متابعات دارفور : القاهرة
تواجه الدولة المصرية معضلة في التعامل مع تنامي المقاومة الشعبية في شمال السودان في ظل الانباء المتواترة عن تجمع مجموعة كبيرة من مقاتلي الأخوان المسلمين من ولايتي كسلا وبورتسودان في الشمال.
ومنذ بداية الحرب في 16/ أبريل اعلنت مصر وقوفها إلى جانب الجيش السوداني لكنها الآن تبدو غير قادرة على الثبات في موقفها بعدما أظهرت الدراسات الاستشرافية التي اعددت في مراكز دراسات تتبع للمخابرات المصرية هزائم متوقعة للجيش السوداني وسيطرة مطلقة للاسلاميين الارهابيين في شمال السودان مما يهدد الأمن القومي المصري.
وقال باحث في مركز الدراسات الاستشرافية المصرية فضل عدم ذكر اسمه أن تنامي المقاومة الشعبية وتراجع الجيش النظامي سيعمق معاناة المواطن في السودان من الحروب الاهلية المتوقعة ، وبروز الاسلاميين الواضح في قيادة المقاومة في الشمال يمثل تهديداً للأمن القومي المصري .
وأكد الباحث أن مصر سوف تستخدم كل السبل للتصدي للاخوان الارهابيين في شمال السودان كما تصدت لأنصار الشريعة والدواعش في شرق ليبيا ولن تسمح مصر بتسرب الإرهاب من بوابتها الجنوبية ، ويشير الباحث إلى أن القبض على الاخواني عبدالباسط حمزة يعتبر رسالة لاخوان السودان.
وقال الباحث أن نشاة دولة أخوانية في شمال السودان يسهم في إحياء حركة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر لذلك توقع الباحث أن تعيد مصر ترتيب أوراقها من جديد وأن تضع آلية للتصدي للخطر الأخواني.
ومن جهته قال المحلل السياسي الدكتور عبدالله محمد حسين : في ظل المعطيات الراهنة مصر سوف تراجع موقفها من الجيش السوداني لاسيما بعد الرضى الدولي والافريقي من مواقف حميدتي الداعمة السلام والتحول المدني الديمقراطي واستعداده للجلوس في طاولة المفاوضات بدون شروط بالاضافة الي عدم قدرة البرهان على الانفكاك من الاسلاميين عطفاً على التهديد المتوقع لتنامي المقاومة الاسلامية في شمال السودان على الأمن القومي المصري وتوقع حسين أن تستأنف مصر نشاطها القديم في محاربة جماعة الاخوان المسلمين وايدلوجيتها.