الحرب في السودان …كابوس لم ينتهِ بعد !!!

متابعات دارفور : السودان

استيقظ الشعب السوداني قبل عام على كابوس لم ينتهِ حتى الآن، عندما اندلعت حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية والتسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم، وسط مخاوف من حدوث مجاعة.

تسبب الصراع المستمر في السودان منذ 15 أبريل نيسان 2023 في نقص واسع النطاق لإمدادات الغذاء والمياه وخدمات الرعاية الصحية ليترك 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان في حاجة لمساعدات إنسانية، ويشرد 8.6 مليون شخص داخل السودان وخارجه.

وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن الأزمة في السودان قد تتفاقم في الأشهر المقبلة مع استمرار القيود على توزيع المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد نقصاً بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المئة من المرافق الصحية، ومخاطر انتشار الأوبئة والأمراض.

في غضون ذلك، يسعى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى جمع مزيد من التمويل للسودان اليوم الاثنين عندما يجتمعون في باريس بالتزامن مع الذكرى الأولى لاندلاع الصراع.

وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة رويترز، أن مؤتمر باريس يهدف لجمع ما يزيد على مليار يورو، إذ سيتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 350 مليون يورو، بينما ستضيف فرنسا 110 ملايين يورو، كما ستدفع الولايات المتحدة ما مجموعه 147 مليون دولار، بعدما تعهدت ألمانيا بتقديم 244 مليون يورو في وقت سابق اليوم الاثنين.

” إضافة وسطاء جدد “

وقالت وزارة الخارجية السودانية لـ”الشرق” بعد مرور عام على الحرب، إن الولايات المتحدة لم تدعُ وفد الجيش بعد إلى المفاوضات المنتظرة في أبريل الحالي، مشيرةً في الوقت نفسه، إلى أن السعودية وأميركا اللتين ترعيان مفاوضات جدة، لم تجريا مشاورات تمهيدية لاستئناف التفاوض كما حدث في الجولات السابقة.

وأكدت الوزارة ضرورة التشاور قبل الدخول في جولة تفاوضية جديدة، لجهة أن الإدارة الأميركية تتحدث عن إضافة وسطاء جدد، فيما قال مصدر بـ”قوات الدعم السريع”، إنهم مستعدون لاستئناف الحوار مع الجيش في أي وقت تحدده الوساطة السعودية الأميركية من أجل التوصل إلى اتفاق.

وذكر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الاثنين، أن قواته لا تزال مع السلام والحكم المدني في البلاد، مؤكداً التزامها بالتفاوض ودعم عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب.

وأضاف دقلو، في خطاب بمناسبة مرور عام على اندلاع الحرب في السودان، أن “الحرب لم تكن أبداً خياراً لقوات الدعم السريع، وكان موقفنا ولا يزال ثابتاً مع السلام والحكم المدني الديمقراطي الذي تقوده القوى الديمقراطية الحقيقية من كل مناطق السودان”.

واتهم قائد الدعم السريع، قوات الجيش “بإدخال البلاد في المأزق الذي تعيش فيه الآن”، معتبراً أن نية القوات المسلحة كانت “تقويض العملية السياسية وإفشال الجهود الرامية إلى إقامة نظام ديمقراطي”.

” تعدد المنابر”

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم”، بكري الجاك، إن التنسيقية تدعم كل الجهود المبذولة لوضع حد للأعمال العدائية بما يؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب وإحلال السلام، بالتزامن مع بدء عملية سياسية تفضي إلى حل سياسي شامل.

واعتبر الجاك في حديث لـ”الشرق”، أن تعدد المنابر والوسطاء يُعد إهداراً للطاقات، وإعطاء فرص للأطراف المتعنتة أمام الحل، وذهب إلى أن هذا كثرة المبادرات أصبحت “وسيلة للتنصل من أي التزامات سابقة والبدء من الصفر في عملية تفاوضية جديدة”.

وأضاف: “يجب أن تقوم العملية التفاوضية على ما تم الاتفاق عليه في جولات التفاوض السابقة، بعض النظر عن المنبر الذي جرت فيه، وعدم السماح ببدء عملية تفاوضية جديدة من الصفر”، مشدداً على ضرورة أن تشارك القوى المدنية في المفاوضات لتعمل مع القوى الإقليمية والدولية على توحيد عملية التنسيق بين كل الوسطاء والمبادرات وضمان وجود المدنيين فيها.

استبعاد “إيقاد”

وفي فبراير الماضي، طلبت الحكومة السودانية من الوسيط السعودي استبعاد ممثلي الهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد”، وهي منظمة شبه إقليمية في إفريقيا مقرها دولة جيبوتي، من مفاوضات منبر جدة.

وبعد تعليق عضويتها في المنظمة، قالت الحكومة السودانية لـ”الشرق”، إنها لن تتعاطى مع أي جهود سلام تُشارك فيها “إيقاد”، مؤكدةً أنها أخبرت رئيس جيبوتي أن عودة الخرطوم إلى المنظمة “رهن باعتذار رسمي بعد أن فقدت حياديتها، وبالتالي لم يعد مرحب بجهودها، مع استثناء جهود زعماء الدول المنضوية فيها”.

3 محاور أميركية

وكان المبعوث الأميركي إلى السودان تحدث عن توحيد المبادرات في ضبط المحادثات السياسية السودانية، قائلاً: “نفكر في نظرائنا الأفارقة والإقليميين الرئيسيين”، مشيراً إلى احتمال مشاركة مصر والإمارات، لكنه بدا مدركاً أيضاً للمشاكل التي قد يُثيرها هذا التوسيع للمفاوضات والاعتراضات التي قد تصدر بشأنه.

وأضاف: “ندرك أننا لا نحتاج بالضرورة إلى ألف ممثل هناك، فهذا يمكن أن يخلق الفوضى.. نحن نحاول معرفة ما هو المزيج من الجهات الفاعلة والحوافز التي يمكن أن تقود إلى نهاية لهذه الحرب”.

الصحافي والمحلل السياسي عثمان ميرغني رأى، في حديث لـ”الشرق”، أن واشنطن تنوي التحرك على 3 محاور هي، توحيد المبادرات المتعددة في منبر واحد هو منبر جدة، لأنه الوحيد المتفق عليه، بينما هناك خلافات وتوترات وشكوك بشأن الوساطات الأخرى، لا سيما وساطة “إيقاد” التي لا يمكن أن تنجح بأي حال بعد اتهام السودان لبعض دولها بالانحياز إلى الدعم السريع.

أما المحور الثاني للتحركات الأميركية، يتمثل في “جمع طرفي النزاع على طاولة المفاوضات، والعمل على نزع العوامل التي تؤجج القتال، بما في ذلك وقف التدخلات الخارجية وإمدادات السلاح، وهو ما كررته الإدارة الأميركية في عدة تصريحات، وأشار إليه بيريللو أيضاً”، وفقاً لميرغني.

ويتمثل المحور الثالث في تسريع المسار الإنساني، والذي أوضح ميرغني أن ذلك بهدف ضمان وصول المساعدات، ومواجهة الوضع المتأزم وخاصة في إقليم دارفور ومعسكرات اللاجئين.

ولهذا الغرض اقترح المبعوث الأميركي 18 أبريل موعداً لاستئناف منبر جدة، بحيث يأتي مباشرة بعد المؤتمر الإنساني الذي تستضيفه فرنسا في 15 أبريل، لبحث الوضع الإغاثي لضحايا الحرب في السودان، وتحريك المساعدات بعد التحذيرات المتتالية من الأمم المتحدة بأنها لم تتلقَ سوى 4% فقط من المساهمات العاجلة التي طلبتها.

” مهمة صعبة “

وفي ما يتعلق بأداء المبعوث الأميركي الجديد، اعتبر ميرغني أن “بيريللو أبدى في شهره الأول حماسة واضحة ومتوقعة لمهمته التي بدأها بجولة إقليمية واسعة ولقاءات متعددة مع الأطراف المدنية السودانية، لكنه حتماً سيكتشف، إن لم يكن قد اكتشف بعد، حجم تعقيدات الأزمة وصعوبة مهمته، بسبب ضغط العامل الزمني في عام الانتخابات الأميركية، وانشغال إدارة بايدن بحربي غزة وأوكرانيا.

إضافة إلى أنه يفتقر الخبرة الكافية في الملف السوداني، ومهمته ستكون أصعب في ظل عدم وجود سفارة بالخرطوم، بعد توزيع طاقم السفارة على عدد من العواصم بعد الحرب”.

وفي سياق مسار الحل السياسي في السودان، قال مصدر دبلوماسي مقرب من جميع الأطراف لـ”الشرق”، إن إمكانية عودة القوات المسلحة و”قوات الدعم السريع” إلى منبر جدة لاستئناف التفاوض مؤكدة، لكن جولة التفاوض لن تعقد في المدى القريب”.

فشل لقاء البرهان “حميدتي”

وكان الرئيس الجيبوتي الذي يتولى رئاسة منظمة “إيقاد” إسماعيل جيلي اقترح عقد لقاء بين البرهان ودقلو المعروف بـ”حميدتي”، لكن مساعيه فشلت، لأن حميدتي رفض الحضور، رغم موافقة الأول على اللقاء وإرساله وفداً إلى جيبوتي.

وفي أعقاب ذلك طلب رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك من الحكومة المصرية عقد لقاء بين الجنرالين، في وقت نفت مصادر دبلوماسية مصرية لـ”الشرق”، إجراء أية مشاورات من أجل عقد اللقاء.

محادثات جدة

في السادس من مايو 2023، وبعد 3 أسابيع من اندلاع النزاع، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن ممثلين للجيش السوداني والدعم السريع اجتمعوا لأول مرة منذ بدء القتال في مدينة جدة الساحلية، وذلك في محاولة قالت الرياض إنها تهدف للتوصل إلى وقف فعال لإطلاق النار.

وأتت المبادرة التي أطلقتها السعودية بالتعاون مع الولايات المتحدة بعد جهود سابقة للبلدين في دعوة الطرفين إلى وقف قصير لإطلاق النار، لإتاحة الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، واستعادة الخدمات الأساسية، سرعان ما خرقه طرفا النزاع.

وتركزت الاجتماعات التي استضافتها جدة على التوصل إلى اتفاق بشأن السماح بدخول المساعدات الإنسانية، بعدما حوصر الملايين من سكان الخرطوم في منازلهم بسبب القتال، فيما نزح عشرات الآلاف الآخرين إلى شتى أرجاء السودان.

وبعد مباحثات استمرت لأيام وقع طرفا النزاع في 11 مايو على “إعلان إنساني” تعهدا فيه باحترام قواعد تتيح توفير المساعدات الإنسانية، لكنهما لم يتفقا على وقف إطلاق النار في مفاوضات وصفها دبلوماسيون أميركيون بـ”الصعبة”.

لكن سرعان ما عادت الأمور إلى الوراء، إذ قررت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في 31 من الشهر نفسه، تعليق المحادثات الجارية في جدة، بسبب “عدم التزام المليشيا المتمردة بتنفيذ أي من البنود التي نص عليها الاتفاق، والاستمرار في خرق الهدنة”، وفقاً لبيان مقتضب نشره الجيش على فيسبوك.

وفي 20 من ذات الشهر، نجحت الوساطة السعودية في حمل الطرفين على التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد لمدة 7 أيام اعتباراً من 22 وحتى 29 مايو، لإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية، وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية.

ومثل الاتفاق اختراقاً كبيراً، إذ أعلن الطرفان بموجبه التزامهما بتسهيل المرور الآمن لمقدمي الخدمات الإنسانية والسلع وعدم السعي وراء أي مكاسب عسكرية خلال هدنة الأسبوع، الأمر الذي نجح بشكل نسبي بالمقارنة مع الهدن السابقة، وإن لم يخل من الخروقات التي قام بها طرفا النزاع.

الاقتصاد السوداني في ظل الحرب

كان يطلق على السودان ذات يوم اسم «سلة الغذاء» بحسب تقرير لأكاديمية أوكسفورد بسبب قطاعها الزراعي الذي كان يوظف 53 في المئة من القوى العاملة، ومثل 21.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019.

لكن بعد عام من الحرب والصراع المستمر، تدهور القطاع الزراعي بشكل حاد مع بقية البنية التحتية للبلاد، إذ انخفض إنتاج الحبوب بنسبة 46 في المئة في مارس آذار 2024، مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق، بحسب بيانات الامم المتحدة.

وقال جبريل إبراهيم، وزير المالية السوداني، في مؤتمر صحفي في فبراير شباط بمدينة بورتسودان، إن الاقتصاد السوداني انكمش بنسبة 40 في المئة في 2023، وهبطت إيرادات الدولة بما يتجاوز 80 في المئة، ما ألقى بثقله على الرواتب المدفوعة للعاملين بالدولة، وأسهم في تفاقم أزمة المعيشة التي تعاني بالفعل من ارتفاع الأسعار.

كما تدهور سعر الصرف بشكل حاد مقابل الدولار الأميركي بسبب تزايد الديون وضعف الإنتاج والإيرادات، بحسب جبريل إبراهيم الذي أشار إلى ارتفاع سعر الدولار من 570 إلى 1200 جنيه سوداني خلال الحرب، قبل أن يستقر بشكل طفيف.

ويواجه السودان مخاطر من تفاقم الديون خاصة في ظل الحرب الحالية، إذ مثلت ديون الحكومة المركزية في السودان نحو 127.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2022، بحسب صندوق النقد، وهي في المرتبة التاسعة عشرة عالمياً ضمن أعلى دول العالم من حيث ديون الحكومة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.

في حين يقع السودان في المرتبة الخامسة ضمن أقل دول العالم من حيث متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي السنوي، والذي بلغ 533.84 دولار في عام 2023، بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.

أكبر مؤامرة في تاريخ السودان

حجم التداخلات الخارجية في هذه الحرب شيءٌ لا يُصدق، فالسودان – دون مُبالغة – يواجه عدوانًا من سبع دول ومنظمات إقليمية وعالمية، والشاهد أن الحكومة القائمة تقدمت بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن في هذا الشأن ضد الأطراف الضالعة، واتهمتها بدعم التمرد، وقد أشار البرهان في أحد خطاباته للشعب السوداني، إلى أن البلاد تواجه، ما وصفها بـ«أكبر مؤامرة في تاريخها الحديث تستهدف كيانها وهويتها ومصير شعبها».

ولعلّ ما يجعل لهذه المعلومات أهمية على الأرض، أن الحرب تدور في حقيقتها بين القوات المسلحة وآلاف المرتزقة الأجانب الذين ينتشرون الآن داخل الأراضي السودانية، بالتسلل عبر حدود خارج نطاق سيطرة الجيش، ولا يدري حتى (حميدتي)، المُغيب في مكانٍ ما، حجم تلك القوّة التي تضاعفت أرقامها مرّات بعد الحرب.

يشير بعض التقديرات إلى إدخال أكثر من ثلاثة ملايين قطعة سلاح إلى السودان، خلال السنوات الأخيرة، في وقت قامت دول خارجية بإعداد آلاف من المقاتلين المرتزقة، وزجّت بهم في الحرب السودانية.

وقد ظهر ذلك في كثير من مقاطع الفيديو والصور، واعترافات الأسرى أنفسهم من أفريقيا الوسطى، وتشاد، وجنوب السودان، وإثيوبيا، كلهم يرتدون زيَّ الدعم السريع، ويتسللون عبر متحركات وموجات فزع في ولايات غرب ووسط السودان، وعلى رأس هؤلاء زعيم حركة “نضال مظلوم” التشادية حسين الأمين جوجو.

بينما تحدثت تقارير صحفية عالمية عن رصدها تحركات عناصر من شركة فاغنر الروسية في إقليم دارفور، وأصبحت هذه الرقعة الجغرافية من أرض السودان بؤرة ساخنة، تتقاطع فيها نيران الدول العظمى، وعلى وجه التحديد روسيا وفرنسا.

مقابر مؤقتة وجثث مجهولة

أصبحت إقامة مراسم الدفن عملية معقدة، بعد أن كانت تتم للسكان في مقابر الأجداد بالجمرية أو البكري أو حمد النيل، بالنسبة لسكان امدرمان أو مقابر الفاروق والرميلة وبري لسكان جنوب الخرطوم وشرقها ووسطها، أو مقابر البنداري لشرق النيل والحاج يوسف، أو شمبات لأهل بحري.

ويقول المواطن محمد أحمد عيسى للجزيرة نت إن الموتى يُدفنون بمناطق أمبدة في مدرسة الحميراء الأساسية للبنات، موضحا أن الفضاء الطرفي بالمدرسة امتلأ فانتقلوا إلى آخر خلف مسرح النشاط، فيما أقيمت مقبرة أخرى إلى جوار شارع إسفلت رئيسي قبالة الحارة السابعة تسمى مقابر الهضبة المؤقتة بجوار المدرسة النموذجية قبالة الحارة الثانية.

ولا يملك عيسى تصورا حول مستقبل تلك المدافن لكنه أوضح أن كثيرا من أقارب المتوفين يلجؤون لها في ظل ظروف الحرب ومخاطرها، واستعرض حادثة محاولة تشييع جثمان إلى مقابر الجمرية بالقرب من السوق الشعبي حيث تعرض موكب التشييع لإطلاق نار من قناصة عاد بسببها المشيعون بـ3 جثث من حاملي الجنازة ليُدفنوا معا.

مقابر منزلية

وبعد أن تحسنت الأحوال قليلا وتيسر الانتقال خاصة في أم درمان القديمة ومساحات من شرقها وغربها بعد التطور الميداني بتراجع قوات الدعم السريع أمام الجيش السوداني ، كشفت جولة ميدانية للجزيرة نت عن وجود حالات دفن في بعض المنازل الخالية والميادين والشوارع ومحطات المياه، مثلما اكتشفه عمال في محطة مياه أمبدة الحارة الثانية وكما حدث بالحارة الخامسة.

وكشف مواطن تحدث للجزيرة نت عن أن سكان المنطقة لاحظوا انبعاث روائح كريهة فاكتشفوا وجود جثة متحللة، مضيفا أن غالبية الجثث التي تُكتشف تعود لأشخاص من غير سكان الحي.

ورجح أن يكونوا من بعض ضحايا قوات الدعم السريع سواء من المقاتلين أو من بعض الذين تختطفهم تلك القوات وتخضعهم لعمليات استجواب وتحرٍّ، حيث شهدت المنطقة سابقا انتشارا لها واستغلالها بعض المنازل التي غادرها سكانها لبعض الأنشطة التي تتضمن إيواء جرحى في بعض الأحيان.

وأكد أنهم كانوا يضطرون كمواطنين لدفن بعض الجثث في موقع تحللها وأن أغلبها يصعب التعرف عليه ولا يتم العثور معها على أوراق ثبوتية لتحديد هويتها.

المقابر المؤقتة في السودان. مصدر الصور: صفحات لجان الخدمات بمناطق امبدة والعباسية
قلق قانوني بشأن إجراءات نقل رفات الموتى من المقابر المؤقتة في السودان (مواقع التواصل)
قلق قانوني

يبدي الخبير القانوني نبيل تاج السر قلقا كبيرا بشأن ترتيبات ما بعد الحرب حول المقابر المؤقتة، ويقول للجزيرة نت إن الذين دُفنوا بتلك المقابر -خاصة الذين قُتلوا بالرصاص أو بالقصف أو بأي سبب يتعلق بالحرب بغض النظر عن صفة الجهة الفاعلة- يجب أن يخضعوا لإجراءات حصر وتحديد الوقائع.

ويضيف أن هذا من صالح أهالي الضحايا خاصة مع الاتجاه العام داخليا وخارجيا لمحاسبة المتهمين، موضحا أنه من المرجح أن يطالب بعض الأهالي بنقل رفات ذويهم إلى المقابر المعروفة وفق الضوابط الشرعية والقانونية المعلومة.

وأشار تاج السر إلى إمكانية أن تتطلب الحاجة نقل بعض القبور المؤقتة من المدارس والأعيان المدنية والمنازل الخاصة بالمواطنين، مشيرا إلى أنه في السنوات الأخيرة سبق أن تكررت أعمال نبش ونقل جثث لمقابر أخرى.

ويضيف أن هناك قواعد صارمة بين النيابة والشرطة والطب الشرعي تنسق مثل هذه الأعمال، وأشار إلى جانب آخر يتعلق بالشق الخاص بالتكييف القانوني لبعض الحالات خاصة مع غياب الشرطة والنيابة “بسبب تعطيل قوات الدعم السريع أعمال تلك المؤسسات في المناطق البعيدة عن سيطرة الجيش والدولة”.

ويرى الخبير أنه مفهوم ومقبول أن تتم حالات دفن مواطنين معلومين بواسطة أحبابهم باعتبارهم شهداء وقتلى حرب، لكن هذا يجب أن لا يُسقط أو يُقلل من أهمية إخضاع الأمر للقانون ولو لاحقا.

ونوه إلى أن ظروف السيولة التي أفرزتها الحرب، قد تحتمِل -في جانب الدفن غير النظامي للجثث- حالات مثل عثور مواطنين على جثة في مكان لا سلطات فيه، إلا أنها قد تتضمن حالات أخرى لشبهات استغلال البعض لظرف الحرب لارتكاب بعض الأحداث.

وأكد تاج السر ضرورة أن تنتبه السلطات لتنوير المواطنين بحالات الدفن التي تمت خاصة للأشخاص غير المعلومين للسكان.

ورطة الاتحاد الأوروبي

كثير من هؤلاء قبضوا الثمن، ولكنهم لا يعرفون لماذا يقاتلون؟ فبالعودة لظروف تجميع هذه القوة الأفريقية العابرة للحدود، يمكن القول؛ إن (حميدتي) استثمر في الدور الذي أوكله له الاتحاد الأوروبي بمكافحة الهجرة غير الشرعية، ولذا تغاضوا عن جرائمه في دارفور، وسمحوا له بفتح معسكرات في المناطق الحدودية بين السودان وبعض دول الجوار، وتجميع المهاجرين الأفارقة في تلك المعسكرات وضمهم للدعم السريع،، لتصبح بُعيد ذلك، قوة ضاربة، ومتعددة الجنسيات، بتمويلات غربية، تحت سيطرة آل دقلو ظاهريًا.

لدرجة أن تلك القوات، تضاعفت أعدادها خلال ثلاث سنوات فقط من 27 إلى 200 ألف مقاتل، وعلى الأرجح أن الهدف من تلك القوة كان السيطرة- بقوة السلاح – على عدد من الحكومات الأفريقية، سواء كان ذلك بالانقلاب، أم بالهجوم المباشر، وصناعة ما يعرف بالفوضى الخلاقة!

وهي نفسها القوات التي شاركت في إطاحة نظام عمر البشير، وفي تنفيذ انقلابات في كثير من دول الساحل الأفريقي، واليوم تهاجم الجيش السوداني في الفاشر والأبيض والخرطوم، وكثير منهم تم تدريبهم على حرب المدن، ما يعني أن المؤامرة نُسجت على مراحل، وأرادت التخلص من الجيش السوداني، باعتباره النواة الصلبة لتماسك الدولة، ومن ثم التفرُّغ، بعد ذلك، لمشروع جمع ونهب موارد السودان.

سيناريوهات المقاول الأبيض

ولأن المقاول الذي صمم سيناريوهات هذه الحرب يفضل ألا يُفتضح أمره، فقد عمل على تسميم أدمغة الناس ببروباغندا سياسية، ومنح حربه شعارات خادعة مثل جلب الديمقراطية، والقضاء على دولة 56، تاريخ استقلال السودان.

والتسربل بديكورات ثورية، مع إطلاق يد الجند لتعذيب الأسرى، وهتك الأعراض، وتدمير البنى التحتية، واستباحة كل ما هو موروث، وارتكاب جرائم حرب فظيعة، لم تبالِ بها منظمات حقوق الإنسان؛ لتنعم أوروبا بالرخاء والطمأنينة، بعد حشو خزائنها من الذهب والمحاصيل وجلود الغابة، والاستفادة أكثر من المياه والأراضي الزراعية الخصبة للسودان، لا سيما أن حروب المياه تلوح في الأفق؛ بسبب أزمة الغذاء.

وقد طفت على السطح مقدمات النزاع على حصص مياه نهر النيل، والخلاف حول قيام سد النهضة الإثيوبي، الذي يهدد الأمن القومي المصري والسوداني، وبالتالي يحتاج السودان أن يشكل رؤية إستراتيجية للتعامل مع هذه الأزمة.

الفوضى وفاتورة التهاون

ثمة فوضى جزئية أو شاملة تبعًا لرغبة المستفيد من بقاء الدعم السريع – بشكل جزئي – تابعة له أو تدميرها بشكلٍ كامل، والراجح أنه سوف يتم التخلص من (حميدتي) بعد استنفاد الغرض منه، والاحتفاظ بالدعم السريع لاستكمال المهمة، فالمؤامرة تحتاج إلى عملاء مطيعين بلا طموحات سياسية، ظهرت منهم عينة في المؤتمر الإنساني الذي تستضيفه باريس هذه الأيام، بشأن الوضع في السودان.

من سمات الحياة العامة في السودان عدم الاكتراث واللامبالاة، ولذلك يدفع الشعب السوداني فاتورة هذا التهاون، وقد أجبرت الحرب ملايين السودانيين على النزوح بعيدًا، وهو أمر لا ينفصل على تفاصيل المؤامرة، بدفع السودانيين للهروب من بلادهم مُكرهين، وتوطين مجموعات سكانية أخرى، في سياق التغيير الديمغرافي، وتقسيم السودان إلى عدة دول، كما حدث في الجنوب وانتهى بإقامة دولة فاشلة وترْكها لمصيرها القاتم.

ولعل وضعية السودان المحفزة لهذا الخراب، لخّصها المفكر الراحل أبو القاسم حاج حمد، وهي: “عروبة تقليدية متعسرة الانفتاح مقابل أفريقية هلامية الأطراف”، ولكن من يكترث من الوطنيين! وأين أشقاء السودان والمشفقون؛ لمساعدته في تجاوز هذا المأزِق التاريخي؟

السودان عطِش للمساعدات الإنسانية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن السودان يحتاج إلى مساعدات بقيمة 2.6 مليار دولار للوصول إلى 14.7 مليون شخص من أصل 24.8 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات، لكنه لم يحصل سوى على 1.3 مليار دولار حتى الآن، أي أقل من نصف المبلغ المطلوب.

ومما يثير القلق أن 17.7 مليون شخص -أكثر من ثلث سكان البلاد- يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد ، بحسب الأمم المتحدة، من بينهم 4.9 مليون شخص على حافة المجاعة ، والأطفال المتضرر الأكبر.

ومن جانبه، قال رئيس مكتب الأمم المتحدة بالسودان ، جوستين برادي «كانت الحرب قاسية بشكل خاص على الأطفال ، إذ يعاني ما يقدر بنحو 730 ألف طفل من سوء التغذية الحاد ، وبدون مساعدة عاجلة يمكن أن يموت أكثر من 200 ألف طفل بسبب الجوع الذي يهدد حياتهم في الأسابيع والأشهر المقبلة».

وقال توم بيرييلو المبعوث الأميركي الخاص للسودان، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، إن الحكومة الأميركية تأمل أن يتمكن مؤتمر باريس من تخفيف القيود المالية وتعهدت بتخصيص أكثر من مئة مليون دولار لتمويل جهود الإغاثة في السودان.

وأضاف بيرييلو «الاستجابة الدولية مؤسفة حتى الآن، لقد حصلنا على خمسة في المئة من المبلغ المطلوب»، مضيفاً أن الولايات المتحدة خصصت بالفعل أكثر من مليار دولار من المساعدات الإنسانية للصراع.

أبرز المعارك ومناطق السيطرة

المواقع وتواريخ الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل ، حيث تغيرت خريطة السيطرة الميدانية، وتبدلت موازين القوة مرات عديدة مع استمرار القتال وتقدم طرف وتأخر ثاني.

السبت 15/ أبريل 2023 دارت معارك ضارية في مواقع عدة بالعاصمة وبعض الولايات

– أرض المعسكرات والمدينة الرياضية بجنوب الخرطوم

– مطار الخرطوم الدولي

– القيادة العامة للقوات المسلحة

– القصر الجمهوري

– المظلات بحري

– الإذاعة والتلفزيون القومي

الجسور

– ⁠سيطرت القوات المسلحة على جسر السلاح الطبي وجسر الفتيحاب بالنيل الأبيض التي تربط الخرطوم بأم درمان -إما جسر  الحلفاية ناحية أم درمان فقط

– ⁠سيطرت قوات الدعم السريع على كبري المك نمر وكبري شمبات -أما كبري الحلفاية ناحية بحري

— شهدت مدينة مروي شمال السودان اشتباكات عنيفة

أبريل_15_16

– سيطرة واستيلاء القوات المسلحة على مقار حاميات ورئاسة الدعم السريع العسكرية بالولايات الآتية:

– الدمازين ولاية النيل الأزرق

– بورتسودان ولاية البحر الأحمر

– كسلا شرقي السودان

– ⁠القضارف

– النيل الأبيض كوستي⁠

– ⁠ كادوقلي جنوب كردفان

– الفاشر شمال دارفور

الأبيض

– الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان تسيطر عليها القوات المسلحة الفرقة الخامسة مشاة والقاعدة الجوية تعرضت لحصار وهجمات متكررة مستمر من قبل قوات الدعم السريع

يونيو

– 4 يونيو استعاد الجيش سيطرته على قاعدة النجومي الجوية بجبل أولياء التي كانت تحت سيطرة الدعم السريع منذ 15 أبريل

– 7 يونيو  سيطرت قوات الدعم السريع على مجمع اليرموك ومستودع الذخيرة وهو أكبر مجمع للصناعات العسكرية بالبلاد.

– 10 يونيو استلمت الحركة الشعبية لتحرير السودان – الحلو مواقع عسكرية خارج مدينة كادقلي، وانسحبت القوات المسلحة الى داخل المدينة.

– يونيو توسع الحركة الشعبية، وتمدد سيطرتها على عدد من القرى والمواقع العسكرية كما هاجمت الدلنج، وحاصرت كادقلي، والكرمك بالنيل الأزرق حتى تدخل سلفاكير، وتحدث إلى الحلو

– 27 يونيو ⁠استيلاء الدعم السريع على مقر شرطة الاحتياطي المركزي بالخرطوم.

أغسطس

– 1 أغسطس شهدت مدينة أم روابة شمال كردفان اشتباكات بين القوات المسلحة والدعم السريع.

– 21 – 25 أغسطس ⁠اشتباكات متكررة ومحاولات عديد من الدعم السريع بسلاح المدرعات بالشجرة ومجمع الذخيرة جنوبي الخرطوم. بعد مرور 126 يوماً على اندلاع القتال.

– 16- 18 أغسطس تكرر الهجوم وحصار  مدينة كادقلي وما حولها من قبل الحركة الشعبية – الحلو مازالت كادقلي تحت سيطرة القوات المسلحة الفرقة 14 مشاة.

 الطرق

– سيطرت قوات الدعم السريع على طريق أم درمان بارا إلى تخوم الأبيض.

– سيطرت قوات الدعم السريع على معظم طرق كوستي الأبيض

– تسيطر قوات الدعم السريع على طريق الخرطوم مدني

– كما تسيطر على معظم طرق غربي السودان

سبتمبر

– 13 سبتمبر تجدد الاشتباكات بمدينة أم روابة شمال كردفان وسيطرة الدعم السريع.

أكتوبر

– 1 أكتوبر اشتباكات ود عشانا شمال كردفان

– في أواخر أكتوبر سيطرت قوات الدعم السريع على حقل بليلة النفطي الذي يبلغ 55 كيلومتراً من الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان.

نوفمبر

دارفور

– 1/نوفمبر سيطرت قوات الدعم السريع على مقر قيادة القوات المسلحة الفرقة 21 مشاة بمدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور.

– 4 نوفمبر سيطرت قوات الدعم السريع على قاعدة الفرقة 15 مشاة مقر قيادة القوات المسلحة بالجنينة غرب دارفور بعد انسحابها إلى الأراضي التشادية.

– 21 نوفمبر سيطرت قوات الدعم السريع على ولاية شرق دارفور الضعين. إثر انسحاب الفرقة 20 من القوات المسلحة وفق اتفاق تم مع زعماء القبائل بشرق دارفور.

– 11 نوفمبر تدمير جسر شمبات وتبادل الاتهام بين طرفي القتال.

– 12 نوفمبر أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على قاعدة النجومي الجوية بجبل أولياء.

– 18 نوفمبر قصف على جسر خزان جبل أولياء وتدميره جزئيا.

– تتالت المعارك بجبل أولياء منذ 20 – 25 نوفمبر حيث سيطرت قوات الدعم السريع على قيادة جبل أولياء العسكرية وانسحاب القوات المسلحة تجاه النيل الأبيض.

– تدمير جزئي في مصفاة الجيلي شمال الخرطوم أحد أهم المنشآت الحيوية حيث كان ينتج نحو 100 ألف برميل يوميا خط أنابيب بطول 1610، ويتبادل الطرفان الاتهامات

– سيطرت قوات الدعم السريع على حامية المجلد التابعة للجيش السوداني بولاية غرب كردفان بكامل عتادها الحربي

ديسمبر

– بدأت المعارك من 15 حتى 19 ديسمبر بعاصمة ولاية الجزيرة ود مدني. قبل أن تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

– يوم 19 ديسمبر دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة الحصاحيصا.

يناير_2024

– مطلع يناير القوات المسلحة قيادة اللواء 54 والجيش الشعبي – الحلو يصدان هجوم قوات الدعم السريع بمدينة الدلنج.

– 12 يناير اشتباكات حول مدينة الفاو، بيضه وميجر خمسة.

– 19 يناير صد الهجوم على مدينة العباسية تقلي بتفاهم غير معلن من قبل القوات المسلحة والجيش الشعبي لتحرير السودان – الحلو ضد الدعم السريع.

– 22 – 27 يناير محاولات متكررة على بابنوسة التي تسيطر عليها القوات المسلحة الفرقة 22

مارس_2024

– 4 مارس هجوم الدعم السريع على المدنيين بالمدينة عرب بولاية الجزيرة.

– 12 مارس استعادت القوات المسلحة سيطرتها على مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون بأم درمان بعد استيلاء من قبل قوات الدعم السريع  منذ بداية الحرب.

– 30 مارس صدت القوات المسلحة هجوماً على منطقة الأعوج بالنيل الأبيض على تخوم الدويم.

– 31 مارس هجوم الدعم السريع على المدنين بالقطينة قرية الدردار.

أبريل_2024

– تكررت مواجهات ضارية بابنوسة بغرب كردفان التي توجَد بها القوات المسلحة.

تسيطر قوات الدعم السريع على 5 ولايات هي:

– ولاية الجزيرة ود مدني

– ولاية جنوب دارفور نيالا

-، ولاية وسط دارفور زالنجي

– ولاية غرب دارفور الجنينة

– ولاية شرق دارفور الضعين

فيما لم تتمدد الحرب إلى الولايات التالية:

– ولاية سنار

– ولاية القضارف

– ولاية كسلا

– ولاية نهر النيل

– ولاية البحر الأحمر

– الولاية الشمالية

مواقع عسكرية رئيسية تدور حولها معارك للقوات المسلحة التي لم يدخلها الدعم السريع

– سلاح المهندسين

– القيادة العامة

– منطقة كرري العسكرية “وادي سيدنا” من أهم القواعد العسكرية مركز قيادة سلاح الجو.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد