سلطات عطبرة تجبر النازحين علي إخلاء مراكز الإيواء بالقوة

متابعات دارفور : عطبرة

أجبرت السلطات بمدينة عطبرة نازحين من مدرستي بدر الكبرى والحميراء في حي الحصايا بمدينة عطبرة في ولاية نهر النيل على إخلاء المدارس يوم الاثنين.

وقال نازحون إن المركزين يأويان 26 أسرة حيث هاجمت قوة من الشرطة مدججة بالسلاح مدرسة الحميراء للبنات التي تأوي 17 أسرة صباح الاثنين بمشاركة مجموعة من المحلية وإدارة التعليم. وأوضحوا إن القوة حطمت ممتلكاتهم وأجبرتهم على إخلاء المدرسة.

وتضم ولاية نهر النيل نحو 700 ألف نازح في 288 مركزا للإيواء، بينها 95 مركزا في مدينة عطبرة موزعة بين الأحياء المختلفة وفي 52 (زاوية) و4 أندية رياضية، 39 مدرسة.

وأشار أحد النازحين من مركز إيواء الحميراء إلى أن السلطات حاولت إجبارهم للانتقال إلى مركز إيواء في قرية نائية وهي القرية ستة بالدامر لا يتوفر بها ابسط مقومات الحياة من بينها الكهرباء موضحاً إنهم يقيمون الآن في العراء، وقال نازح إن القوة التي داهمت المركز وجهت اساءات لابنته.

من جهتها قالت نازحة إن القوة اقتحمت المركز وداهمتها وهي مستلقية داخل ” العريشة” دون اخطار مسبق، مبينة إن كل الأسر في المركزين قدموا من الخرطوم منذ نحو عام وإنهم يقيمون الآن في العراء بعد طردهم.

وقالت النازحة إنهم قضوا ليلة الأمس في العراء مع الكلاب والحمير ولم يتناولوا وجبه الإفطار إلا في وقت متأخر من مساء الاثنين، وقالت إنهم تناولوا وجبة الإفطار اليوم بمساعدة من مواطني المدينة.

وقالت إن من بينهم نساء حوامل وأطفال رضع وأضاف “تعرضنا للإرهاب الشديد وفقدنا الأمن، ما جرى لنا بالأمس أشبه بمشاهد الحرب التي حدثت في الخرطوم وأدت لنزوحنا”.

المحلية تبرر

وأوضح المدير التنفيذي لمحلية عطبرة إن محلية عطبرة قامت بتهيئة الكهرباء بالقرية سته بالمناصير الجديدة بالدامر التي اختارتها مقر بديلاً لإيواء النازحين كما وقفت على الإمداد المائي. وأوضح إن إدارة المحلية خاطبت النازحين بالمدارس التي تم تحديدها كمراكز لامتحانات التلاميذ وسلمتهم إنذارات منذ وقت كاف للإخلاء وقال إن المحلية عقدت لقاءات مباشرة مع النازحين وإنهم ابدوا خلالها موافقتهم التامة للانتقال وعند التنفيذ تراجعوا، واتهم جهات لم يسمها باختراق النازحين من أجل تنفيذ ما وصفه بالأجندة الخبيثة.

وقال إن المحلية جهزت الحافلات لترحيل النازحين لمراكز الإيواء البديلة في المناصير وتسليم كل رب اسره مفتاح منزل وأشار إلى أنها لم تطرح للنازحين خيار العودة إلى أمدرمان.

واستأنفت السلطات العام الدراسي في ولاية نهر النيل في نوفمبر الماضي بينما لا تزال الدراسة متوقفة في معظم الولايات بسبب الحرب وتحول المدارس لدور إيواء.

وفي ولاية البحر الأحمر فتحت السلطات المدارس في منتصف ابريل بعد ترحيل النازحين من عدد من مراكز الإيواء.

وفي ولاية القضارف، تتواصل المشاورات والاستعدادات لاستئناف الدراسة في 26 مايو مع بحث الحلول اللازمة للمدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء.

وفي مناطق سيطرة الدعم السريع، أعلن أبو عاقلة كيكل قائد الدعم السريع في الجزيرة بدء الدراسة في مدارس الولاية يوم الاثنين الماضي رغم ظروف الحرب، كما تواصل مدارس نيالا الدراسة بصورة معتادة.

لجنة المعلمين تنتقد

ويرى عمار يوسف، القيادي باسم لجنة المعلمين إن اللجنة وضعت اشتراطات لاستمرارية التعليم محذراً من نتائج كارثية في حال عدم الإيفاء بها من بينها توفير مرتبات المعلمين، وتهيئة المدارس وإعادة تأهيلها، مؤكداً ضرورة فتح المدارس في جميع الولايات في وقت واحد تجنباً لتحويل التعليم عاملاً من عوامل تقسيم وتفكك السودان.

وأكد ضرورة مركزة القرار في التعليم مثل التقويم والمناهج، وقال إن اعلان كل طرف استئناف التعليم في مناطق سيطرته يؤدي لنتائج كارثية على وحدة السودان والنسيج الاجتماعي.

وأشار إلى عوائق أخرى تتعلق بتوفير الكتاب المدرسي، والاجلاس مشيراً إلى تحول عدد كبير من المدارس لمراكز إيواء. وأكد إن اللجنة قدمت خارطة طريق كاملة لاستئناف الدراسة لو تم الالتزام يصبح التعليم مدخلاً لوقف الحرب.

اعتقال تعسفي

في السياق النازحة تقول عواطف مرحوم انها “لا تدري إلى أين تتوجه برفقة أطفالها”، وتتابع: ” أصبحنا تحت الشمس وبدون ماء ولا طعام” وتطالب بإعادة النظر في حالتهم.

وتوضح أنها لا تعرف أقارب ولا أشخاص خارج أم درمان، فيما ترفض الخيارات المطروحة لها كبدائل خارج عطبرة مشيرة إلى أن ترحيلها لن يتسبب في تهجيرها فقط، لكنها ستفقد عملها أيضاً في تلك المنطقة النائية- تقصد القرية 6-.

النازح عوض بخيت، وبعد اعتقاله لأربع ساعات بالقسم الأوسط عطبرة والإفراج عنه لاحقاً يقول أن الاحتجاز تم على خلفية رفضه الانصياع للقرار واعتراضه بجمل مثل “لماذا لم تخطرونا قبل فترة، ماذا قدمتم لنا في السنة الماضية، وكيف يستطيع أهل الخير الذين كانوا يمدوننا بالغذاء في عطبرة الوصول إلينا في ما وصفه بـ”خلاء ” القرية 6″.

ويحكي بخيت، عن أخذه في عربة تتبع للشرطة ونقله للقسم والتحفظ عليه لأربع ساعات دون تحقيق أو تحر، ويتابع: “اعتبر خطوة اعتقالي إشانة سمعة بحقي لأني لم أقدم على أي عمل يدعو لاحتجازي في يوم ما ولا حتى اليوم”.

واعتبر بخيت الذي انضم إلى البقية تحت ظل شجرة بالقرب من المدرسة أن القرار بمثابة تهجير لهم، وواصل: المدرسة كانت مكاناً آمناً لنا، وأتيت لها بحثاً عن الأمان، لكننا أصبحنا مشردين مجدداً دون أكل وشراب ومسكن.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد