تأثر الأوضاع بجنوب كردفان و إغلاق للطرق القومية من الحركة الشعبية و قوات الدعم السريع

تقرير جنوب كردفان

ظلت الدائرة الامنية تضيق الي حد الاختناق والحصار الذي ضرب مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان وذلك منذ اعلان الحركة الشعبية جناح الحلو بدأ عمليتها العسكرية ضد الجيش السوداني في منتصف يونيو الماضي من هذا العام واسقاطها لعدد من المعسكرات والمناطق العسكرية التابعة للجيش السوداني لاسيما في المناطق الواقعة جنوب المدينة شرقها ، وهي مناطق ظلت القوات المسلحة مسيطرة عليها وعززت بقائها ودفاعاتها فيها منذ العام ٢٠١١م .
تأتي محاولات الحركة الشعبية لدخول مدينة الدلنج بغية إسقاطها والاستيلاء عليها ولكنها محاولات تصدت لها القوات المسلحة مما جعل الحركة الشعبية تلجأ الي طرد القوات العاملة في تأمين الطريق القومي الرابط بين مدينتي الدلنج و كادقلي وتعزيز تواجدها في الطريق ساعدها في احكام حصارها لفتره طويلة لحامية مدينة الكرقل وهي اكبر الحاميات العسكرية علي امتداد الطريق القومي ، انسحبت القوات المسلحة من تلك الحامية دون أي اشتباك الي منطقة التقاطع ٣٧ كيلو م شمال كادقلي.
وبذلك ظلت قوات الحركة الشعبية تسيطر علي كامل الطريق القومي وقد قررت الأجهزة الأمنية إغلاقه نهائيآ مع العلم انه خط الإمداد الوحيد للسلع والمواد التمونية والاستراتيجية للولاية لاسيما الأدوية والوقود .
فاقم من ذلك الو ضع سيطرة قوات الدعم السريع لمحلية القوز (الدبيبات) وتعزيز وجودها وإنهاء كل مظاهر الدولة هناك بطرد كل الأجهزة الأمنية وإغلاق المؤسسات الحكومية والمنظمات ونهب ما فيها وتخريب بعضها وفرض امر واقع للمواطنين يجب القبول به أو الفرار .
كل هذه التداعيات وغيرها يضاف إليها زحف قوات الحركة الشعبية مؤخرا نحو مدينة كادقلي واحتضانها للمطار الذي جعلته عرضة لمرمي نيرانها مما ادي الي خروج المطار من الخدمة وقد تم الاستعاضة عنه بمطار بليلة بغرب كردفان للأغراض العسكرية فقط للإمداد ونقل جرحي العمليات الي كوستي .
و هاجمت الحركة الشعبية مدينة كادقلي يومي ١٤ و١٧ أغسطس في محاولة منها لاسقاط قيادة الفرقة ١٤ والاستيلاء علي كامل المدينة لكنها محاولة تصدت لها القوات المسلحة وكبدتها خسائر في ذلك ولكن لا زالت تحاصر المدينة وتضرب عليها طوقا امنيا قيدت فيه حركة التنقل وضيقت من المساحات الامنه لحركة المواطنين مما جعل سكان بعض الأحياء خاصة الشرقية من المدينة الي مغادرة منازلهم وترك مزارعهم لدواعي وجود قوات الحركه الشعبيه بالقرب منهم مما يجعلهم عرضة للقصف المدفعي .

شبه مجاعة تضرب المدينة:
تداعيات الحرب الدائرة بالسودان لها تأثيرها الواضح علي مجمل الأوضاع الإنسانية أسفر ذلك علي خلق وضع كارثي في ولاية جنوب كردفان كادقلي ضاعف من ذلك إغلاق الطريق القومي وخروج المنظمات الإنسانية من العمل وإغلاق مكاتبها خاصة وان الولاية تستضيف نازحي منطقة لقاوة و إنعدام وصول المساعدات الإنسانية وضعف الامكانيات الحكومية للاستجابة للخدمات الأساسية منعدمة تماما.
يضاف لذلك شبه المجاعة الذي ضرب المواطنين في ظل الغياب القسري لشركاء العمل الإنساني من المنظمات الوطنية والدوليه والارتفاع الجنوني لاسعار المواد الغذائية لا سيما الذرة حيث بلغت سعر جوال الذرة ٧٠ الف جنيه في المدينة
و شح وانعدام السيولة خاصة وان العاملين بالدولة لديهم ٥ شهور لم يصرفوا رواتبهم الشهرية مما ترتب عليهم وضع كارثي .
و كشف مفوض العون الانساني بالولاية عبدالله خميس تيه عن تأثر الوضع الانساني جراء الاحداث والحرب التي دارت منذ 15 أبريل من الشهر الماضي وادت الي اغلاق طريق الأبيض الدلنج من قبل قوات الدعم السريع بجانب هجمات الحركة الشعبية جناح الحلو وقصفها لمدينة كادقلي والمدن الاخرى وإغلاق الطريق القومي كادقلي الدلنج ونتيجة لذلك تاثر حوالي 11 الف اسرة نازحين وعائدين على مستوى الولاية.
وكشف عبدالله عن نزوح ثلاثة الف أسرة بمحلية كادقلي داخل المدارس والمؤسسات الأخرى حيث يعانون من عدة اشكاليات متمثلة في الصحة و الإيواء والغذاء والكساء أضافة لاكثر من ثلاثة الاف اسرة بعدد من المناطق في حاجة الى مساعدات انسانية.
وقال ان هناك عدد من التحديات تواجه الوضع الانسانى والمفوضية والشركاء من المنظمات العاملة بالولاية.
و علي ذات الصعيد هناك محاولات للتنسيق للمنظمات العالمية في المجال الإنساني بضرورة ايصال المساعدات للمتضررين من الأحداث وبدأت المساعدات تنساب علي المحتاجين وقد حددت الأولوية للمناطق الأكثر حاجة بما فيها المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية بدأت بالدلنج ودلامي وهبيلا والدبيبات وقد نفذت بالفعل ولم تصل الحصة الثانية بقية المتأثرين بالحرب .

تدهور الوضع الإقتصادي :
شكل خروج بنك السودان المركزي بالولاية عن العمل تخوفا في نفوس التجار وعملاء البنوك وقد اثر ذلك بصورة واضحة في أداء النظام المصرفي وتحفظ العملاء فأصبحت كل العمليات المصرفية تتم خارج البنوك عبر تطبيق بنكك مثل سائر ولايات السودان الاخري او اي صيغة تعامل مناسبة وبذلك خرجت البنوك والمصارف من العمل.
يضاف لذلك هروب الكتلة النقدية منها وتوجهها صوب سوق النعام و هو سوق حدودي مع دولة الجنوب يتم التبادل التجاري فيه نقدا بعيدا عن أي نظام مصرفي مما يحتاج لكتلة نقدية كافية في عمليات البيع والشراء ويحبذ في ذلك العملات الأجنبية الدولار حسب اراء التجار المحليين.
فشكل هذا السوق ركيزه للمصارف والبنوك بالولاية و تدار الكتلة النقدية خارج اروقتة النظام البنكي.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد