رهيد البردي ” قصص من هناك”

صالح الدنعو


رهيد البردي تقع في الاتجاه الجنوبي الغربي من ولاية جنوب دارفور ، كانت هادئة و مطمأنة ، يمتهن سكانها النشاط الرعوي و قليل من الزراعة و التجارة البسيطة ما يمزها أنها تقع علي بعد حوالي 150 كليو متر من دولة أفريقيا الوسطي و حوالي 130 كليو متر من دولة تشاد.

بعد اندلاع حرب ابريل توافد الي مدينة رهيد البردي اعداد مهولة من المتأثرين بالحرب بإعتبار أنها منطقة نائية و بعيدة و آمنة ، و قبل أن تفيق من حالة الدهشة و استيعابها اندلع صراع قبلي في مناطق شمال المدنية “كبم” و “مركندي” تبعد حوالي 30 كلم من المدينة بين قبيلة السلامات و البني هلبة مما أنتج حالة انسانية مزرية ، نزح سكان هذه المناطق الي مدنية رهيد البردي ، لا يملكون الا ثياب بالية علي أجسادهم هي ما فروا به.

معاناة النساء:

و تعيش النساء اوضاعا مأساوية في مراكز الايواء ، حالات الزعر و الجهد البدني و المشي علي الاقدام أنتج عنها حالات اجهاضات وسطهن واطفال و مرضي و أرامل لم يترك الرعب لهن فرصة للحزن علي فقد أسرهن.

و تقول “أم جمال” التي فقدت زوجها جراء الحرب القبلي و نزحت مع أطفالها “لا نمتلك الا ثوبي الواحد هذا علي جسدي و في احشائي جنين فقدت زوجي في ظروف صعبة لم اجد حتي “فصل” داخل مركز الإيواء لأوي أطفالي سوي ظل هذه الشجرة و تضيف نزحت مع جيراني و بقية أسرتي في الخرطوم لا أدري مصيرهم الآخر.

و من جهة اخري نزحت “خديجة” الي مركز ايواء “مدرسة غالية الثانوية ” بمحلية رهيد البردي وهي في الشهر الأخيرمن حملها لتقول انها و لأكثر من شهر بلا مأوي و لا استقرار ، لا تستطيع الحركة بسبب عدد التغذية تم نقلها بواسطة متطوعين الي أخصائية نساء و توليد و هي الاخري نازحة أيضآ و واحدة فقط بالمدينة تم الكشف عليها لتحدد لها عملية فوراً بسبب ان جنينها في وضع غير طبيعي داخل الرحم وتقول الطبيبة ان الجنين يعاني من نقص الماء داخل الرحم مع انتهاء زمن الانجاب.

هذه الولادة السابعة ل”خديجة” تم تجهيزها فورآلدخول العملية لتفاجئ الجميع بأن لديها اعراض ولادة طبيعية لتلد “نعيمة” و التي أسمتها تيمنآ بإسم إحدي المتطوعات.

فتاة في العقد الثاني من عمرها ، وجدت نفسها نازحة في مركز ايواء “مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية” في نفس المدينة مع اختها و والدتها و هي كبيرة في السن ، تقول الفتاة ان والدها عاد الي مدينة نيالا ليتفقد منزلهم الذي تم حرقه .

تم دعوتنا الي مخيم علاجي للنازحين فأذا به يستدعاني الطبيب العمومي بان أقابل “فاطمة” و هي نازحة اخري لأخصائي جراحة و هي تعاني من البواسير بدرجة كبيرة و خطيرة و متأخرة جداً و عندما قابلت الطبيب تم تحدد دخولها لعملية فوراً ليقف حاجزعدم وجود شخص يعمل علي كتابة الاقرارالطبي لغرض العملية بينها و بين العملية ، فكل واحدة معاناتها أكبر من الثانية.

و يعيش جميع النازحين في رهيد البردي أوضاع انسانية مأساوية مع نقص حاد في الغذاء في ظل التردي الاقتصادي العام و حالة الفقر و الفقر لدي المجتمع المستضيف و يفقد النازحين أدني مقومات الحياة.

و يناشد النازحين انهم بحاجة ماسة الي مياه صحية و دورات مياة و غذاء و أدوات إيواء مثل الخيم و أواني الطهي و معدات الشرب و نوامس و علاج بسبب حالات امراض الملاريا و التايفويد و رمد العيون و حالات الولادة المتعثرة نتيجة لسواء التغذية و الحالة النفسية.

ويذكر ان اجمالي النازحين بمدينة رهيد البردي تقدر ب 4300 اسرة يسكونون داخل 35 مركز ايواء.

تبحث عن الحقيقة؟

إشترك في مجلتنا الإخبارية ليصلك كل جديد