متابعات دارفور : جيبوتي
بعد تأجيل مؤتمر دعت له منظمة إيقاد في جيبوتي إلى يناير المقبل، وصل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة جيبوتي للقاء رئيس البلاد رئيس الدورة الحالية لمنظمة إيغاد لبحث تطورات الأوضاع في السودان.
واستقبل رئيس جيبوتي دقلو الذي بدأ الأسبوع الماضي جولة في شرق أفريقيا شملت أوغندا وإثيوبيا ومن المرتقب أن تشمل لاحقا العاصمة الكينية نيروبي.
وقال دقلو عبر حسابه على منصة إكس “سعدت اليوم بزيارة الشقيقة جمهورية جيبوتي ولقاء الرئيس عمر جيلا”. وأضاف قدمت له شرحًا لتطورات الأوضاع في السودان في ضوء الحرب الجارية الآن”.
وتابع “طرحت على الرئيس جيلي رؤيتنا لوقف الحرب والوصول الى حل شامل ينهي معاناة شعبنا العظيم”.
وأردف “أكدت التزامنا التام بمخرجات مؤتمر رؤساء الإيغاد واستعدادنا غير المشروط للتفاوض لتحقيق السلام العادل والشامل”.
وتأتي هذه الزيارة، بعد تأجيل لقاء كان من المفترض أن يجرى في جيبوتي مع قائد الجيش الجنرال عبدالفتاح البرهان، لأسباب قيل إنها فنية، لكن مراقبين يعتقدون أن التأجيل مرتبط باستمرار التباعد بين الجنرالين، وفي علاقة بما يجري على الأرض لجهة دفع قيادة الجيش ومن خلفها فلول النظام السابق نحو تفجير حرب قبلية، عبر دعوات التجييش وتسليح المدنيين.
ويرى مراقبون أن الاستقبال الرسمي الذي حظي به دقلو خلال زيارته إلى جيبوتي وإثيوبيا وأوغندا والحفاوة التي لقيها يعكسان عمق العلاقات التي تربط قائد قوات الدعم السريع مع بلدان شرق أفريقيا.
وينسف الاستقبال الرسمي الذي حظي به دقلو في عواصم جيبوتي وأديس أبابا وكمبالا جهود البرهان في التسويق لنفسه على أنه الممثل الوحيد للدولة السودانية في الخارج.
ويشير المراقبون إلى أن دقلو ظهر خلال هذه الزيارات في موقع الطرف القوي والواثق، وهذا يعود إلى الإنجازات العسكرية التي حققتها قواته خلال الفترة الماضية وآخرها سيطرتها على ولاية الجزيرة وسط السودان، وهي خطوة تمهيدية لطرق أبواب شرق البلاد التي يتخذها الجيش معقلا له.
ويعتقد المراقبون أن دقلو، وإن بدا حريصا على تحقيق السلام، فإنه سيمضي قدما في المسار العسكري في حال ظل البرهان على موقفه من إنهاء الحرب.
وأعلنت جيبوتي، السبت، أنها ستمهد الطريق للحوار السوداني، وتستضيف الأسبوع المقبل اجتماعا وصفته بـ”الحاسم”.
وقال وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف عبر حسابه بمنصة “إكس” إنه “في الأسبوع المقبل ستقوم جيبوتي بصفتها رئيسة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) بتمهيد الطريق للحوار السوداني وتستضيف اجتماعا حاسما”، دون مزيد من التفاصيل.
و”إيغاد”، منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، تأسست في 1996، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم دولا من شرق أفريقيا، تتمثل في: إثيوبيا وكينيا، وأوغندا، والصومال، وجيبوتي، وإريتريا، والسودان، وجنوب السودان.
والأربعاء، أعلنت الخرطوم، أن جيبوتي أبلغتها بتأجيل لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، مع قائد قوات الدعم السريع إلى يناير المقبل، وذلك بعد تعذر لقاء الطرفين المزمع بالعاصمة جيبوتي، الخميس الماضي، لوضع حد لحرب اندلعت بين الجانبين منذ أبريل الماضي.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، حربا خلَّفت أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ وفق الأمم المتحدة.