ضحايا الحروب السابقة التي دارت بين الجيش والحركات المسلحة في الإقليم الواقع غرب البلاد.