بعد إعلان السيطرة علي الفرقة 16مشاة: دقلو يطالب المواطنين بالعوده لمنازلهم و يدعو حركات الكفاح المسلح لتشكيل قوة مشتركه لحماية المدنين بدارفور

متابعتات دارفور: نيالا

أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة نيالا ودعا قائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو من أمام قيادة الفرقة 16 مشاة بمدينة نيالا المواطنين للعودة فورا إلى منازلهم ومتاجرهم بدءا من الغد ويوجه قواته بحفظ الأمن والحفاظ على حياة المواطنين و في خطاب موجه من عبدالرحيم دقلو يدعو قوات (الحركات) المشتركة (المحايدة) بحفظ الأمن من نقاط تمركزها .

و طالب قواته بعدم مغادرة القواعد وسحب نقاط الارتكاز داخل المدينة كما طالب الشرطة ووكلاء النيابة بالعودة لمناطق عملهم ووجّه بالقبض على “فلول نظام المؤتمر الوطني” وإيداعهم في السجون تمهيدًا لتقديمهم للعدالة، كما وجه بإزالة جميع نقاط التفتيش التي ينصبها المسلحون في الشوارع أمام حركة المواطنين.

و ظهر نائب الدعم السريع عبدالرحيم دقلو امام بوابة مقر الفرقة 16 مشاة في نيالا عقب اعلان قواته السيطرة عليه فيما لم يعلق الجيش على تطورات الاحداث حتي الأن .

فيما أعلنت الدعم السريع عن تمكنها من الاستيلاء على مقر الفرقة 16 مشاة في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش السوداني فيما رفع علم الدعم السريع علي سارية الفرقة 16 مشاة.

و كشفت مصادر عن تعيين العقيد صالح الفوتي قائدًا لقيادة قوات الدعم السريع جنوب دارفور و مقرها قيادة الفرقة 16 مشاة سابقًا بنيالا و تعيين اللواء شرطة بشير آدم عيسي دوران مديرًا لشرطة الولاية.

حامية الفرقة16مشاة نيالا

وقالت المصادر إن الاشتباكات اندلعت منذ ثلاثة أيام بين الطرفين وأضافت المصادر أن الدعم السريع استخدم أسلحة ثقيلة في هجومه على المقر، مما أدى إلى سقوط الاف القتلى والجرحى من الجانبين.

و نوه بيان الدعم السريع إلى أن “مدينة نيالا شهدت خلال الفترة الماضية من الحرب عمليات تدمير ممنهجة من خلال القصف الجوي والمدفعي الذي استهدف به الجيش الأحياء السكنية والمنشأت العامة مما تسبب في مقتل المئات وتشريد ألاف السكان”.

وبثت منصات قوات الدعم السريع عدد من مقاطع الفيديو يظهر فيها قائد ثاني القوات عبد الرحيم دقلو وعدد كبير من جنوده وهم يتجولون في مواقع داخل الفرقة 16 مشاة.

ومنذ نحو ثلاثة أيام إزدادات المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدينة نيالا عقب هجمات مكثفة شنتها الأخيرة للسيطرة على قيادة الفرقة 16 مشاة.

ومنذ بدايات أكتوبر الجاري رمت قوات الدعم السريع بكل ثقلها في نيالا حيث استنفرت ألاف المقاتلين من ولايات وسط وغرب وشرق دارفور من أجل مساندته في إسقاط قيادة الجيش في جنوب دارفور.

وتأتي أحداث نيالا أمس بالتزامن مع استئناف مفاوضات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقال بيان أصدره المتحدث باسم قوات الدعم السريع إن “ قوات الدعم السريع كسرت اليوم شوكة مليشيا البرهان وفلول المؤتمر الوطني الإرهابي بالسيطرة التامة على الفرقة 16 مشاة نيالا بولاية جنوب دارفور”.

وأوضح المتحدث أن قواتهم كبدت الجيش خسائر كبيرة في الأرواح تجاوزت 2000 قتيل، وتدمير آليات عسكرية ضخمة، والاستيلاء على كل العتاد العسكري.

وأشار إلى أن الاستيلاء على فرقة الجيش بنيالا يعني سيطرة الدعم السريع على الولاية الثانية في الترتيب بعد الخرطوم، إضافة إلى سيطرتهم على الولايات الأخرى في كردفان ودارفور ومساحات كبيرة من ولايات الجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل – طبقا للبيان.

وتعد قيادة الفرقة 16 مشاه بمثابة رئاسة قيادة المنطقة الغربية للجيش السوداني في إقليم دارفور، حيث يوجد بها عدد من الكتائب منها المدفعية والمهندسين وسلاح المدرعات، وتأخذ ولاية جنوب دارفور أهميتها لموقعها الاستراتيجي ومجاورتها لدولتي جنوب السودان وأفريقيا الوسطى.

ورأى البيان أن انتصار الدعم السريع يمثل حدا فاصلا بين دولة الظلم والاستبداد والمحسوبية، وبين الدولة السودانية الجديدة التي يشارك جميع السودانيين في بنائها بما يتوافق مع تطلعاتهم المشروعة في الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية وفقا للبيان.

و قال مواطن من جنوب دارفور فضل حجب إسمه ” لا نعلم أن الدعم السريع بإستطاعتة توفير الحماية والأمن للمواطنين وهل يستطيع السيطره علي جنوده من انتهاك اعراض وحياة الناس أم انه خطاب سياسي انشائي موجه لبث الطمأنينه في قلوب المواطنين فقط .

و بحسب سودان تربيون قال قائد ميداني ان قائد ثاني القوات عبد الرحيم دقلو ابتدر أوائل الشهر الجاري مفاوضات وصفها بالشاقة مع عدد كبير من الضباط والجنود من أجل ترك القتال في صفوف الجيش بولاية جنوب دارفور وأضاف “أن جهوده تكللت في إقناع عدد كبير من العسكريين للانضمام لقواته آخرهم دفعة انحازت أمس الأربعاء لقوات الدعم السريع”.

وكشف عن توسط عبد الرحيم دقلو لقيادات أهلية بينهم عمد يتبعون لقبيلة المسيرية بغرض التواصل مع قائد الفرقة 16 مشاة اللواء حسين محمد جودات لاقناعه بتسليم القيادة دون جدوى ، و تابع “ما حدث اليوم نتيجة طبيعية لتعنت قائد الجيش في نيالا ورفضه لخيار التسليم”.

قيادة الفرقة 16مشاة نيالا

تحذير من النموذج الليبي

بدورها حذرت هيئة محامي دارفور، وهي مجموعة حقوقية معنية برصد الانتهاكات من تكرار النموذج الليبي عقب سقوط قيادة الفرقة 16بولاية جنوب دارفور.

وقال بيان أصدرته الهيئة الحقوقية إنه حسب شهود عيان فإن حامية نيالا في قبضة الدعم السريع وقائد ثاني القوات عبد الرحيم دقلو موجود بالمدينة.

وأشار إلى أن الهيئة ظلت تحذر كل الأطراف من مآلات الأوضاع ونتائجه‍ا المدمرة وتكرار نموذج ليبيا وحفتر بالبلاد ولكن الجهات المعنية ظلت تتعامل باستهتار شديد – طبقا للبيان.

وطالبت الهيئة كل المكونات الشعبية والاجتماعية خاصة رموز المدينة والشباب والمرأة والطلاب ولجان الطوارئ بولاية جنوب دارفور ومدينة نيالا بالعمل على إيقاف الإنجرار تجاه شعارات الحرب والدمار والبحث في كافة الوسائل السلمية التي تجنب دارفور والبلاد مزيدا من الخراب والدمار.

معارك في الفاشر

إلى ذلك تزامنت معارك الأمس للسيطرة على مقر قيادة الجيش في نيالا مع معارك اخرى في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، و دارت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة ، وطبقا لمصادر محلية فإن ثلاثة مدنيين على الأقل سقطوا قتلى جراء تبادل القصف المدفعي إلى جانب إصابة آخرين بجراح متفاوتة.

وقال الجيش السوداني في تعميم بثه على صفحته الرسمية بفيسبوك إن الفرقة السادسة مشاة بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور صدت هجوما من قوات الدعم السريع أمس الخميس و أكد الجيش في بيان أن قواته كبدت القوة المهاجمة من الدعم السريع خسائر كبيرة.

ضعف موقف الجيش في المفاوضات

قبل ساعات قليلة من بدء المحادثات السودانية في جدة أصدرت قوات الدعم السريع بيانا أعلنت فيه سيطرتها على مقر قيادة الجيش بمدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، وكبدت جنود الفرقة 16 خسائر فادحة في الأرواح بلغت نحو ألفي قتيل، وتدمير آليات عسكرية ضخمة، والاستيلاء على كل العتاد العسكري، وهو ما اعتبرته “كسرا لشوكة ميليشيا (قائد الجيش السوداني عبدالفتاح) البرهان وفلول المؤتمر الوطني الإرهابي”.

وتضعف سيطرة الدعم السريع على هذه المدينة في جنوب دارفور، وهي الولاية الثانية في الترتيب بعد الخرطوم، موقف الجيش في مفاوضات جدة وعلى أرض الواقع، نظرا إلى أهمية نيالا إستراتيجيًّا، خاصة عقب تمدد قوات الدعم السريع في أماكن واسعة ضمن ولايات كردفان والجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل.

ويرى مراقبون أن تداعيات الحرب على غزة ستمثل ضغطا على موقف الجيش السوداني؛ إذ سيكون انشغال أهم دولتين يعول عليهما الجيش في دعمه عسكريا، هما تركيا وإيران، بهذه الحرب على حساب مساندة الجيش.

وستلقي التطورات الميدانية بظلالها على محادثات جدة، لأن قوات الدعم السريع دخلتها ومعها مكاسب عسكرية غنمتها أخيرا، ما يمكّنها من إسماع الطرف الآخر كلمتها السياسية خلال المفاوضات، أو على الأقل عدم الرضوخ لمطالب الجيش، وإظهار ممانعة شديدة تجاه الضغوط التي قد تمارس عليها ، وحثت السعودية كلا من الجيش والدعم السريع على وقف القتال واستئناف ما تم الاتفاق عليه في إعلان جدة و”الالتزام بحماية المدنيين في السودان”.

وقالت وزارة الخارجية السعودية الخميس إن المملكة “تؤكد حرصها على وحدة الصف وأهمية تغليب الحكمة ووقف الصراع لحقن الدماء ورفع المعاناة عن الشعب السوداني”، وتأمل “التوصل إلى اتفاق سياسي يتحقق بموجبه الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه الشقيق” ، ولم تنجح حتى الآن كل محاولات الوساطة، بما فيها الأميركية – السعودية، في إحراز أي تقدم على طريق وقف الحرب، وأقصى ما توصلت إليه هو فترات قصيرة من وقف إطلاق النار.

وأوضح عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير اللواء كمال إسماعيل أن “المفاوضات من الطبيعي أن تستمر في ظل الحرب، لأنها لم تتوصل بعد إلى وقف إطلاق النار، لكنها تسعى من أجله كخطوة أساسية لها أولوية، وسيطرة الدعم السريع علي الفرقة 16 في نيالا سيتم إدراجها ضمن الموقف العام لقوات الطرفين”.

وأضاف أن “تفوق أحد الطرفين المتصارعين أمر تحدده النتائج النهائية، وهذا النوع من المعارك يطول بسبب التعقيدات على الأرض والتدخلات الخفية والمعلنة”.

وانهارت جولة المفاوضات السابقة في يونيو الماضي بعد انسحاب وفد الجيش من المحادثات، احتجاجا على ما وصفه بـ”رفض الدعم السريع إخراج قواتها من المنازل السكنية والمؤسسات الحكومية العامة”، في حين اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بالسعي إلى محاولة إفشال منبر جدة وتغليب الحل العسكري.

التطورات الميدانية ستلقي بظلالها على محادثات جدة، ومكاسب قوات الدعم السريع ستمكنها من إبطال شروط الجيش

وبحسب “العرب” ذكر المحلل السياسي السوداني محمد تورشين أن التصعيد الميداني يرتبط ببدء محادثات جدة، وأن كل طرف سيكون حريصًا على تحسين موقفه الميداني كي يستطيع جني مكاسب كبيرة مع وجود تباين في الأجندة التفاوضية لدى كل طرف ، و إن “الجيش يسعى للتطرق إلى الملفات الإنسانية والأمنية والعسكرية، وتقرّ قوات الدعم السريع بضرورة مناقشة الملف السياسي والعودة إلى إعلان المبادئ ومناقشة مدى الالتزام به باعتبار أن الخلاف حوله تسبب في إيقاف المباحثات، وكل طرف يحمّل الطرف الآخر مسؤولية الإخفاقات التي قادت إلى الحرب”.

ولفت تورشين إلى أن قوات الدعم السريع، رغم أنها حققت انتشارا أوسع في الخرطوم، لم تحقق أهدافها العسكرية كاملة، مثل السيطرة على سلاح المدرعات والقيادة العامة، ومن المتوقع أن تذهب إلى إقليم دارفور وتحديدا غرب دارفور بما لها من حضور وسيطرة واسعة هناك بعد سيطرتها على المنطقة العسكرية، ثم الاتجاه إلى شمال دارفور عبر الفاشر، وأخيرا الاتجاه جنوبا إلى نيالا.

وقبل تعليق المباحثات السابقة في جدة ازدادت خيبة أمل الوسطاء بسبب إحجام الجانبين عن محاولة التوصل إلى هدنة مستدامة.

ورأى خبراء أن البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) اختارا بدلا من ذلك حرب الاستنزاف، على أمل انتزاع تنازلات أكبر على طاولة التفاوض فيما بعد.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي ساعد في الوساطة في بداية الأزمة، قد وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المفاوضات خلال زيارته إلى السعودية مؤخرا لبحث قضية الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال مسؤولون أميركيون معنيون بأزمة السودان إن المفاوضات، وهي الأولى منذ انهيار الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال في يونيو، هدفها التوصل إلى وقف إطلاق النار، لكن من السابق لأوانه مناقشة حل سياسي دائم.

وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم كشف هويته، الأربعاء إلى أن “الجولة الجديدة ستركز على ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتحقيق وقف لإطلاق النار وإجراءات أخرى لبناء الثقة”.

وترى خلود خير، مؤسّسة مركز “كونفلوانس أدفايزوري” البحثي في الخرطوم، أن طرفي النزاع لم يكتفيا من الحرب بعد و كتبت الخميس على منصة إكس أن قرار إحياء المحادثات يستند إلى افتراض أن الجيش وقوات الدعم السريع “اكتفيا من القتال بسبب الانهيار الوشيك للدولة والمعاناة والبؤس”.

من جهتها قالت أميرة عبدالحليم، خبيرة الشؤون الأفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، إنّ طرفي النزاع “أصابهما الإنهاك” و أضافت “لذلك شرعا في البحث عن أفق للخروج من مأزق الصراع ووافقا على الانخراط في المفاوضات مرة أخرى”.

لكنّها قالت أيضا إنّ “الوصول إلى حل يرتبط بقدرة الأطراف الإقليمية والولايات المتحدة على ممارسة ضغوط حقيقية لوقف إطلاق النار”، مشيرة إلى أنّ ذلك مرتبط بما إذا كانت لدى الأطراف الخارجية “رغبة في تسوية الصراع والحد من الخسائر البشرية”.

إطلاق سراح أسري القوات المسلحة و قوات نظامية آخري

و أعلنت قوات الدعم السريع بالسودان، اليوم الجمعة، عن إطلاق سراح 265 أسيرا من القوات المسلحة السودانية وقوات نظامية أخرى، قائلة إن الخطوة تأتي تعزيزًا لبناء الثقة وتأكيدًا على رغبتها في إنجاح التفاوض.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها إنها وجهت بإطلاق سراح 265 من أسرى القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، بالتزامن مع بدء المباحثات بمنبر جدة لإنهاء معاناة الشعب بسبب الحرب.

وذكر البيان أن قوات الدعم السريع تخوض الحرب الحالية لأجل أن تكون آخر الحروب في البلاد بما يفتح الطريق لإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة تحقق السلام العادل والشامل وترفع الظلم والتهميش.

وأكد البيان أن إنهاء الحرب، يقتضي مخاطبة جذور الأزمة في السودان ومعالجتها على نحوٍ يرفع المظالم التاريخية ويرد الحقوق، ويحقق الانتقال السلمي الديمقراطي والسلام المستدام.

و كشفت مصادر لمتابعات دارفور ان هناك تمركز للجيش السوداني بحي الجير غرب القيادة مباشرة و حي تكساس جنوب القيادة فيما تتمركز قوات الدعم السريع داخل قيادة الفرقة 16 مشاة و بقية أحياء مدينة نيالا مع هدؤ مشوب بالحذر .

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد