إعادة تدوير الحرب الي الريف لصالح من؟…3

بقلم: محمد عثمان


سقوط قيادة الفرقه 16مشاة بنيالا يمثل انكسار العمود الفقري للجيش السوداني ويعزز من الموقف التفاوضي للدعم السريع و بحسب التوقعات ستشهد نيالا استقرار أمني الا في حال عودة الجيش للهجوم مره اخري .

جنوب دارفور بطبيعتها منطقه استراتيجيه للقوتين فهي ارتكاز لكل جيش الغربيه ومقر استراتيجي للامداد العسكري للجيش السوداني كما أنها موقع استراتيجي عسكري للدعم السريع من حيث العتاد العسكري والجنود .
اذا استطاع الدعم السريع توفير الأمن بنيالا مع العلم أن غالبية ان لم تكن جملة المحليات بالولايه يسيطر عليها الدعم السريع أن استطاع توفير أمن للمواطن ستكون هذه الخطوه طعنه في صميم قلب القوات المسلحه بالولايه عندما تمركزت وتحصنت داخل قيادتها وتركت المواطن يعاني الموت بالقصف العشوائي والنهب والسلب في الاحياء طيله أمد الحرب لم يستطيع الجيش الخروج من قيادته لحماية المواطنين وكان المنوط به ذلك.

تجربه كرشوم في غرب دارفور ربما تكون هي النموذج الذي يطبقه الدعم السريع في نيالا مع الاخذ في الاعتبار الاختلافات الكبيره بين جنوب وغرب دارفور لكن ما يؤكد هذه الفرضيه هو ان جنوب دارفور غالبيه سكانها من حوض البقاره والتي تمثل الولايه لهم الموقع الجغرافي أو الرصيد الذي من خلاله يمكن منافسه بقيه الولايات .

سقوط الفرقه 16 مشاه ليس سقوطا لنيالا باكملها ولكن ما هو أخطر هو ان استخبارات الجيش سوف تنشط في الفترات المقبله علي خلق فتن بين القبائل في ريفي نيالا ومحلياتها للضعف من عمليات استتباب الأمن وخلق شرخ بين المكونات التي تدعم الدعم السريع كما يحدث الآن بين السلامات والبني هلبه جوله عبد الرحيم دقلو في الأسابيع الماضيه بمحلية عد الفرسان كانت محاولة لكسر تمدد الاستخبارات العسكريه لصالح الدعم السريع ووجود دقلو الصغير بنيالا الآن ربما يعزز من فرضيه استتباب الأمن بشكل جزئي يوفر للمواطنين إمكانية الحركه
الحرب في جنوب دارفور ربما هي الاكثر تكلفه لطرفي الحرب والمواطنين ايضا هذه التكلفه ربما يدفع ثمنها الجيش اضعافا في حالة تكرار الهجوم ويدفع الدعم السريع اضعافا مضاعفه في حالة عدم التمكن من السيطره علي منسوبيه داخل مدينة نيالا وبالاخص خارجها.
سقطت قيادة نيالا ولكن لم تسقط الحرب ولم تنتهي بعد وما هو قادم أسوأ
أين ذهبت بقيه قوة الجيش التي خرجت من قيادة الفرقه 16 مشاه اليوم والي أين اتجهت وثم ماذا بعد هذا ؟

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد