متابعات دارفور : أقاليم
تم الإعلان منذ بضعة أشهر عن إنشاء قاعدة عسكرية روسية في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وتنازلت السلطات في بانغي عن أرض لموسكو في بيرينجو الواقعة على بعد 80 كيلومترا من بانغي لإقامة قاعدة كبيرة قادرة على استيعاب ما يصل إلى 10 آلاف جندي. سيكون لهذا موقع استراتيجي في القارة وسيمثل عودة روسيا العسكرية إلى القارة.
لقد مرت أشهر منذ أعلنت وسائل الإعلام عن إنشاء قاعدة عسكرية روسية في جمهورية أفريقيا الوسطى. ويبدو أن المشروع متقدم بشكل جيد. وبحسب موقع سبوتنيك الروسي، فقد تنازلت سلطات أفريقيا الوسطى عن موقع مخصص بالقرب من بانغي لروسيا.
حيث يوجد مطار دولي، و سكنات عسكريه يُعتقد أنه موقع جيد للاتحاد الروسي لبناء قاعدة عسكرية كبيرة يمكن أن تستوعب 10 آلاف جندي روسي”.
بالنسبة لسلطات أفريقيا الوسطى، ستفيد هذه القاعدة جنود أفريقيا الوسطى الذين سيستفيدون من التدريب المناسب من الجنود الروس. وبالإضافة إلى التدريب العسكري، تعتمد السلطات في بانغي على الجنود الروس في مجالات معينة: التدريب على تأمين المنطقة، ونقل الانضباط العسكري واحترام حقوق الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة لهذا البلد الذي يواجه تمردات عسكرية، فإن الوجود الروسي الذي سمح للحكومة بضمان بقائها واستعادة أجزاء من الأراضي التي كانت في أيدي حركات تمرد مختلفة، هو ضمان البقاء.
ولكن بعيداً عن المزايا التي يمكن لجمهورية أفريقيا الوسطى أن تستمدها من هذه المؤسسة، فإن وجود قاعدة في القارة يمثل مكاسب لا يمكن إنكارها بالنسبة لروسيا.
وبعد عودة روسيا الدبلوماسية وتقدمها الاقتصادي، ترغب روسيا أيضاً في العودة على المستوى العسكري إلى أفريقيا، حيث كانت حاضرة بقوة خلال فترة الحرب الباردة، وخاصة في جنوب وشرق أفريقيا.
وإذا كانت مجموعات فاغنر شبه العسكرية لعبت حتى الآن دورًا أساسيًا في بعض البلدان التي تواجه تمردات وجماعات إرهابية (جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي والسودان وموزمبيق وغيرها)، فإن موسكو ترغب بشكل خاص في أن تكون لها قواعد عسكرية في القارة حيث ستتمكن من ذلك. لحصر جزء من قواتها العسكرية وأسلحتها الاستراتيجية، كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة التي تستفيد من القواعد العسكرية في كل مكان في العالم تقريباً.
ولهذا السبب تعمل روسيا على زيادة الاتفاقيات والتعاون العسكري مع العديد من الدول الأفريقية، مع إيلاء اهتمام خاص لإنشاء القواعد العسكرية. وبحسب تقرير للخارجية الألمانية بعنوان “طموحات روسيا الجديدة في أفريقيا”، فإن موسكو تريد أن يكون لها 6 قواعد عسكرية في القارة، تستهدف بشكل خاص مصر وإريتريا ومدغشقر وأفريقيا الوسطى والسودان وليبيا.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا لها حاليًا وجود عسكري في عدد من دول القارة عبر قوات فاغنر شبه العسكرية. وهذا هو الحال في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي والسودان وليبيا. ويتواجد حاليا وفد نيجيري في موسكو، وهناك حديث أيضا عن تعاون عسكري لا تزال معالمه غامضة.
وبالنسبة لجمهورية أفريقيا الوسطى، فهي قاعدة بحرية استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي. ونظرًا لموقعها الجغرافي الجيد، فإنها ستسمح للعديد من الجنود الروس بالتمركز هناك.
إن وجود قاعدة عسكرية كبيرة من المتوقع أن تحتوي على ما بين 5000 و 10000 جندي سيسمح لروسيا بتعزيز وجودها ودعمها العسكري للدول الأفريقية التي تدعم أنظمتها ضد أي زعزعة للاستقرار.