الحكومة السودانية ترضخ للضغوط الأممية بشأن دخول المساعدات الإنسانية

متابعات دارفور : بورتسودان

أصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا اليوم أعلنت فيه إخطار الخارجية للأمم المتحدة اليوم موافقة الحكومة على استخدام معبر الطينة من تشاد إلى الفاشر لدخول المساعدات الإنسانية المحددة.

و أعلنت موافقتها للمرة الأولى على استلام مساعدات إنسانية عبر تشاد وجنوب السودان، إثر ضغوط أممية ودولية متصاعدة على قائد الجيش الفريق الأول عبدالفتاح البرهان الذي رفض أكثر مرة التعاون مع الأمم المتحدة في هذه المسألة التي عمد إلى توظيفها كسلاح جديد في حربه المستمرة منذ أبريل الماضي ضد قوات الدعم السريع.

وقالت الخارجية السودانية في بيان صحافي إنه “انطلاقا من مسؤولية حكومة السودان نحو مواطنيها في مختلف أنحاء البلاد، فقد أبلغت وزارة الخارجية الأمم المتحدة اليوم (الأربعاء) موافقة الحكومة على استخدام معبر الطينة من تشاد إلى الفاشر لدخول المساعدات الإنسانية المحددة”.

وأشارت إلى إمكانية استخدام المنظمة الدولية لمسارات أخرى عبر معبر بري رابط مع مصر، ومسار نهري من جنوب السودان، بالإضافة إلى إمكانية استخدام مطارات كل من بورتسودان والفاشر وكادوقلي والأبيض.

وتقع معابر الرنك والطينة ومطارات الفاشر وكادقلي والأبيض في مواقع خاضعة لسيطرة الجيش.

وجددت الخارجية السودانية التزام الحكومة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين والمحتاجين في جميع أنحاء البلاد عبر الموانئ والمعابر والمطارات داخل الحدود الوطنية.

وجاء قرار الجيش السوداني في أعقاب انتقادات أممية ودولية واسعة النطاق بشأن قراره بمنع إدخال الإغاثة عبر تشاد بذريعة أنها تُستخدم في نقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع.

ويعتبر إغلاق الجيش السوداني المجال أمام العمليات الإنسانية المارة عبر تشاد إلى دارفور، بمثابة حكم الإعدام على نحو مليون شخص في حاجة للمساعدات في الإقليم الواقع غرب البلاد.

وحذر برنامج الأغذية العالمي، من أن الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة 11 شهرا “قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم” في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.

ويعتبر إقليم دارفور، المتاخم لتشاد، واحدا من أكثر المناطق تضررا في السودان منذ بدء الحرب في البلاد. وتفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم أنحاء الإقليم فيما يعمد الجيش إلى قطع الإمدادات عن المنطقة الشاسعة غير مكترث بتبعات ذلك على مصير مئات الآلاف من المدنيين.

وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، إن المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وأدت إلى نزوح 8 ملايين شخص، “تهدد حياة الملايين، كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها”.

وتابعت “قبل 20 عاما، شهد إقليم دارفور أكبر أزمة جوع في العالم، ووحّد العالم (آنذاك) جهوده لمواجهتها، لكن السودانيين منسيون اليوم”.

ووفق برنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من “5 بالمئة من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة” في الوقت الراهن.

وتقول منظمة أطباء بلا حدود أن طفلا يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للاجئين في دارفور.

وفي جنوب السودان إلى حيث لجأ 600 ألف شخص هربا من الحرب، “يعاني طفل من كل خمسة أطفال في مراكز الايواء عند الحدود من سوء التغذية”، بحسب ماكين.

ويعاني 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد وصار خمسة ملايين من منهم على شفا المجاعة في حين يعاني العاملون في مجال الاغاثة الانسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف السودانيين البالغ عددهم أكثر من 48 مليون نسمة، أي نحو 25 مليون شخص، باتوا يحتاجون إلى المساعدة، بمن فيهم 18 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، الأحد، من تعرض مئات آلاف الأطفال بالسودان لخطر سوء التغذية، الذي يهدد حياتهم. جاء ذلك في منشور لليونيسف، على حسابها عبر منصة إكس. وأضافت المنظمة الأممية، أن “السلام أكثر ما يحتاج إليه أطفال السودان الآن”.

ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربا خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة. وفر أكثر من 694 ألف شخص عبر الحدود إلى تشاد، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، لكن العديد منهم ما زالوا محاصرين في دارفور ويحتاجون إلى مساعدة.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد