إشتباكات عنيفة شرق مدينة ود مدني

متابعات دارفور : ود مدني

تشهد مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط السودان اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة والدعم السريع .

وقال شهود عيان إن القتال تجدد خلال الساعات الماضية في منطقة حنتوب شرق مدينة ود مدني، حيث يتمركز عناصر قوات الدعم السريع .

وأضافوا أن الاشتباكات أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وإلى هروب الآلاف من المدنيين والنازحين الذين يخشون تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية.

وقالت المصادر ان الدعم السريع متواجدة في عدد من المناطق بولاية الجزيرة شرق ود مدني ناحية حنتوب والشرفة وابوحراز وام عليلة وود راوة وقرى أخرى حول هذه المناطق.

وادت اشتباكات الاحد لاخلاء كامل لاحياء حنتوب المربعات لرياض التكيلات . وشهدت المنطقة المتاخمة لفندق الانتركونتنال بالقرب من كبري حنتوب وابوحراز حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية التابعة للجيش.

وكان قد قال الصحفي محمد مصطفى الياس من مدينة ود مدني يوم الاحد ان القصف المدفعي وصل الي مناطق السوق الشعبي ، وحي بانت والعشير ، والدباغة ، والمزارع المتاخمة للنيل الأزرق .

وقال ان المعلومات تشير ان قوات الدعم السريع تحاول الدخول الي ود مدني من ثلاث محاور ، من جهة الشرق (منطقة التكيلات ، ومنطقة حنتوب ومنطقة الملكية )، بجانب منطقة أبو حراز والجهة الغربية لطريق الشرق.

فيما كشفت لجان مقاومة ود مدني عن توقف الإشتباكات داخل مدينة ودمدني وافادت بان الجيش يهاجم من وقت لآخر عبر الطيران الحربي.

وقالت ان الدعم السريع يتمركز شرق مدني وناحية حنتوب والشرفة وابوحراز وام عليلة وود راوة ومناطق أخرى.

وقال محمود المرضي، وهو من النازحين الذين فروا من الحرب في الخرطوم إلى مدينة ود مدني، “جهزت حقائبي واستعد الآن لمغادرة المدينة.. لا أدري إلى أين تمضي بنا الحرب”.

وأشار إلى أن سيناريو اندلاع الحرب في الخرطوم يتكرر بنفس الطريقة في مدينة ود مدني، “عشنا يومين عصيبين من الاشتباكات المروعة واستيقظنا في اليوم الثالث على دوي أصوات الرصاص والمدفعية.. نحن نعيش في رعب وتوتر ما طبيعي”.

ولفت المرضي إلى أن السكان يعيشون أوضاعا مزرية وسط إغلاق الأسواق والمحال التجارية، وأن الكثيرين غادروا المدينة سيرا على الأقدام.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، إن ما يقرب من 14 إلى 15 ألف شخص نزحوا من محلية مدني الكبرى وفقا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة.

وأضاف في بيان يوم السبت، أن السكان المتضررون لجأوا إلى الأحياء الواقعة غرب مدينة ود مدني، بالإضافة إلى مواقع أخرى في الجزيرة، وباتجاه ولايتي سنار والقضارف.

وذكر البيان أن المحلات التجارية والأسواق لا تزال مغلقة منذ 15 ديسمبر كانون الأول في ود مدني، فضلا عن إغلاق جسر حنتوب بود مدني بشكل جزئي من قبل القوات المسلحة كإجراء أمني.

كان والي ولاية القضارف المكلف محمد عبد الرحمن أمر يوم السبت بإعلان حالة الطوارئ القصوى بولاية القضارف للأشخاص والمركبات من الساعة السادسة مساءا وحتى الساعة السادسة صباحا.

وفي وقت لاحق من يوم أمس، قال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله إن الأوضاع الأمنية بولاية الجزيرة مستقرة “وندعوا شعبنا لعدم مغادرة منازلهم وعدم الإلتفات للشائعات والأقلام المأجورة التي تدعو لتثبيط الهمم وإثارة الهلع بين الناس”.

واضاف عبد الله أن القوات المسلحة والشرطة وقوات جهاز المخابرات العامة والمتطوعين سيبذلون قصارى جهدهم “لأداء الواجب الوطني المقدس لإستدامة هذا الاستقرار والحفاظ عليه”.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن أغلب مستشفيات مدينة ود مدني بولاية الجزيرة أصبحت غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية، مع احتدام الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في المدينة الواقعة بوسط السودان.

وذكرت في بيان يوم السبت أن مدينة ود مدني تتعرض منذ يوم الجمعة لموجة جديدة من الهجمات، حيث تركز الهجوم يومي الجمعة والسبت على الأحياء الشرقية لحدود المدينة المتاخمة للنيل في أبو حراز وحي الإنقاذ، بينما توقعت أن يكون هجوم يوم الأحد أعنف وأكبر من سابقه.

وأضافت “نواجه حاليا وضعا حرجا، حيث أصبحت أغلب المستشفيات خاوية وغير قادرة على تقديم الخدمات الطبية اللازمة… وقد تتوقف الخدمة في باقي المستشفيات التخصصية حال تطورت الأوضاع العسكرية وما يصحب ذلك من انفلات أمني و نزوح من تبقى من الأطباء والكوادر الصحية. تزداد الأمور تعقيدا بإغلاق الصيدليات ونقل الأدوية التجارية خارج ود مدني”.

وتابعت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان “اتساع رقعة الحرب لمدينة ود مدني يضعنا أمام واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في ظل هذه الحرب. مدينة ود مدني التي أضحت ملاذا آمنا لمرضى أمراض القلب والسرطان والكلى والحالات الطبية المستعصية، تواجه الآن شفا كارثة صحية وإنسانية”.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد