تزايد الاعتقالات… الصحفيون في دارفور تحت الخطر

متابعات دارفور: زالنجي

كشفت مصادر موثوقة لـ”متابعات دارفور”، السبت، أن قوة أمنية تابعة للسلطات المسيطرة في ولاية وسط دارفور، نفذت اعتقال جديد طالت الإعلامي مصطفى فضل المولى، المدير السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون بالولاية.

وبحسب المصادر، اقتحمت القوة المسلحة مقر إقامة فضل المولى في مدينة زالنجيشض، وقامت باقتياده إلى وجهة غير معلومة، ومنعت ذويه من التواصل معه أو زيارته، في ظل حالة من القلق التي تسود أسرته وزملائه في الوسط الإعلامي.

وأوضحت المصادر أن مصطفى كان قد توقف عن ممارسة عمله في إذاعة زالنجي منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، مفضلاً التزام منزله وتجنب أي نشاط علني، إلا أن ذلك لم يحمه من الاعتقال.

وفي السياق ذاته، لا يزال الصحفي الرشيد جراد رهن الاعتقال، حيث تم القبض عليه أواخر يوليو من سوق أرديبا بمدينة الجنينة بواسطة قوات الدعم السريع، قبل أن يُنقل لاحقًا إلى سجن “داغرس” جنوب نيالا. ووفقًا لتقرير صادر عن المعهد الدولي للصحافة (IPI)، فإن الرشيد محتجز منذ أكثر من شهرين دون أي تهمة رسمية، وسط منع عائلته من زيارته أو معرفة تفاصيل وضعه القانوني، في ما اعتبرته منظمات حقوقية اعتقالًا تعسفيًا يجب أن يتوقف فورًا.

الرشيد جراد يُعد من أبرز الأصوات الإعلامية في الإقليم، حيث عمل مديرًا لإذاعة “دارفور 90.3 FM” ومراسلًا لعدد من القنوات الإقليمية. ويقول زملاؤه إن استهدافه يُظهر أن الصحفيين في دارفور باتوا هدفًا مباشرًا لحملات الترهيب.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه ولايات دارفور، وخاصة وسط وغرب دارفور، تصاعدًا مقلقًا في الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين، حيث يتعرضون للاعتقال التعسفي، التهديد، والملاحقة، في ظل انعدام الضمانات القانونية والحقوقية.

وتخضع ولاية وسط دارفور لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أشهر، ما فاقم من تدهور الوضع الأمني والإنساني، وألقى بظلاله الثقيلة على الحريات العامة وحرية الصحافة، إذ يواجه الإعلاميون مخاطر متزايدة أثناء عملهم أو حتى داخل منازلهم.

ويطالب ناشطون ومنظمات حقوقية بضرورة الإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين في دارفور والسودان، ووقف حملات الترهيب التي تستهدف العاملين في الحقل الإعلامي، باعتبارها انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير وحق المجتمع في الحصول على المعلومات.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد